مساء أمس الأول احتضنت مدينة الإسماعيلية مباراة كروية في غاية الأهمية بين فريقي الإسماعيلية وشبيبة القبائل الجزائري في دوري مجموعات رابطة الأبطال الأفريقية، وهو حدث انتظره كثيرون لإعادة الروح الرياضية والعلاقات الشعبية بين مصر والجزائر التي كانت قد توترت بين البلدين عقب مباراتي المنتخبين في القاهرة وأم درمان في نوفمبر الماضي. كان أهل الإسماعيلية علي مستوي الحدث، واستقبلوا الفريق الجزائري استقبالا يليق بأشقاء، شجعوهم، ورحبوا، حتي إن كرم الإسماعيلاوية فاق عن حده بهزيمة فريقهم بهدف للاشيء، ومع ذلك لم يهاجم الجمهور المتحمس الفريق الجزائري، وإنما صب جام غضبه علي مجلس إدارة فريقه، لأن الإسماعيلية تحتاج فريقا أفضل ومجلس إدارة أفضل. أثلج صدري أيضا حضور المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة المباراة، ورغم أنه بروتوكوليا لا يحضر سوي مباريات المنتخبات، أو مباريات الأندية في حال نهائي البطولات، فإنه كسر البروتوكول وذهب إلي الإسماعيلية ليشاهد المباراة إلي جوار محافظها، وسفير الجزائربالقاهرة، ووالي ولاية تيزي أوزو الجزائرية التي ينتمي إليها فريق شبيبة القبائل. وبدا من الحضور السياسي، أن هناك اهتماماً علي أعلي المستويات، ومحاولة لنقل رسالة للجماهير في البلدين بضرورة تجاوز ما حدث داخل الملاعب وخارجها، والعودة إلي الأجواء الأخوية، بين البلدين لذلك لم يكن غريبا أن يرفرف العلم الجزائري في سماء الإسماعيلية إيذانا بعودة الصفاء بين الأشقاء. وإن كنت أشكر صقر علي ذهابه للإسماعيلية فإن جمهورها كان علي مستوي الحدث وأكثر، وننتظر أن يتواصل حضور الفرق الجزائرية إلي مصر، وسفر الفرق المصرية إلي الجزائر، لتكون الكرة كما في أهدافها الأساسية وسيلة للتقارب والتعارف والإخوة بين الشعوب، وليست وسيلة لتفريقها كما حدث من قبل. الجزائر كانت في الإسماعيلية، حدث يستحق الاهتمام، تابعته الفضائيات العربية والدولية، والبعض كان يتمني تجدد الخلاف والشقاق، لكن الجميع من مسئولين وجماهير، ومواطنين عاديين ليس لهم علاقة بكرة القدم ضربوا مثلا جميلا، وأفشلوا كل الأمنيات السيئة والخبيثة بتجدد الخلافات. وسوف يأتي شبيبة القبائل بعد ذلك للقاهرة لملاقاة الأهلي، ويذهب الأهلي والإسماعيلي إلي الجزائر، فدعونا نعمل جميعا علي أن تكون المباريات الثلاث المقامة في دوري مجموعات رابطة الأبطال الأفريقية هي الطريق الأخير لإزالة كل الرواسب، وتجديد دماء العلاقات بين الشعبين عبر كرة القدم..