دائما ما تكون بطولات كأس العالم أرضا خصبة للأحداث والمواقف المثيرة.. ومع انطلاق مونديال 2010 بجنوب أفريقيا كنا علي موعد مع العديد من المواقف التي تستحق الرصد والاهتمام.. نستعرضها معا في روزا ستاد.. نيولوك مارادونا ربما يكون مارادونا أقصر مدرب في تاريخ المونديال ككل، لكن ما قام به بالمؤتمر الصحفي بأكله تفاحة أثناء إلقاء الصحفيين الأسئلة عليه أبرز لقطة في اللقطات الإعلامية حتي الآن.. مارادونا غير تاريخ المؤتمرات فعادة نري علب العصير والمياه الغازية في المؤتمرات الصحفية الرياضية وغيرها - بدون أن يلمسها أحد- ولكن يبدو أن مارادونا أصله «فلاح» وعمل بمبدأ «خلي البساط أحمدي» وكأنه في بيته. ويبدو أن مارادونا مازال يري حتي الآن نفسه مدربا في ثوب لاعب يري انه قادر علي ان يلعب مباراة بأكملها فنجده يتصرف تصرفات اللاعبين النجوم داخل الملعب، ان خرجت الكرة صوبه رفعها بقدمه اليسري بمهارة وان سجل فريقه هدفا يحتفل كالاطفال، وكأنه هو من سجل الهدف، يحتج علي قرارات الحكام كعادته عندما كان لاعبا، لأنه يشعر بداخله انه اكثر لاعب تعرض للضرب في ملاعب الكرة، وفي احدي المباريات اسقطه الايطالي الخشن كلاويو جنتيلي 21 مرة، ولم يحصل علي بطاقة صفراء، حيث ان القوانين السابقة للتحكيم كانت تحمي المدافعين اكثر من المهاجمين. كما فوجئت الجماهير بمارادونا وهو يرتدي للمرة الاولي في تاريخه كمدرب بذلة رمادية فاخرة برابطة عنق وفقا لأحدث خطوط الموضة في الارجنتين فهي مكونة من جاكيت واسع الي حد ما وبنطال يضيق في اسفله بشدة كما لو كان قد صمم لخنق حذائه. التقارير الصحفية أشارت الي أن ابنتا مارادونا المثيرتين دالما وجيانيني وراء اقناعه بارتداء البذلة الفاخرة حيث قالت دالما التي كثيرا ما تتصدر صورها كبري الصحف الارجنتينية بملابسها المثيرة انها نجحت أيضا هذه المرة بمساعدة جيانيني (22 عاما) في اقناع مارادونا بأن يظل مرتديا البذلة الرمادية التي تضفي عليه وقارا. واعترفت دالما علي موقعها علي شبكة الانترنت بانها وجدت صعوبة كبيرة هي وشقيقتها في اقناع والدهما بارتداء البذلة بسبب رابطة العنق التي يشعر مارادونا وهو يرتديها بأنها تخنقه وتحد من حريته في التحرك لتوجيه لاعبيه لا سيما عندما تتأزم الامور في المباريات. لعنة المعلم لا نجد تفسيرا مقنعا لظاهرة تألق المنتخبات السمراء في كأس العالم وخفوت نجمهم في بطولات الأمم الأفريقية، فنيجيريا التي لعبت وأحرجت الأرجنتين ليست هي نفسها النسور المستباحة التي نشاهدها تعاني في بطولات أفريقيا كذلك منتخب كوت ديفوار الذي لقن البرتغال درسا في فنون الكرة وكاد أن يهزمها في جولته الأولي لولا سوء الحظ الذي لازم دروجبا ورفاقه.. حدث ولاحرج عن المنتخب الغاني الذي قدم مباريات رائعة واستطاع أن يتغلب علي المنتخب الصربي فضلا عن القوة التي ظهر بها المنتخب الكاميروني. لعل السر وراء تألق هذه المنتخبات يكمن في غياب منتخبنا الوطني وقائده حسن شحاته الذي شكل عقدة لجميع المنتخبات السمراء لمدة 6 سنوات متتالية في بطولات الأمم الأفريقية وتحديدا منذ عام 2006 حتي 2010 وجاء غيابه عن بطولة كأس العالم المقامة حاليا بجنوب أفريقيا ليتيح الفرصة أمام المنتخبات السمراء للتألق.. وكأن حسن شحاته بات لعنه تطارد المنتخبات السمراء أينما اجتمعوا في بطولة واحدة. حجة البليد «الفوفوزيلا» لا شك في أن أكثر الناس سعادة بتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا هم حكام اللعبة، فبعدما كانوا دوما »شماعة« يستخدمها المدربون واللاعبون والجماهير لتبرير الهزائم والأخطاء، وجدوا من يتحمل عنهم هذا العبء في مونديال 2010.... انها أبواق الفوفوزيلا. فها هو لاعب يبرر اداء فريقه الباهت بالفوفوزيلا، ولاعب آخر يتحجج بها للإفلات من عقوبة الطرد، ناهيك عن لاعبين يشنون هجوما عليها حتي من قبل أن يلعبوا أول مبارياتهم في نهائيات كأس العالم، لتصبح الفوفوزيلا وفقا للمصطلح الشعبي المصري حجة البليد في هذه البطولة. والفوفوزيلا لمن لا يعرفها عبارة عن بوق طويل مصنوع من البلاستيك يطلق أصواتا صاخبة يتردد صداها في أرجاء الملعب.. وترتبط هذه الآلة بثقافة التشجيع الكروي في جنوب أفريقيا علي وجه الخصوص ومعظم بلدان القارة السمراء بشكل عام. وأثارت هذه الآلة جدلا واسعا في هذه البطولة طغي علي النقاشات حول فنيات اللعبة ونتائج ومفاجآت البطولة، وانقسم اللاعبون والخبراء والجماهير بشأنها ما بين مؤيد ومعارض. نواعم المونديال علي هامش مباريات مونديال جنوب أفريقيا، تكثر التقليعات الغريبة والمثيرة للاهتمام من قبل الجماهير متعددة الجنسيات التي تتواجد لمساندة منتخباتها في مشوارها في المنافسة في المونديال، وتتنوع هذه التقلعيات بين المزيد من الطرافة والحداثة ومزيج من الظهور الرائع للمشجات والمشجعين الذين يبتكرون أحدث وأروع التقليعات في التشجيع تارة، وفي الشكل تارة أخري. وتجد الجماهير علي اختلاف مشاربها وبدون أي بروتوكولات سياسية او دبلوماسية او غيرها، تتناغم مع بعضها البعض، وهي تحتفل وتوجه حضورها القوي كحضور المنتخبات الكروية التي تعتبر الجمهور اللاعب رقم 12 في صفوفها، هذا الشيء يعطي رونقاً وأداء عاليا لهذه الجماهير التي تعد نكهة المونديال. فتجد فتيات هولندا التي قدمت مثالاً رائعًا في تشجيع الطواحين ونجد الجزائرية التي استغنت عن جمال وجهها لرسم علم بلادها، وجميلات صربيا وحسناوات جنوب أفريقيا يخطفن الأضواء من الفوفوزيلا. وحين نتحدث عن الجماهير أيضاً، فيجب ألا ننسي جمهور الفريق البرازيلي، الذين ربما يكون الأكثر جنوناً، والأكثر حماساً والأكثر تألقاً وابتكاراً لجديد التقليعات ومثيرها.سواء علي صعيد المشجعات أو المشجعين.. ولا تقتصر مسألة التقليعات علي جماهير الفرق الكبيرة فقط، بل إن جميع جماهير المنتخبات المشاركة في المونديال دأبت علي اختراع حركات جديدة ومميزة تساند من خلالها فريقها وتبثه بالحماس والعزيمة لتقديم أداء أفضل دموع البطولة نجم المنتخب الكوري الشمالي المهاجم جونج تاي سي ( 26 عاماً ) تمكن من خطف الأنظار قبل إنطلاق مباراة منتخب بلاده أمام البرازيل وتحديداً عندما عزف السلام الوطني لكوريا الشمالية بحيث ذرف تاي سي الدموع بعد أن سمع النشيد الوطني لبلاده والذي لأول مرة يعزف في ملاعب كأس العالم بعد 44 عاماً جونج تاي سي والذي ولد في مدينة ناجويا اليابانية كان له حرية أختيار أحد منتخبي العمالقة بقارة آسيا وهما اليابان أو كوريا الجنوبية إلا أنه قرر التوجه إلي وطنه الحقيقي التي تعاني من العزلة ليمثلها في 23 مباراة دولية ويحرز 15 هدفاً. ضعف المستوي وقلة الأهداف جاءت الجولة الاولي ضعيفة من ناحية المستوي الفني، وشحيحة بالاهداف، ما يبشر ببطولة يغلب عليها الطابع الدفاعي فبعد اقامة 16 مباراة، فان معدل الاهداف هو الادني في التاريخ الحديث لنهائيات كأس العالم: 1.6 هدف في المباراة الواحدة، مقابل 2.21 هدف في نسخة مونديال 1990 في ايطاليا، والاخيرة هي الاضعف في العقود الثلاثة الاخيرة. من ناحية المستوي الفني، فأقل ما يمكن ان يقال بانه ضعيف ولا يمت بصلة الي المستوي العالي الذي تعود عليه المشاهدون لدي متابعتهم مسابقة دوري ابطال اوروبا، اما الانجازات الفردية فتكاد تعد علي اصابع اليد الواحدة، خصوصا ان بعض ابرز النجوم العالميين لم يكونوا علي قدر موهبتهم وعلي رأس هؤلاء البرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو والانجليزي واين روني والفرنسي فرانك ريبيري التفسير الوحيد الذي تقدم به المدربون هو الضغوطات التي ترافق عموما المباريات الاولي في الحدث الكروي الابرز، خصوصا أن الخوف من الخسارة يتقدم علي الفوز، وبالتالي فان الحذر هو السمة الابرز لمعظم المباريات. فمن اصل 32 منتخبا مشاركا في النهائيات، وحدها المانيا نجحت في تسجيل اكثر من هدفين عندما سحقت استراليا برباعية نظيفة، لتقدم حتي الان افضل استعراض جماعي منذ انطلاق المونديال. بيد ان كؤوس العالم اظهرت أمرا تقليديا: المنتخبات التي تبرز في الدور الاول نادرا ما تذهب الي النهاية، وغالبا ما نشهد المنتخبات التي عانت في هذا الدور تبلغ المباراة النهائية، فهل يتكرر الامر في مونديال جنوب افريقيا 2010، أم ان البطولة ستشذ عن القاعدة