يأخذنا رشيد غمري عبر روايته الأولي "الجبانات" الصادرة لدي دار كيان إلي رحلة في حياة الفنان التشكيلي "حاتم عبد الحميد" بطل الرواية، النحات المهووس بالجسد الأنثوي والحب تماما كهوسه بالموت أيضا، يبحث طوال الرواية عن سر حيرته وعلاقته المعقدة بالمرأة وتساؤلاته حول فكرة الحياة والموت واللاجدوي وسيطرة الانتحار. الأبرز في رواية غمري ويعمل كذلك في حقل الفن التشكيلي، هو خريطة المكان التي تجري عليها رحلة البطل النفسية: قرية الجبانات في أقاصي الصعيد، مقابر فرعونية، مقاهي وسط البلد، مرسم البطل في غرفته المنعزلة ب"السطوح"، ثم انتقالات الزمان عبرها وتأثيرات الواقع الاجتماعي والسياسي وحتي الأبعاد الفلسفية للحياة، يقول البطل: "أرسم أجساد النساء وأحيانا أرسم عليها، أحولها إلي خرائط بلا مفتاح، استمرارية الحياة هي دائما امرأة في الأفق، تلوح ثم تتحقق ثم تتبخر".