يبدو أن ظاهرة تحويل الأفلام إلى مسلسلات درامية ستكون هو موضة السنوات القادمة، وعلى ما يبدو فإن هناك حالة من الإفلاس الفني تنتاب مؤلفينا وكتابنا، ذلك أن الكثير من المنتجين أصبحوا يريدون اللعب على المضمون، والرهان على الحصان الرابح، وذلك بتحويل أنجح الأفلام المصرية - التي علقت بوجداننا وأصبحت تشكل جزءا كبيرا من ثقافتنا- إلى مسلسلات درامية. ومثلما كانت المسلسلات التاريخية هي الموضة منذ عشر سنوات، قبل أن تسيطر مسلسلات السير الذاتية على شاشات العرض في آخر خمس سنوات، أصبحت الساحة الآن شبه خالية من الأفكار الجديدة والمعالجات التي تتحدث عن واقعنا المعاصر ومستجدات الحياة وإشكالياتها، ومع تزايد القنوات الفضائية - وخصوصا قنوات عرض المسلسلات - أصبح البديل الآن بالنسبة للشاشات العربية هو المسلسلات التركية المدبلجة، ولأننا لا نحب التقليد، بحثنا عن بديل مختلف، وكان ذلك الاختلاف ما هو إلا محض تقليد لأعمالنا القديمة الناجحة، حتى نضمن نجاح أعمالنا القادمة، ونضمن اجتذاب شريحة جديدة من المشاهدين، تتمثل في الجيل السابق الذي كان يشاهد هذه الأفلام وقت عرضها على شاشات السينما في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. الكيف والإخوة الأعداء وبعد أن أعرب المخرج خالد يوسف عن نيته تحويل فيلم الأرض إلى مسلسل تليفزيوني، أعلن حسام مهدى، عضو مجلس إدارة قناة بانوراما دراما أن المحطة قد انتهت من التعاقد مع السيناريست محمود أبو زيد على تحويل فيلم الكيف إلى مسلسل، كما تعاقدت أيضا مع السيناريست "أحمد عبد الله" لتحويل فيلم" الأخوة الأعداء" الذي أنتج عام 1974 إلى مسلسل تليفزيوني. فيلم "الأخوة الأعداء، مأخوذ عن قصة للمؤلف الروسى ديستوفسكى "الأخوة كرامازوف" وكتب لها السيناريو والحوار د. رفيق الصبان ونبيهة لطفى، وأخرجه حسام الدين مصطفى، وشارك فى بطولته الفنان يحيى شاهين ونادية لطفى، ومحيى إسماعيل، وميرفت أمين، ونور الشريف، وحسين فهمى، وسمير صبرى، وعماد حمدى، وعبدالوارث عسر، وأحمد مظهر، ومحمود ذو الفقار، وشويكار. أما فيلم "الكيف".. فهو من إنتاج 1985 بطولة محمود عبد العزيز ويحيي الفخراني، وتأليف محمود أبو زيد وإخراج على عبد الخالق. بداية الظاهرة وقد بدأت الظاهرة عندما تم تحويل فيلم "الباطنية" إلى مسلسل تليفزيوني فى رمضان قبل الماضي، قبل أن يتم تحويل فيلم "العار" إلى مسلسل حقق نجاحا كبيرا في رمضان الماضي، مما شجع الكثير من المنتجين على تحويل عدد من الأفلام الخالدة في ذاكرة المشاهدين إلى مسلسلات لضمان أكبر نسبة مشاهدة، وبالتالى معدلات أكبر من الإعلانات، مما يحقق لهم أرباحا تسويقية هائلة، بصرف النظر عن عدم تقديم محتوى جديد للقارئ أو معالجة مشكلاتنا المعاصرة، اللهم إلا تغيير الممثلين فقط. الجدير بالذكر أن المخرج الكبير حسين كمال، قد بدأ هذا الاتجاه بنفسه عندما قام بتحويل فيلمه الخالد "نحن لانزرع الشوك"، الذي قامت ببطولته الفنانة الكبيرة شادية إلى جانب محمود ياسين وصلاح ذو الفقار، لمسلسل قام ببطولته آثار الحكيم وياسر جلال وخالد النبوي.