آن الأوان للتعليق علي مباريات السيد باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك بمناسبة مرور عام ونصف العام علي توليه المنصب الأهم في العالم الحديث ومع محاولات الوصول إلي الدور النهائي في حكم العالم، ولقد حاول الرجل - وما طفق يحاول - تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي وعد به في خلاصة هي: نعم نحن قادرون علي التغيير وعلي أمل أن يمر من باب الرضا القومي والعالمي ولكن هناك عراقيل كثيرة أوقفت حركة البرنامج في عدة محاور أهمها قضية الشرق الأوسط أو بالتحديد الصراع العربي الإسرائيلي وقضية القوات الأمريكية العاملة في العراق وأفغانستان ولقد سبق لي القول في هذا الموضوع بعنوان السؤال الأول إجباري ولكن السيد أوباما مازال يحاول إجابة السؤال ولكن دون تحقيق الهدف؟! قضية الشرق الأوسط تتصدرها كميات هائلة من الخرسانة التي يبنون بها المستعمرات في غرب الضفة، وللعلم كلمة مستعمرة إسرائيلية تعني واقعياً كلمة مدينة في حجم المدن المصرية الجديدة مثل مدينة الشروق والعبور والرحاب والقاهرة الجديدة والقطامية، آلاف الوحدات السكنية يتم بناؤها علي ما بقي من أراض فلسطينية كما ورد في قرار الأممالمتحدة، كل تلك المستعمرات صارت طوقاً حول مدينة القدس القديمة وبالطبع كلها للمستوطنين من بني إسرائيل وأسعارها تفوق قدرات المواطن العادي ولذلك فهي متاحة لذوي الجنسية المزدوجة وأثرياء الصهاينة وجماعات التطرف، تلك المستعمرات مصدر دخل هائل للحكومات الإسرائيلية ولذلك يصعب تماماً وقف البناء بها خاصة أنها تخدم التوزيع الديموجرافي لهذه الدولة المتنازع عليها بين أصحاب الأرض وأصحاب الاحتلال. وقفت جهود الرجل عند حافة الصلف والغرور الذي تمارسه إسرائيل عن عقيدة راسخة واقتناع تام بما تريد بل جعلت كل رؤساء أمريكا السابقين منهم - واللاحقين يتعهدون شفاهة وكتابة بحماية أمن الكيان الصهيوني رغم كل الأضرار التي لحقت بالعالم من سياسة الكيل بمكيالين وخنوع العالم كله لما تفعله الولاياتالمتحدة من دعم كامل لإسرائيل عسكرياً وسياسياً علي أرض الواقع وفي أروقة الأممالمتحدة ومجلس الأمن واستخدام حق الفيتو دائماً في وجه جميع القرارات الدولية التي تصدر بالاتهامات الواضحة للأفعال الإسرائيلية، بل لا يستطيع أي رئيس للولايات المتحدة أن يبقي علي الحياد في هذه القضية حيث إن اللوبي اليهودي في واشنطن وبقية الولايات يؤيد من هو في إسرائيل تأييداً مطلقاً مادياً ومعنوياً، عسكرياً وسياسياً حتي أن غالبية رجال الحكم والسياسة بل الجيش من أصحاب الجنسيات المزدوجة بين إسرائيل وبين الولاياتالمتحدة وغيرها من الاتحاد الأوروبي، هذه الضمانات التي حصلت عليها إسرائيل منذ قيامها حتي الآن كانت وراء الصلف والغرور المتناسب مع الشخصية الإسرائيلية ويدفعها دائماً نحو المزيد من العدوان والوحشية واحتقار القرارات الدولية التي تنتقد أفعال قادتها كما حدث في تقرير جلادستون منذ شهور، وهل هناك من الصفاقة لدي الشخصية الإسرائيلية أكثر من عدم الاعتذار عن المجزرة التي قامت بها علي سطح السفينة مرمرة منذ أسابيع، ومما لاشك فيه أن تردي الأوضاع بين مختلف الدول العربية بل في داخل الوطن الواحد يمنح الفرصة للاحتلال في المضي نحو تحقيق الأهداف التي من أجلها قامت دولة إسرائيل ولم تقعد بعد!! لم أجد عنواناً مناسباً لهذا الموضوع سوي هذا العنوان الذي يتشابه مع الأغنية المصرية القديمة «يا مهلبية يا» حيث إن الموضوع كله يتسم بأن له مذاقاً لا يصلح إلا لغذاء الأطفال؟! وذلك لأن الرئيس أوباما كان في البداية له وعود تبخرت بمرور الوقت .. ربما كانت الأطراف المعنية هي السبب في هذا التخلف عن الوصول إلي الحل الذي طال انتظاره لعقود طويلة دون تقدم يذكر والكل يلقي بالكرة في ملعب الآخر بل خارج الملعب!