لبيت دعوة كريمة من الصديق «نيازي سلام»، في منزله بمنطقة (أرابيلا)، لم أستطع أن أمنع نفسي من الكتابة عن تلك الدعوة، وهذه الليلة الرمضانية التي أشهد بأنني لم أعشها، ولكنها اقتربت كثيراً إلي أوقات طيبة قضيتها في تجمعات جمعتني في مناسك الحج (بمني) أو في خيمة من خيام جبل عرفات الله، لن أبتعد كثيراً- حيث إن الدعوة الكريمة، حينما لبيتها، في هذه الساحة الطيبة من منزل صديقي كانت منتصف ليلة الجمعة حيث بدأت بدعوات واستغفار لله العلي العظيم قادها شاب جميل وعلي ما أعتقد هو مهندس ويدعي «عمرو» وهو أيضاً زوج ابنة أخونا المحترم «نيازي سلام»، والجمع الطيب من الرجال والشباب والنساء ولعل الشيء الجميل والذي جعلني أكثر اندهاشاً الإقبال الشديد من الفتيات الشابات ، والمعروف عن أسرهن يسر الحال، وأطيبه. وفي هذه الساحة المطلة علي مجموعة من الأشجار وتنوعها، والتحافها بالسماء، ورغم أن درجة الحرارة لا تزيد عن الثلاثين ولم تقل حتي فجر هذه الليلة الطيبة عن العشرين، إلا أن عطراً سماوياً وإحساساً صوفيا، تناغم مع الدعاء الذي بدأ بالاستغفار ثم صلاوات «التهجد» والقرأن المتلي ترتيلاً من إمام شاب جميل كان صوته وإحساسه بكلمات الله ( نور علي نور) وظلت الدقائق والساعات القليلة من منتصف الليل حتي صلاة الفجر-تتوالي بسلاسة وكان الشيخ «أحمد مجدي» هو صاحب الدرس الرئيسي حيث تحدث عن القرآن ورسول الله «صلي الله عليه وسلم» وكيفية الصلاة علي محمد«صلي الله عليه وسلم»، مسترشداً بسؤال من صاحب الدعوة وصاحب البيت المبارك الصديق «نيازي سلام». وتتسابق الأحاديث وتتناسق الموعظة مع القصة المسترشد بها عن حياة الرسول "صلي الله عليه وسلم" وزوجاته (أمهات المسلمين) وكذلك لغات ولهجات القرآن الكريم الثلاثمائة وثمانون لهجة التي تحدث بها رسول الله، والتي نزلت آيات الله علي قلبه نوراً، وأنطقه سيدنا جبريل عليه السلام «اقرأ، اقرأ، اقرأ» وحينما أجاب عليه الصلاة والسلام، «ما أنا بقارئ» ، أجاب الروح المرسلة من الله «أقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم» «صدق الله العظيم». وحينما أخذ الشاب «أحمد حسني» الحديث كان أيضاً بالنسبة لي أول مرة استمع إليه شاب من الدعاه الجدد، أخذ بأسباب الحياة والدعوة إلي أن يكون الناس (عبادا ربانيين) شارحاًَ ما هو (العبد الرباني ) هو يد الله علي الارض وسط عباده، وأيضاً من القصص والاسترشاد بأحاديث صحيحة-عن السيدة «أسماء بنت أبي بكر» رضي الله عنهما، وفائدتها في الحياة، وهو ما دعا إليه الشاب «حسني» بمهارة وتقوي، ودعاء من القلب إلي قلوب الجمع الطيب، واختتمت سيدة فاضلة دكتورة من الحاضرين بكلمات طيبة عن المسلمين والمؤمنين وقسمتهم إلي عامة وعلماء وعارفين، وأن العامة من المسلمين يقضون أحكام الدين أما العلماء فإنهم يتصلون بالحكمة من الأحكام أما العارفون فهم أعلي درجة وهم خالصو القلب والفؤاد إلي الله ودعاء مع سحور مع عناق الجميع بعد صلاة فجر جميل أدعو الله أن يزيد من هؤلاء الطيبين في المحروسة!!!