أبدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية دعمها لجهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما واللجنة الرباعية الدولية لبدء المفاوضات المباشرة مع التركيز علي القضايا الجوهرية المتعلقة بالحدود والأمن، والقدس واللاجئين والمياه. وعبرت اللجنة في بيانها أمس الأول عن دعمها ومساندتها التامة لمواقف وجهود الرئيس محمود عباس والوفد المفاوض في سبيل استمرار العملية السياسية وتوفير ضمانات نجاحها. وأعربت عن أملها في أن تقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية واللجنة الرباعية مع المجموعة العربية ببذل أقصي الجهود من أجل ضمان الوقف التام للاستيطان، حتي يتم إنقاذ العملية السياسية التي بدأت بجدية كاملة في واشنطن قبل أسبوع، ولمنع القوي المتطرفة في إسرائيل من النجاح في تعطيل استمرار هذه العملية التي تمثل الفرصة السياسية الكبري. وأوضحت أنها سوف تعمل علي الانخراط بجدية كاملة في هذه المفاوضات مبدية رفضها للمواقف المتطرفة التي تتخذها حكومة إسرائيل خاصة إصرارها علي مواصلة الاستيطان وتشديدها علي الأمن ليس بهدف ضمان أمن إسرائيل وفلسطين، وإنما للتغطية علي خططة التوسع والاستيلاء علي أراضي فلسطينية في الأغوار والقدس والضفة الغربية. من جانبها وضعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حل النزاع الفلسطينية الإسرائيلي في مقدمة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية. وقالت كلينتون إن المحادثات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد تكون الفرصة الأخيرة للتوصل إلي اتفاق سلام ينهي الصراع الذي دام لأكثر من ستة عقود بين الجانبين. وذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن كلينتون عبرت عن ثقتها في التزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني بمحادثات جادة بالتوصل لاتفاق سلام، لإدراكهما بأن هذه الفرصة قد لا تتكرر. ووصفت كلينتون الشكوك في فرص نجاح المفاوضات المباشرة ب«الخاطئة» بعد أن اكتسبت العملية زخمًا بدعم الدول العربية التي أبدت استعدادها للقبول بحل الدولتين. وفي سياق متصل قال عضو الفريق الفلسطيني المفاوض نبيل شعث إن السلطة الفلسطينية لا تعترف بإسرائيل كدولة يهودية، لأن ذلك سيضر بعرب إسرائيل ويلغي حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وأوضح شعث أن الفريق الفلسطيني المفاوض رفض طلبًا لنتانياهو لمناقشة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية خلال الجولة المقبلة من المحادثات المقرر إجراؤها في شرم الشيخ، وأشار شعث إلي أن أي اتفاق سلام مع إسرائيل سيخضع لاستفتاء الشعب الفلسطيني. وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته بالإفراج عن العشرات من المعتقلين المحسوبين علي حركة حماس في جميع محافظات الضفة الغربية بمناسبة عيد الفطر، ونقلت وكالة أنباء «معا» الفلسطينية عن مصادر مطلعة قولها إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية أطلقت سراح 46 من هؤلاء المعتقلين. فيما قالت مصادر فلسطينية إن إسرائيل أفرجت أمس الأول عن عضوي المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس عزام سلهب ونزار رمضان، وذلك بعد اعتقال إداري دام عامًا ونصف العام. ونفت السلطة الفلسطينية اعتقال منفذي العمليتين اللتين استهدفت المستوطنين الإسرائيليين مؤخرًا، وقال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عدنان الضميري إن ما نشرته وكالات أنباء ووسائل إعلام إسرائيلية أمس في هذا الشأن غير صحيح، ويهدف إلي الضغط علي السلطة لكشف التحقيقات التي تجريها. وأشار إلي أن السلطة تجري تحقيقًا في القضية، لكنها لم تنه تحقيقاتها بعد، وأكد أن السلطة لن تسلم أي معتقل فلسطيني لإسرائيل، مشيرًا إلي أن اتفاق أوسلو ينص علي أن تجري السلطة محاكمة لمن يقوم بأي هجوم علي إسرائيليين لكنها ليست ملزمة بتسليمه. من جهة أخري أكد المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف أن تهديدات «حماس» باستهداف أجهزة الأمن تؤكد من جديد سعيها لاستكمال مخططها الانقلابي الذي بدأته في قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن عساف قوله في الوقت الذي تقوم به حركة حماس بتقديم أوراق اعتماد للإسرائيليين وغيرهم من أجهزة الأمن الغربية في قطاع غزة من خلال امتناعها عن المقاومة وإطلاق النار علي مقاومين واعتقالهم فإنها تسعي جاهدة لبناء خلايا في الضفة لاستهداف المناضلين من أبناء شعبنا والسلطة الوطنية وحركة فتح. واستغرب عساف في بيان التزامن في تهديدات حماس مع تصريحات «الرئيس الإيراني» أحمدي نجاد الذي حول يوم القدس من يوم للتضامن مع القدس إلي يوم لتشجيع الانقلاب والفرقة وتكريس الانقسام. وقال عساف إن نجاد يستخدم القضية الفلسطينية ورقة في سياق مساوماته مع الولاياتالمتحدة والغرب ليخدم مشروعه في السيطرة علي الإقليم علي حساب دماء ومعاناة أبناء شعبنا ومصالحه. وأضاف: إن حماس تستخدم الدين وتتاجر بشعار المقاومة لتنفيذ أهداف داخلية فقط تصب في مصلحتها الحزبية وهي إبقاء سيطرتها علي إمارتها الظلامية في غزة ومحاولة الوصول إلي الضفة. واعتبر أن مثل هذه المواقف الحمساوية تفضح زيف ادعاءاتهم وتعبر عن حقيقة مواقفهم من المصالحة الوطنية. وطالب عساف الأجهزة الأمنية إلي أخذ الحيطة والحذر وأن تبقي العين الساهرة والسياج الحامي للوطن ومواطنيه وأن تقطع دابر الفتنة والانقلاب من قبل حماس وتمنعها من تدمير المشروع الوطني الفلسطيني. وفي الوقت ذاتة فرضت إسرائيل اجراءات أمنية مشددة في القدس والضفة بمناسبة حلول عيد الفطر وعيد رأس السنة اليهودية.