علي الرغم من أن أمريكا عرفت في العالم علي أنها حاملة لواء الحرية إلا أن المرأة الأمريكية كغيرها من نساء العالم، ناضلت من اجل نيل حقوقها.. وهو ما رصدته الكاتبة الأمريكية جيل كولينز من خلال كتابها"عندما يتغير كل شيء :الرحلة المذهلة للمرأة الامريكية منذ عام 1960 حتي الوقت الراهن" حيث أرخت لتطور مكانة المرأة الأمريكية في المجتمع منذ عام 1960 عندما كانت المرأة تحرم من ابسط حقوقها في المساواة مع الرجل إلي أن شهد العالم تغيرا كبيرا وطرأت علي المجتمع الأمريكي تغيرات فرضت نفسها بقوة علي واقع المرأة التي باتت لها القدرة الآن علي المنافسة لخوض غمار الانتخابات الرئاسية . لقد حاربت المرأة الأمريكية من أجل الدفاع عن حقوقها وكرامتها في وجه المجتمع الذي كان دوما متحيزا للرجال وخاضت الكثير من النساء حروبا ثقافية وفكرية من اجل الدفاع عن حقوقهن، وخرجت النساء العاملات الي الشارع في ولاية ماساتشوستس عام 1820 احتجاجا علي قسوة ظروف العمل وكانت تلك هي الشرارة الاولي التي انطلقت للمناداة بالمساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع الأمريكي فكانت مصانع القماش في أمريكا تعمل علي تشغيل النساء لساعات طويلة بأجور زهيدة اقل من الاجر الذي يناله الرجال وكانت ظروف العمل القاسية وضغوط الحياة الطاحنة تزيد من مأساة الواقع الذي تعيشه النساء . وجاء إضراب عاملات مصنع «لوريل» للقطن عام 1834 كخطوة ثانية في مسيرة الاحتجاجات التي تبنتها النساء داخل الولاياتالمتحدة في سبيل تحقيق المساواة مع الرجال، وتصف الكثير من المراجع ذلك الإضراب بالتاريخي لأنه كان بداية فعلية لانبثاق أول جمعية نسوية في الولاياتالمتحدة وكان ذلك سنة 1844. ويسلط الكتاب الضوء علي واحدة من أبرز النساء في الدفاع عن حقوق المرأة هي مارثا غريفيث التي حملت علي عاتقها مسئولية مناصرة المرأة وقادت صراع المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق وأضافت حظر التميز علي أساس الجنس في قانون الحقوق المدنية عام 1964 .وعرفت بالجرأة والشجاعة في المناداة بحرية المرأة. وبزغ نجم الحركة النسائية في الولاياتالمتحدةالأمريكية للدفاع عن حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في وجه بطش الرجل لها.ومع قدوم الثورة الصناعية وإقامة المشاريع الخاصة انخرطت المرأة الأمريكية في ميدان العمل الصناعي وتعالت أصوات النساء للمطالبة بتحقيق المساواة في الأجور مع الرجال وتخفيض ساعات العمل اليومي إلي عشرة ساعات.