شهدت الجولة الأخيرة من مباريات دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2010 المقامة حاليا في جنوب أفريقيا العديد من المفارقات والمواقف التي تستحق الرصد نستعرضها معا في السطور التالية.. رباعيات لوف يبدو أن المدرب الألماني يواكيم لوف أدمن الفوز بالرباعيات مع منتخب بلاده في المونديال بعدما حقق فوزا كاسحا علي منتخب الأرجنتين برباعية نظيفة ليطيح بهم خارج البطولة كما فاز برباعية أخري علي المنتخب الاسترالي في افتتاح مشوار الماكينات بالبطولة فضلا عن الرباعية التاريخية في مرمي الانجليز بدور الستة عشر. الطريف أنه في حالة فوز المنتخب الألماني بالكأس الحالية سيكون اللقب الرابع للماكينات في تاريخ المونديال ليكملوا بذلك مسلسل الرباعية علي أكمل وجه. لوف أكد أنه يسعي للفوز بالبطولة مشيرا الي أن الفوز علي الأرجنتين كان مستحقا حيث قال "الفريق الألماني أظهر قوة كبيرة وإرادة جامحة لكسب المباراة ورأينا الفريق كله يدافع ويهاجم ، لم نكن نتوقع هذا الانتصار الكبير". وأعرب لوف الذي كان مساعدا ليورجن كلينسمان مدرب المانشافت في مونديال ألمانيا 2006 عن شعوره بالفخر بالمنتخب الألماني،" فالفوز علي فريق كبير علي الصعيد الدولي كالأرجنتين نتيجة كبيرة.. أنا سعيد بالإيقاع السريع الذي تعاملنا به مع المباراة. وش السعد علي الألمان أصبحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "وش السعد" علي منتخب بلادها بعدما تصادف حضورها بمدرجات ملعب كيب تاون لمؤازرة منتخب بلادها من المدرجات أمام الأرجنتين مع تحقيق فوز تاريخي للماكينات علي التانجو برباعية نظيفة. ووصفت ميركل فوز منتخب بلادها بأنه "ساحق" و"حلم" حيث قالت لتليفزيون "زد دي إف" من كيب تاون إن "ألمانيا حققت إنجازا رائعا". وأضافت أنه (نصر)"ساحق. انه حلم ،مجرد حلم. هذا فريق شاب ولكنه لعب بطريقة جيدة جدا. لم يتركوا مجالا أمام الأرجنتين". وجلست ميركل بجانب جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا وقفزت من الفرح أثناء الهدفين اللذين سجلهما ميروسلاف كلوزه و هدفي كل من توماس موللر و إرنه فريدريش وبهذا خرجت الأرجنتين من كأس العالم. ولكنها قالت إنها لم تقتنع تماما بالنصر حتي احرز كلوزه الهدف النهائي في الدقيقة ال89 . لن يركض عاريا كان مدرب الأرجنتين دييجو مارادونا قد تعهد بالركض عاريا في شوارع بوينس ايرس في حالة فوز منتخب بلاده بكأس العالم، لكن عقب الهزيمة المذلة امام المانيا في ربع النهائي لن يركض مارادونا عاريا وسيلاحقه العار أينما ذهب. ونزلت الهزيمة الثقيلة من ألمانيا كالصاعقة علي مارادونا الذي كان يمني النفس بالحصول علي كأس العالم لكرة القدم مدربا بعدما توج باللقب لاعبا عام 1986 . وبدا التوتر واضحا علي مارادونا خلال المباراة التي تسيدها المانشافت، ولم يفلح في إحداث تغيير كبير في منتخب التانجو الذي ظهر في أسوأ عروضه في المونديال بعدما تأخر بهدف منذ الدقيقة الثالثة. ورغم أن مارادونا نزل إلي أرض الملعب بعد انتهاء المباراة لمواساة لاعبيه الذين انخرط بعضهم في البكاء، إلا أنه خلال المباراة ظهرت عليه علامات الغضب من سوء تصرف بعضهم في الكرة، فقد رأيناه يدير ظهره للملعب وهو يصرخ بعدما سدد ليونيل ميسي كرة خارج المرمي. ويبدو أن توتر مارادونا خلال المباراة أثر علي قراراته، فقد تأخرت تغييراته في المباراة كثيرا ولم يسعف الوقت أجيرو للدخول في أجواء المباراة. وارتسمت ملامح الحزن علي وجه مارادونا بعد المباراة ما دفع ابنته للنزول إلي أرض الملعب لمواساة أبيها الذي احتضنها في مشهد مؤثر. لكن اللقطة الأكثر لفتا للانتباه عندما دخل مارادونا في مشادة كلامية بعد المباراة مع جماهير أرجنتينية غاضبة من خروج راقصي التانجو من المونديال. وألمح مارادونا إلي أنه قد يترك تدريب فريقه بعد الهزيمة القاسية، في الوقت نفسه دافع عن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي وجهت إليه العديد من الانتقادات خاصة أنه لم يحرز أي هدف في المونديال. وقال مارادونا (46 عاما)" بإمكاني أن أغادر غدا لكن أريد أن يواصل هؤلاء اللاعبون وأن يظهروا الأداء الأرجنتيني علي حقيقته.. أنا سعيد بوجودي مع هؤلاء اللاعبين لكن النهاية لم تكن كما كنا نتوقعها بإمكان القادم أن يواصل علي هذا المنوال". وأضاف " ليو قدم مونديالا كبيرا.. كان دوره كبيرا وبإمكاني القول إنني رأيت ميسي وهو يبكي، ومن يقول إن ميسي لا يشعر بالقميص (المنتخب الأرجنتيني) أحمق". لعنة ربع النهائي كسر المنتخب الإسباني للمرة الأولي في تاريخه حاجز ربع النهائي في كأس العالم وذلك بعد أن هزم نظيره فريق باراجواي بهدف نظيف في اللقاء الذي جمع بين الفريقين علي ملعب إليس بارك ستاديوم في ختام منافسات الدور ربع النهائي. فعادة ما كان الدور ربع النهائي هو البوابة التي يخرج خلالها الماتادور الإسباني من المونديال، ليس لمرة واحدة ولكن خلال أربع مناسبات. فخلال هذا الدور ودع الإسبان مونديالي 1934 و1994 أمام إيطاليا، وبينما خرجوا أمام البلجيك في بطولة 1986 وأخيرا أمام كوريا الجنوبية في مسابقة 2002. وحتي في مونديال 1950 الذي حصد خلاله إسبانيا المركز الرابع، كان نظامه يؤهل أصحاب المركز الأول من المجموعات الأربع إلي مجموعة ختامية من أربع فرق، خرج الماتادور منها في المركز الأخير. ورفع فيا رصيده من الأهداف إلي خمسة، ليتفوق علي مهاجم المنتخب الألماني ميروسلاف كلوزة الذي سجل أربعة أهداف، وجونزالو هيجوين مهاجم الأرجنتين بأربعة أهداف. وسيواجه المنتخب الإسباني نظيره الألماني في نصف النهائي الأربعاء المقبل، في نسخة مكررة من نهائي كأس الأمم الأوروبية قبل عامين، ونجح الإسبان في التفوق بهدف نظيف.