وهيلة القصير هذه - عزيزي القارئ - امرأة سعودية تبلغ الخامسة والأربعين من عمرها وقد أوقفتها السلطات الأمنية السعودية بتهمة الإرهاب، فهي إحدي الناشطات في هذا المجال، حيث تحفز النساء للانضمام لتنظيم القاعدة وتجمع أموالاً لتعضيد التنظيم، وقد كانت متزوجة من أحد قادة القاعدة والمسجون حاليا، وأثناء سجنه تزوجت من أحد أتباعه والذي قتل في اشتباك مع القوات السعودية عام 2005 . وقد اقترنت بشخص ثالث قبيل القبض عليها، ومنذ أن أعلنت القوات السعودية اسمها كمطلوبة القبض عليها قبل سبعة أشهر تركت أسرتها وأخذت تتنقل بين بعض الأماكن التي تأوي المطلوبين وفي الأسواق التي تقتصر علي النساء، وقد ضبطت مؤخرًا في منزل أحد المشتبه بهم ومعها مبالغ مالية وأسلحة. وكرد فعلل للقبض عليها قام الرجل الثاني لتنظيم القاعدة باليمن والمطلوب أمنيا سعيد الشهري في بيان تليفزيوني دعا أتباعه في السعودية إلي خطف الأمراء والوزراء والمسيحيين، واتخاذهم كرهينة، حتي يتم الإفراج عن هيلة القصير، والجدير بالذكر أن انضمام المرأة للجماعات المتطرفة لم يكن من بنات أفكار قيادات القاعدة لكن بدأ هنا في مصر منذ عام 1972 علي يد أمير الجماعة الإسلامية «التكفير والهجرة» شكري أحمد مصطفي، فهو أول من ضم نساء كثيرات إلي جماعته وكون مجتمعًا إسلاميا متكاملاً في عزبة النخل وكان يقوم بتزويج أعضاء الجماعة من بعضهم البعض ويحرم الزواج من خارج الجماعة. وكان هو شخصيا الذي يقوم بالتزويج والتطليق وهو أول من أقام مجتمعًا إسلاميا متكاملاً مع بعضه البعض فقد أرسل الرجال للعمل في السعودية والكويت وباقي دول الخليج، وكانت الأموال جميعها ترسل إليه حيث يضعها في صندوق واحد ثم ينفق منها لمن هو في حاجة ماسة لهذه الأموال مثل الذي لا يجد عملا والمقبل علي مشروع تجاري أو زواج.. إلخ، دون معرفة مصدر المال بالضبط. وكان للنساء دور مهم في هذا الشأن، حيث منع الأسر من إرسال أولادهم إلي مدارس الحكومة لأنها كافرة علي أن تقوم نساء الجماعة بتعليم الأولاد القراءة والكتابة وعلوم القرآن.. إلخ، وهكذا علينا أن نرجع الفضل لأهله حيث كان أول من فكر في تجنيد النساء مصريا صحيحًا كما أن نائب زعيم القاعدة مصري أيضا، وهكذا نري إلي أي مدي إسهام مصر في تطوير فكر السلف والجماعات المتطرفة. وهكذا نري أيضا، بينما الدولة في مصر أخذت عدة سنين وهي تناقش أحقية المرأة في منصب القضاء، ومازال الكثير من القضاة يرفضون تعيين المرأة قاضية، وسنين أخري تناقش الحجاب والنقاب، والتماثيل وإرضاع الكبير، والشفاء بالقرآن والكتاب المقدس، ومازلنا حتي اليوم نتحدث عما هو شرعي أو غير شرعي في كل حركة وسكنة، ونفضل جميعًا أو علي الأقل الأغلبية المطلقة بيننا عودة المرأة إلي المنزل لتربية الأولاد، وتخرج الجماعات المتطرفة بقيادة نسائية قادرة علي الحركة والفعل والقيادة، فماذا نقول؟!