في اجواء يشوبها الحذر تبدأ اليوم في شرم الشيخ الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بمشاركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والمبعوث الامريكي للسلام جورج ميتشل. وأكد نبيل شعث عضو اللجنة المركزية في حركة فتح وعضو الوفد الفلسطيني المفاوض ان مفاوضات شرم الشيخ ستقتصر علي بحث مسألتي الحدود والامن ولن تبحث بأي شكل من الاشكال الاعتراف بيهودية اسرائيل مؤكدا في تصريحات صحفية ان هذه القضية لم تبحث سابقا في اي مفاوضات وان القيادة الفلسطينية ترفض التطرق اليها لانها تضر باللاجئين وبالمواطنين العرب داخل الخط الاخضر. وجدد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات رفض الفلسطينيين الاستمرار في بناء المستوطنات واوضح في تصريحات اذاعية امس ان جدول الاعمال في مفاوضات اليوم متفق عليه وهي قضايا الوضع النهائي القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والامن والافراج عن المعتقلين معرباً عن امله بأن تختار اسرائيل السلام بدلاً من الاستيطان لأن استمراره سيعني القضاء علي عملية السلام والمفاوضات. واوضح المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غسان الخطيب ان الطرف الفلسطيني سيطلب خلال مفاوضات اليوم الدخول مباشرة في صلب قضايا الحل النهائي مؤكداً في تصريحات اذاعية امس انه لا امكانية علي الاطلاق لاستمرار المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي دون وقف عمليات الاستيطان. واشارت تقارير اسرائيلية امس إلي ان نتانياهو سيعرض علي الفلسطينيين تجميداً جزئياً للبناء في مستوطنات الضفة الغربية باتباع نفس السياسة التي كان يتبعها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت وذكرت صحيفة «ها آرتس» ان التجميد الجزئي المقترح العمل به بعد انتهاء فترة التجميد في «30» سبتمبر الجاري سيكون متطابقا لما كان يجري خلال حكم اولمرت عندما كان اكثر من «90%» من اعمال البناء تتم في الكتل الاستيطانية الكبري. ونقلت الصحيفة عن مسئول اسرائيلي بارز ان نتانياهو عرض خطته الجديدة لتنفيذ سياسة اولمرت علي الرئيس الامريكي باراك اوباما وكلينتون وميتشيل واشار نتانياهو الي هذا التوجه خلال اجتماع وزراء حزبه الليكود امس الاول وناقشه مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط توني بلير حيث ابلغه نتانياهو خلال اجتماعهم مؤخراً ان اسرائيل لا يمكنها ان تستمر في التجميد الكامل موضحاً انه لن يتم بناء الوحدات السكنية التي يجري التخطيط لها والمقدر عددها بعشرات الالاف الا انه لم تعلق حياة اليهود الذين يعيشون في الضفة الغربية واضاف نتانياهو لبلير قائلاً اننا لا نضع الاعتراف بيهودية اسرائيل شرطاً مسبقاً في المفاوضات فلا يعقل ان يشترط الجانب الفلسطيني مواصلة المفاوضات بوقف البناء في المستوطنات. يأتي ذلك بينما مازال المجتمع الاسرائيلي غير متقبل المفاوضات مع الفلسطينيين ففي الضفة الغربية تجتاح موجة عارمة من الغضب ضد نتانياهو رداً علي تصريحاته بأن تجميد البناء سيستمر بشكل جزئي حيث صرح «داني ديان» رئيس مستوطنات الضفة لصحيفة يديعوت احرونوت بأنه كان يتوقع من نتانياهو ان ينفذ وعده باستكمال البناء بعد فترة دامت 10 اشهر وحذر «ديان» بأن استمرار تجميد البناء يعتبر تخطياً للخط الأحمر. وفي اعقاب تصريحات نتانياهو احتشد الكثير من المستوطنين ووجهوا انتقادات عنيفة لرئيس الحكومة الاسرائيلية حيث اتهمه «استتيك شدمي» رئيس مستوطنات بنيامين بالخيانة لناخبيه وعدم وجود مصداقية، ووصفه بالخائن واضاف انه يجب مواصلة البناء في الضفة مثل الماضي ودعا الي اسقاط حكومة نتانياهو في حالة استمرار التجميد كذلك رئيس المجلس المحلي للسامرة «جرسون مسيكا» الذي طالب بانهاء فترة ولاية نتانياهو. ومن جانب آخر، رفض عدة وزراء في الحكومة الاسرائيلية تصريحات نتانياهو مثل موشيه يعلون وأفيجدور ليبرمان وصرح «عوزي لادينو»: لا يهمني ما قاله نتانياهو والقرار الملزم هو قرار الحكومة». واوضح الوزير «دينائيل هرشوكوفيتش» انه لا يرحب بالتجميد الجزئي وانه يجب العودة للبناء في المستوطنات خلال اسبوعين، وانه من المهم ان يكون هناك تنسيق بين الاحزاب، «فشاس» و«اسرائيل بيتنا» لا يوافقان علي تجميد البناء. واوضح العديد من الوزراء انه يجب مواصلة البناء في ال 26 من سبتمبر الحالي كما قرر مجلس الوزراء المصغر. وكان الوزير «هرسكوفيتش» قد ارسل رسالة لنتانياهو يشرح بها ان مواصلة التجميد يشكل تهديداً للحكومة الائتلافية وانه يعتزم مقابلة احزاب الائتلاف لعرض الأمر عليهم. في الوقت نفسه، اعلنت حركة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان انه سيكون بالامكان بناء حوالي 13 الف مسكن بدون ان يتطلب ذلك موافقة اضافية من الحكومة». واوضحت انه «تم منح رخص بناء لحوالي 2066 مسكناً علي الاقل اصبحت اساساتها جاهزة، ومئات اخري لم يتم بناء اساساتها كما يمكن ان تشيد اعتبارا من انتهاء مهلة التجميد» التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية لمدة عشر اشهر. وقالت حركة السلام ان «11 الف مسكن اخر علي الاقل تمت الموافقة علي بنائها يمكن ان تبني بدون موافقة حكومية اضافية، بينها خمسة الاف في مستوطنات معزولة». وفي غضون ذلك اقتحم نحو 130 من المستوطنين اليهود صباح امس المسجد الاقصي المبارك من باب المغاربة في حماية قوة من الشرطة الاسرائيلية ودنسوا الحرم القدسي الشريف. وذكر احد حراس المسجد الاقصي ان خمس مجموعات من هؤلاء المستوطنين دخلت من باب المغاربة يتقدم كل مجموعة منها احد كبار الحاخامات، وهو امر يثير مخاوف المسجد الاقصي. وقام المتطرفون اليهود بجولات في ساحات ومصليات الاقصي. كما حذر رئيس جهاز الامن الاسرائيلي «الشاباك» ديسكن من تزايد العمليات الفدائية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وداخل اسرائيل خلال الايام والاسابيع المقبلة لارتباطها بالمفاوضات بين السلطة واسرائيل. وجري توجيه اتهامات لعدد من الجنود الاسرائيليين بتهمة الاساءة وسوء معاملة اسري فلسطينيين، حيث تم العثور علي صور وفيديوهات مصورة لهم علي هواتفهم الخلوية وهم مع اسري فلسطينيين، وهم يشهرون الاسلحة في وجههم، وتم مصادر تلك الهواتف منهم، وتوجيه تهمة اخري باستخدام السلاح لاغراض غير مشروعة، ولم يتم الكشف عن هويتهم. وميدانياً للمرة الخامسة علي التوالي خلال اقل من شهرين، هدمت القوات الاسرائيلية قرية العراقيب في النقب. حيث قامت قوة كبيرة من الشرطة الاسرائيلية ترافقها الجرافات امس بهدم منازل القرية. كما اعلنت مصادر طبية فلسطينية امس الاول ان ثلاثة فلسطينيين قتلوا واصيب اثنان اخران في قصف مدفعي اسرائيلي شمال قطاع غزة. وقال متحدث عسكري اسرائيلي للصحفيين ان قصف بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة استهدف احباط محاولة لاطلاق صاروخ علي القوات الاسرائيلية. وقال المتحدث ان الهجوم ايضا جاء ردا علي اطلاق قذيفتي هاون علي النقب في جنوب اسرائيل من قبل مسلحين فلسطينيين امس الاحد. ولم تسفر القذيفتان عن اي خسائر بشرية او مادية. واكد ناطق عسكري اسرائيلي ان صاروخا اطلق من قطاع غزة سقط صباح امس في جنوب الاراضي الاسرائيلية بدون ان يتسبب بإصابات أو أضرار.