تصاعدت حدة الخلافات بين تركيا وإسرائيل علي خلفية الاعتداء علي «اسطول الحرية» في وقت تشن الدولة العبرية حملة دبلوماسية مكثفة للضغط علي بيروت لمنع انطلاق سفينتين لبنانيتين نحو غزة تفاديا لتكرار نفس السيناريو. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام القرصنة الإسرائيلية علي سفن اسطول الحرية وستبحث عن حلول في إطار القانون الدولي. ونقلت صحيفة «هوريت» التركية عن مصدر مسئول قوله إن انقرة لن تعيد سفيرها إلي إسرائيل إلا بعد استجابة الأخيرة لمطالبها المتضمنة اعتذارا إسرائيليا عن الاعتداء علي اسطول الحرية وتشكيل لجنة تحقيق دولية في الحادث ودفع تعويضات لأسر الضحايا ورفع الحصار عن غزة. وأكدت مصادر دبلوماسية لذات الصحيفة أن تركيا تدرس عدة خطوات بينها خفض التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل والغت 16 اتفاقية مع الدولة العبرية وأعلنت وكالات الأنباء التركية أنه ستتم إقامة نصب تذكاري في اسطنبول لضحايا اسطول الحرية. وفي رد فعل علي الإجراءات التركية قرر الكنيست الإسرائيلي مناقشة أحداث العنف التي تعرض لها الأرمن علي يد الأتراك. وبينما اعتبر وزير السياحة الإسرائيلي ستيس ميسجنيكوف أن «تركيا ليست العدو ولكن العدو هو أردوغان»، كشفت صحيفة «هاآرتس» أن تل أبيب تشن حملة دبلوماسية واسعة النطاق علي الصعيد الدولي للضغط علي الحكومة اللبنانية لمنع انطلاق سفينتي «مريم» و«ناجي العلي» نحو غزة، وأوضح أنه بناء علي طلبات إسرائيلية توجهت الولاياتالمتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والأمم المتحدة إلي الحكومة اللبنانية مطالبين بمنع السفينتين من الانطلاق للقطاع الفلسطيني. وأشارت إلي أن تل أبيب بعثت رسائل أيضا إلي الفاتيكان بنفس المضمون لاسيما أن سفينة مريم تنقل بعض الراهبات. ورغم نشوب خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع السفن اللبنانية في حال قدومها لغزة حذر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك لبنان من أنه سيكون مسئولا إذا وقعت مواجهة عنيفة بين هذه السفن والقوات الإسرائيلية رغم إعلان حزب الله أنه لن يشارك فيها، وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن سلاح البحرية الإسرائيلي وأجهزة المخابرات في حالة تأهب قصوي استعدادا لمواجهة السفن اللبنانية فيما قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية في تقرير أن تواجه تل أبيب بثماني قوافل لكسر الحصار علي غزة. وفي لبنان أعلن وزير النقل غازي العريضي أنه لن يعطي الإذن بالإبحار إلي السفن التي تعتزم التوجه لغزة مشددا في تصريحات لصحيفة «النهار» علي أنه لن يسمح بتعريض لبنان لأي أذي معنوي أو جسدي. ومن رام الله دعت منظمة التحرير الفلسطينية إلي ضرورة وجود مراقبين دوليين علي معابر غزة مع إسرائيل لضمان رفع الحصار مع تواجد أجهزة السلطة الفلسطينية المختصة. ورفضت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أي اشتراطات أو قيود تضعها إسرائيل أمام دخول البضائع لغزة مؤكدة تمسكها بتطبيق اتفاق المعابر لعام 2005. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يفكر جديا في زيارة غزة وبدا متمسكا بموقفه بعدم الترشح لولاية رئاسية ثانية. ورفضت إسرائيل السماح بدخول وزير التنمية الألماني ديرك نيبل نائب رئيس جمعية الصداقة الألمانية الإسرائيلية إلي غزة واعتبر الوزير الألماني موقف إسرائيل تجاهه بأنه أحد الأخطاء الكبيرة للسياسة الخارجية الإسرائيلية.