علي الرغم من أن نسخة مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 صنفت بأنها بطولة المفاجآت لوصول منتخبين للدور نصف النهائي لم يكن أحد يتوقع لهما ذلك (كوريا الجنوبية وتركيا) في بطولة شهدت عددا كبيرا من النتائج غير المتوقعة في الأدوار النهائية ، لكن كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 شهدت في الأدوار الأولي والثانية جملة من المفاجآت والمفارقات لتسجل أحداثا غير مسبوقة كما شهدت أيضا العديد من الدروس والعبر التي يجب أن تحتذي بها المنتخبات العربية اذا ما أرادوا منافسة الكبار. فمن يشاهد نهائيات كأس العالم الحالية يجد أن ظاهرة الخوف من مواجهة المنتخبات الكبري مازالت متأصلة وراسخة في أذهان المنتخبات العربية لدرجة تدعو الي الدهشة والاستفزاز. فالمتابع للبطولة يجد أن هناك ثورة علي مستوي النتائج أو علي الأقل الأداء الإيجابي للمنتخبات الصغري وصاحبة الاسم المتواضع ولكنهم يلعبون علي أرضية الملعب بدون أي خوف أو تعقيدات.. رأينا أستراليا بعد أن خسرت بالأربعة أمام ألمانيا لم تنهزم وتنكسر بل عادت أكثر قوة وتعادلت بعشرة لاعبين أمام غانا في مباراة كانت الأفضل فيها، ثم تفوقت علي نجوم المنتخب الصربي الأعلي فنياً ولعبوا للفوز وإحراز الأهداف حتي آخر ثانية لكن تأهلت غانا بفضل الفارق الإيجابي في الأهداف..لكن مَن مِن المتابعين والخبراء لم يحترم استراليا؟ حدث ولا حرج عن منتخب سلوفاكيا التي لم تكتف بالتعادل أمام إيطاليا ولم تفكر بأن التعادل مع حامل اللقب سيعد إنجازًا تاريخيا سيرفع رأس البلقان عالياً بل فازت بالثلاثة واستغلت سوء حالة الإيطاليين لتحقق إنجازًا تاريخيا ربما لا يتكرر، ولكنها أمام هولندا أثبتت أن ما حدث أمام إيطاليا ليس بدافع الصدفة البحتة بل أحرجوا المنتخب البرتقالي الذي يتواجد به أسماء تلعب لأفضل وأعرق أندية أوروبا..السلوفاك كادوا يفسدون الليلة علي الهولنديين بمجموعة من اللاعبين المحليين المغمورين الذين يلعبون في دوريات أقل من المتوسط بأوروبا..لولا تباطؤ المهاجم الخبير روبيرت فيتيك في عدة فرص لاحت له. كوريا الجنوبية هي الأخري قاتلت أمام أوروجواي وكانت الأفضل في أغلب فترات المواجهة لكنها خسرت فقط بسبب مهارة فردية من سواريز، وكسبت احترام العالم كله علي ما قدمه فريقها وعناصره من سرعة وأداء ملتزم وقوي وإيجابي طوال الوقت. لعل هذا يدفعنا الي التساؤل.. الي متي ستكون مواجهة الفرق الكبري مصدر قلق وخوف للعرب ؟ والي متي نكف عن الاشادة بمنتخباتنا عندما نخرج مهزومين بفارق عدد قليل من الأهداف أو التعادل؟ .. فعندما تعادل منتخب الجزائر مع إنجلترا وجدنا الاعلام العربي يهلل بهذا التعادل - في وقت كان لدي الجزائر فرصة أن يسقطوا الإنجليز ويحصلوا علي ال3 نقاط ، لكن الخطاب الإعلامي كان فرحاً ومبتهجاً بالنتيجة العظيمة وتناسي أن هناك منتخبات مغمورة تضع الكبار في مأزق وتطيح بها من حلبة المنافسة. أبرز المفاجآت وذكر موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " في تقرير نشر علي موقعه الرسمي أن أبرز المفاجآت خلال الدورين الأول والثاني في البطولة هو خروج حامل اللقب للمرة الرابعة في تاريخ المسابقة حيث ودع المنتخب الإيطالي دون أي فوز للمرة الأولي فلم يحقق سوي تعادلين وهزيمة في سجل هو الأسوأ للآزوري بكأس العالم علما بأن مرماه تلقي 5 أهداف خلال ثلاث مباريات بالمقارنة مع هدفين في 7 مباريات بألمانيا 2006 . وكانت إيطاليا قد فقدت لقبها من قبل ببطولة 1950 في البرازيل حين خرجت من الدور الأول بعد تتويجها عام 1938- ثم تجرعت البرازيل من نفس الكأس في بطولة 1966 وتكرر الأمر مع فرنسا عام 2002 والتي انفردت برقم سلبي آخر ذلك العام كونها خرجت من الدور الأول دون أن تسجل أي هدف بعد خسارة وتعادلين سلبيين. وإذا كان خروج البطل أمرا حدث من قبل فإن مرافقة الوصيف له في العودة مبكرا إلي الديار تحدث للمرة الأولي في تاريخ المونديال، حيث اكتفي منتخب فرنسا الوصيف في ألمانيا 2006 بتذيل مجموعته بنقطة واحدة وهدف واحد متعرضا لخسارتين تاريخيتين أمام المكسيكوجنوب أفريقيا. وللمرة الأولي في تاريخ المسابقة أيضا يخرج منتخب الدولة المنظمة من المنافسة مكتفيا باللعب بدور المجموعات فقط حيث حل منتخب "بافانا بافانا" ثالثا في المجموعة الأولي خلف المكسيك بفارق الأهداف فقط. ولم تقتصر الخيبة الأفريقية علي المنتخب المضيف بل شملت الجميع باستثناء غانا التي تأهلت بفارق الأهداف علي حساب أستراليا وسجلت هدفيها في الدور الأول من ضربتي جزاء ، وبذلك حصل عكس ما هو متوقع بحسب النقاد الذين أطلقوا علي البطولة اسم "المونديال الإفريقي" متوقعين تألقا جماعيا لفرق القارة السمراء. أما منتخب الكاميرون فقد خرج بالحصيلة الأسوأ بتاريخ مشاركاته المونديالية بعد ثلاث هزائم ، ولم يكن الحال أفضل للمنتخب النيجيري الذي فشل بجمع أكثر من نقطة يتيمة، ولا لمنتخب كوت ديفوار الذي لم يتمكن من مقارعة العملاقين البرازيلي والبرتغالي فاكتفي بشرف العروض الطيبة ليحل ثالثا في المجموعة. ولعل الأرجنتين والبرازيل هما المنتخبان اللذان كانا عند حسن ظن النقاد والمحللين بهما بعد نتائجهما الرائعة وزحفهما نحو المبارة النهائية. أرقام علي هامش المونديال 10 .. مباريات متتالية خاضتها الأرجنتين في كأس العالم دون أن تنال فيها الهزيمة ، ويتضمن هذا السجل سبعة انتصارات وثلاثة تعادلات (انتهت واحدة منها بالخسارة بنتيجة ركلات الترجيح أمام ألمانيا عام 2006 في الدور ربع النهائي). 9 .. مباريات متتالية تذوق فيها المنتخب الأرجنتيني بقيادة المدرب دييجو مارادونا طعم الفوز ، ويعود تاريخ آخر خسارة لراقصي التانجو إلي الرابع عشر من نوفمبر 2009 وكان ذلك علي يد إسبانيا في مباراة ودية استضافتها العاصمة الإسبانية مدريد وانتهت بهدفين لهدف. سجلت البرازيل رقما قياسيا كأكثر المنتخبات مشاركة في نهائيات كأس العالم، حيث كانت مباراتها مع تشيلي رقم 67 في سجل مشاركاتها بالبطولة. كما أن البرازيل لم تحتاج لنتيجة المباراة الثالثة لتتأهل الي الدور الثاني منذ 78 عاما. 50 .. هدفاً دولياً سجله النجم الألماني ميروسلاف كلوزه باحتساب ذلك الذي افتتح به مباراته أمام المنتخب الإنجليزي ، يذكر أن لاعبا ألمانيا واحدا فقط اقتنص هذا العدد القياسي من الأهداف وهو الأسطورة جيرد مولر الذي هز الشباك 68 مرة في 62 مباراة . صفر .. هو عدد المرات التي هزمت فيها إنجلترا في إحدي مباريات كأس العالم بفارق أهداف أكبر من اثنين ، وذلك قبل مواجهة ألمانيا ، يذكر أن أقسي خسارتين سابقتين لمنتخب الأسود الثلاثة كانتا بنتيجة 4- 2 أمام أوروجواي عام 1954 و3 -1 أمام البرازيل عام 1962 . تعد الدقيقتان 40 و70 أكثر الدقائق التي تشهد بطاقات صفراء، حيث بلغ عددها 32 إنذارا منذ انطلاق المونديال. تعتبر الدقائق الأخيرة من المباريات الأكثر إشهارا للبطاقة الحمراء، وخاصة في الدقائق 85 و88 و89 وذلك بعد تسجيل ست حالات طرد في هذه الدقائق. - ودعت المكسيك المونديال من دور ال16 للمرة الخامسة علي التوالي وعلي يد الأرجنتين للمرة الثانية علي التوالي. رافائيل ماركيز يعد اللاعب المكسيكي الأكثر ارتداء لشارة الكابتن في المونديال (12 مباراة)، متفوقا بمباراة واحدة عن أنطونيو كارباخال وكواوتيموك بلانكو. للمرة الثالثة في كأس العالم يدخل مرمي إنجلترا أربعة أهداف الأحد أمام ألمانيا، بعد تعادلها بأربعة أمام بلجيكا في مونديال 1954 وخسارتها في نفس المونديال أمام أوروجواي 2-4 .