فنان متعدد، صاحب أسلوب فني مميز في الرسم والتصوير، يجيد التحدث بلغات عديدة منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، قام إلي جوار ممارسته للفن التشكيلي بالتأليف والترجمة لكتب عدة، غارق في الفن التشكيلي حتي النخاع، فهو يراه أسلوبا وطريقا للحياة، تولي رئاسة مجلس إدارة أتيليه القاهرة، أحد أهم الجمعيات الأهلية المهتمة بالفن التشكيلي والثقافة لسنوات عدة، حتي تم عزله وباقي الأعضاء من رئاسة المجلس بناء علي قرارات متضاربة من وزارة التضامن الاجتماعي والمحافظة، أقام مؤخرا بقاعة "إبداع" معرضا لأعماله الفنية بعنوان "ثلاثي" بمناسبة المعرض كان لنا مع الفنان وجيه وهبة في روزاليوسف هذه "الدردشة" الفنية. حدثنا عن بداياتك الفنية منذ بداياتي الحياتية لم أمتهن مهنة إلا الفن، ماعدا فترة قصيرة جدا عملت فيها خبيرا لفنون الأطفال في وزارة الثقافة، وكان ذلك في سبعينيات القرن الماضي، وكان لذلك دور كبير في تعمقي نظريا وعمليا في هذا المجال وكنت أعمل أثنائها في مركز ثقافة الطفل في جاردن سيتي، وكانت فترة مؤثرة في حياتي قمت فيها بعمل أبحاث عن رسوم الأطفال، وعلي الرغم من قصرها فإنها كانت مؤثرة كما لم تكن بعيدة عن مجال الفن، ثم مارست بعدها لفترة الكتابة في مجال الفن ونقد المعارض وتاريخه وتأريخه وأغلبها كانت في مجلة القاهرة في بدايتها في فترة الثمانينيات، وكنت أكتب عن التيارات الفنية أو فنان معين كمدخل للكتابة عن الفن، وهي مهمة صعبة علي المستوي الحياتي أن تكون المهنة هي الهواية أيضا فهو أمر ممتع وصعب في نفس الوقت، خصوصا في مجتمع يسعي لسد حاجاته اليومية. وكيف تري تطور أعمالك الفنية ومراحلها؟ - من الصعب أن نقول أن في الفن تطورًا، فهو علي العكس من العلم، لا يحدث فيه تطور يجب ما قبله، ففي الفنون والشعر والآداب المختلفة هناك تجاور للأساليب، ولكننا قد نسميه مراحل أو تطورًا تاريخيا، لكن بالطبع هناك خبرات تضاف للفنان مع الوقت، ولكن الأعمال الأحدث لا نستطيع أن نقول إنها أفضل مما رسم قبلها. بمن تأثرت فنيا في أعمالك؟ - استفدت بالطبع من التلقائية الموجودة من رسوم الأطفال، بالإضافة إلي الرسوم القديمة أو البدائية أو التلقائية، وفي فترات مختلفة مثلا كنت أسيرا لأعمال مايكل أنجلو وإيماءات تماثيله ومازلت متأثرا به حتي الآن، ووجدت بعد ذلك قيمًا أخري من الفنانين، وفي مرحلة مبكرة مثلا كنت أكره أعمال بيكاسو، ولكنني مع المعرفة بدأت أقدره، وهكذا تحولت علاقتي به إلي فهم شديد ثم تأثر شديد، ثم تعرفت بعد ذلك بما يسمي بالمدرسة التعبيرية بداية من إدوارد مونش وكيشنر، وهم أكثر من بقيت متأثرا بهم حتي الآن، كما تأثرت برواد السريالية والمدرسة الوحشية والتعبيرية، ألخص ذلك بخلاصة الجيد من كل خبرة، ولكن الأسلوب في النهاية مثل بصمة الصوت. وكيف تري الحركة التشكيلية المصرية؟ - المنطق يقول إن أي نوع من الحركات سواء أدبية تشكيلية إلي آخره، لا تخرج عن إيقاع المجتمع، وإنما هي انعكاس للمجتمع نفسه، فالفن التشكيلي في مصر ليس متميزا عن غيره من الفنون والآداب الأخري، لكننا نملك تراثا فنيا وأدبيا من أقدم الطرق البشرية، فالفن كحركة مواز لغيره من المجالات في مصر، فنحن قد انقطعنا عن العالم وحصلت بوادر صحوة في بداية القرن التاسع عشر ونهاية القرن العشرين وهي تحمل داخلها نوعا من التميز الفردي لا نستطيع تعميمه علي المجمل، ومثال ذلك مختار في الفن ونجيب محفوظ في الأدب، فتميزهم الفردي ليس دليلا علي تميز الحركة، والواضح جليلا منذ فترة أن هناك عددا من الشباب الرائعين في الحركة التشكيلية، وأهم إيجابيات الحركة صالون الشباب، ومن السلبيات الموجودة في الحركة الاعتماد الشديد من جانب الفنانين علي مؤسسات الدولة، فلابد للفنانين من التحرر، فأنا مثلا لم أقم معرضا طوال حياتي في أي من القاعات الحكومية، ونجد أن القاعات في مصر تغلق أبوابها في يوم الجمعة، وهو اليوم الوحيد الذي يأخذ فيه المواطنون إجازتهم، كما تفتقد الحركة التشكيلية إلي التأريخ خاصة الموضوعي، وما هو موجود منها مليء بالمحاباة والأهواء، وأهم ايجابيات الحركة وأكثرها تألقا هو صالون الشباب. ما رأيك في آخر تطورات أحداث "أتيليه القاهرة"؟ ما حدث في الأتيليه من انقلابات وعزل أجد أن أقرب التشبيهات إليه مقولة "أهلك الظالمين بالظالمين"، وقلتها مرارا "الأتيليه سوف يدخل نفقا مظلما ولن يخرج منه"، والجهات المتصارعة لا يعنيها الأتيليه ووزارة التضامن تعاني من غيبوبة، وأنا في غاية الحزن علي أوضاع الأتيليه، ولكنني علي المستوي الشخصي اكتسبت المزيد من الوقت لأعطيه لفني، والقضية التي قمنا برفعها في مجلس الدولة ضد قرار عزلنا مازالت منظورة.