علي شواطئ يحيرة فيكتوريا شهدت العاصمة الأوغندية وتحديداً منتجع «نينو» الذي استضاف فاعليات القمة الأفريقية الخامسة عشرة حضوراً متميزاً للدبلوماسية المصرية رصدته روزاليوسف من خلال معايشتها لتحركاتها علي مدار الأسبوع الماضي. وبعيداً عن القمة ونتائجها التي حققت منها مصر ما تريده نسرد يوميات الدبلوماسية المصرية في كمبالا. اليوم الأول بدأ بنشاط كبار المسئولين في الخارجية المصرية وبخاصة السفيرة مني عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية والسفير أحمد طه نائب مساعد وزير الخارجية، والمستشار أسامة عبد الخالق بمكتب وزير الخارجية حيث شارك الثلاثي في بداية الاجتماعات التحضيرية لفتح جميع الملفات المعروضة أمام القمة وفي هذا التوقيت، كانت السفارة المصرية والسفير المصري في أوغندا «مجدي صبري مجدي» يعملون بكامل طاقتهم لإنهاء جميع الترتيبات الخاصة باستضافة الوفد المصري. اليوم الثاني مع وصول وزير الخارجية «أحمد أبو الغيط» وطاقم مكتبه يتقدمه السفير «حسام زكي» مدير مكتب وزير الخارجية والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والمستشار محمد الملا عضو مكتب وزير الخارجية، بدأ توهج النشاط المصري في قمة كمبالا، استهل نشاطه بعقد اجتماع مسائي مع مساعديه وطاقم مكتبه وحضره السفير «إبراهيم علي حسن» الممثل الشخصي للرئيس مبارك لدي النيباد وكان أبو الغيط خلال هذا الاجتماع يتابع أطر التحرك خلال الأيام القادمة ويتعرف من مساعديه ما تم إنجازه وأبلغوه خلال هذا الاجتماع بالوزراء والمسئولين الأفارقة والمسئولين الغربيين الذين حضروا القمة والذين يطلبون مباحثات ثنائية معه علي هامش القمة، ووصل عدد الطلبات إلي أكثر من 20 طلباً. اليوم الثالث بدأ أبو الغيط نشاطه في تمام السابعة صباحاً، وأجري خلال اليوم ما يقرب من 12 لقاء كان من ضمنها لقاءات مع ممثلي الأطراف المانحة لمبادرة حوض النيل بالإضافة إلي ممثل الأممالمتحدة في السودان والعديد من الوزراء الأفارقة، وبدا واضحاً القبول الذي يتمتع به أبو الغيط بين نظرائه الأفارقة، فلا تراه ينتقل بين أروقة الاجتماعات إلا وتري هذا الوزير يستوقفه ويبحث معه أمراً ما والآخر يستقبله بحفاوة بالغة وثالثاً يستعرض أمراً ما في بلاده، وظل هذا اليوم ممتداً حتي الساعات الأولي من فجر اليوم التالي بسبب تباينات في رؤي داخل اجتماعات وزراء الخارجية. اليوم الرابع جاءت بداية هذا اليوم حاملة نجاحاً للدبلوماسية المصرية بتمرير مشروع القرار المصري المقدم للقمة حول حقوق الإنسان واعتماده بالإجماع من جانب وزراء الخارجية ورفعه للقادة الأفارقة في قمتهم وكانت الجزائر أول المؤيدين للقرار المصري ومن ثم أيدت مصر أيضاً مشروع القرار الجزائري. وخلال هذا اليوم التقي أبو الغيط نظيره الأوغندي وبحث معه النقاط الخلافية في مبادرة حوض النيل ومع انتهاء الجلسات الأولي للاجتماع في السادسة مساء اصطحب أبو الغيط مساعديه للتريض في حديقة المنتجع وعلي بحيرة فيكتوريا ثم عقد اجتماعاً لهم علي عشاء عمل تابعوا فيه تقدير الموقف في ضوء الاجتماعات السابقة وانتقل بعدها للجلسة المسائية لاجتماعات الوزراء التي امتدت هي الأخري لمنتصف الليل. اليوم الخامس وصل الوفد الوزاري المصري المشارك بالقمة برئاسة د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ود. فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي ود. حاتم الجبلي وزير الصحة وتعرض الوفد المصري عند قدومه لمفارقة بسبب الحالة المرورية في أوغندا أدت إلي وصولهم منفردين إلي مقر إقامتهم بالمنتجع علي الرغم من قدومهم علي طائرة واحدة، وذلك بسبب سيارات كانت تسير في الطريق العكسي أمام الموكب الذي يضم الوفد لمصري مما أسفر عن تقطيع لحمته، وكان أول الواصلين «د. أحمد نظيف» وبصحبته السفير المصري في أوغندا يليه بنصف ساعة «د. حاتم الجبلي» يليه الوزيرة «فايزة أبو النجا» والتأم شمل الوفد المصري في عشاء عمل ضم رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الخارجية ووزير الصحة ووزيرة التعاون الدولي بالإضافة إلي الطاقم الدبلوماسي المشارك في القمة، وبعد هذا العشاء التقي السفير «حسام زكي» ووفد المحررين الدبلوماسيين المرافق لوزير الخارجية وشرح لهم مجريات الأحداث وما تشهده الاجتماعات. اليوم السادس دخلت مصر إلي القمة الأفريقية بثقلها وعرضت تجربتها في الموضوع الرئيسي التي انعقدت تحت شعاره القمة وهو صحة الأم والطفل والتنمية في أفريقيا وخلال هذا اليوم التقي رئيس مجلس الوزراء والخارجية عدداً من القادة كان أبرزهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي وكان لافتاً تلك الحميمية الواضحة بين الوفدين المصري والجزائري داخل أروقة الاجتماعات بما يؤشر بانتهاء سحابة الصيف التي خيمت علي العلاقات بين البلدين الشقيقين جراء الأحداث التي شهدتها مباراة أم درمان في نوفمبر الماضي. اليوم السابع واصل الوفد المصري نشاطه في اليوم السابع بمزيد من اللقاءات الثنائية كان أهمها لقاء رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية مع الرئيس الأوغندي «يوري موسيفيني» وخلاله سلم «د. أحمد نظيف» رسالة من الرئيس مبارك لنظيره الأوغندي تتعلق بتنمية أواصر العلاقات الثنائية وتنشيطها في جميع المجالات، وعقب هذا اللقاء غادر «د. نظيف» القمة ليتسلم منه «أحمد أبو الغيط» رئاسة وفد مصر في اليوم الختامي لقمة كمبالا.