عرض - داليا طه الصحة العامة للسكان في اي دولة مؤشرًا أساسيا علي النجاح الاجتماعي، هذا مايؤكده 12 باحثًا أغلبهم من الأساتذة الجامعيين في الولاياتالمتحدة وكندا، حيث قاموا بتأليف كتاب يبحث في كيفية تأثير المؤسسات والثقافة في الصحة ويحاول الإجابة عن السؤال التالي: لماذا نجحت بعض المجتمعات أكثر من غيرها في تأمين الرفاهية الفردية والجماعية لأبنائها؟ ويوضح الكتاب أن مفهوم النجاح الاجتماعي له تعريفات متعددة، والتعريف الوارد في الكتاب يقوم علي أساس الصحة العامة، فيشير أحد الباحثين إلي أن الحصول علي العلاج له أهمية كبيرة بالنسبة للمواطنين عامة فتوصل المجتمعات إلي تحقيق نتائج متقدمة علي الصعيد الصحي من خلال التقليل من نسبة وفيات الأطفال وإطالة معدل طول الأعمار يمكن اعتبارهما كمؤشرين في تقييم مستوي النجاح الاجتماعي لكن شريطة عدم إهمال العوامل الاجتماعية والثقافية. كما أن الواقع الصحي أصبح يمثل أحد مراكز اهتمام الدول والحكومات في مختلف البلدان حيث أصبح قضية وطنية، لكن ما يتم تأكيده هو أن الأهمية المركزية ليست مرتبطة بمستوي العلاج ونوعيته بمقدار ما ترتبط بنوعية الحياة اليومية للناس، فاللجوء إلي خبراء الصحة والطب أصبح غير كافٍ للتعامل مع الصحة العامة ، بل لا بد من تدخل علماء الاجتماع والمؤرخين والإخصائيين بالمسائل المتعلقة بالأوبئة. وتقارن إحدي مساهمات الكتاب التي كتبتها "آن سويلدر" الباحثة الاجتماعية العاملة في جامعة بيركلي بكاليفورنيا بين إجابات بلدين إفريقيين يعانيان من كثرة الإصابات بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» وهما أوغندا وبوتسوانا، وفي الوقت الذي يتم فيه النظر إلي هذه الأخيرة، بوتسوانا، علي أنها الأفضل من حيث التنظيم علي الصعيد الصحي ومستواه، فإن أوغندا هي التي حققت النجاح الأكبر علي صعيد الحد من انتشار المرض. السبب الجوهري الذي تقدمه التحليلات المقدمة يكمن في القول إن شبكات التضامن الاجتماعي بين المجموعات المحلية في أوغندا دعمت برامج صحية أكثر فاعلية مما كان الأمر عليه في بوتسوانا.