السينما والصحافة.. اثنان من الفنون يقاس بهما مدى تقدم أى مجتمع ديمقراطى منفتح، لكن ما العلاقة بينهما وإلى أى مدى يخدم التكامل بين هذين المجالين المجتمع؟ ترى سونيا ديان هرزبون، أستاذة العلوم الاجتماعية ومؤلفة «كتاب الصحافة فى السينما» أن هناك صفة أساسية مشتركة بين السينما والصحافة، وهى الحكى أو السرد مع اختلاف طريقته فى كلا النوعين إلا أن البحث عن الحقيقة يحرك الاثنين فى أغلب الأحيان. وكلاهما أيضا يسمح بتوجيه وتطويع السياسة والرأى العام. وفى كتابها، تتتبع المؤلفة بدون تطويل تاريخ تلك العلاقة بين اثنين من أعمدة البناء الاجتماعى الحديث :الصحافة والسينما . فمنذ عرض الفيلم الأمريكى »المواطن كين« عام 1941 والذى يعتبر أحد أهم روائع السينما الأمريكية على الإطلاق للمخرج أورسن ويلز، بدأ فى الظهور على الساحة السينمائية ما يعرف ب«الفيلم الصحفي». الفيلم تدور أحداثه فى بداية الأربعينيات بعد مقتل رجل يدعى تشارلز فورست كين فى جريمة يلفها الغموض ولم ينطق أثناء احتضاره سوى بكلمة واحدة، تلك التى يستخدمها الصحفى تومسون الذى يتابع القضية، كطرف خيط، يخوض بسببه العديد من المغامرات قبل أن يتمكن من الإيقاع بالقاتل. وسرعان ما بدأ هذا النوع الجديد من الأفلام يلقى رواجا كبيرا فى هوليوود منتقلا إلى أوروبا وفرنسا، فقد استهوت المخرجين والمؤلفين فكرة عرض «ما وراء الديكور» من صراع مصالح وتداخل سلطات وعقبات أمام حرية التعبير. ودائما ما كانت فكرة «البحث عن الحقيقة» هى المحرك الأساسى للأحداث فى الأفلام الصحفية التى ظهرت فى تلك الفترة وحتى يومنا هذا. وقد زودت الكاتبة عملها بعشرات الأمثلة من هذه الأفلام مع تحليل سريع لأفكارها الأساسية ودورها وتأثيرها فى السياسة والمجتمع الأمريكى بالأخص، منذ فضيحة ووتر جيت وحتى حرب العراق.