في الوقت الذي يرقد فيه الفنان التشكيلي الكبير عدلي رزق الله للعلاج بمركز الكلي بالمنصورة آقيم آخر معارضه الفنية في مجال الرسم والتصوير بقصر ثقافة المنيا. حضره د.أحمد ضياءالدين محافظ المنيا وطلعت مهران رئيس إقليم وسط وجنوب الصعيد, ود.عبدالوهاب عبدالمحسن رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية, ود.هيثم عبد الحفيظ مدير الإدارة العامة للفنون التشكيلية, ود.محمد جلال عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا ولفيف من أساتذة الكلية والطلبة. الجدير بالذكر أن هذا هو المعرض الثاني للفنان عدلي رزق الله بإقليم وسط وجنوب الصعيد في إطار الاحتفال بسبعينيته حيث أقيم له منذ شهور قليلة معرض آخر بقصر ثقافة طهطا بسوهاج. وكان من الطبيعي أن تكون الإحتفالية بسبعينيته في الصعيد حيث ولد في محافظة أسيوط, وتحديدا في بلدة أبنوب الحمام. والفنان عدلي رزق الله قيمة فنية كبيرة علي مستوي مصر والعالم, فهو رائد فن' الأكواريل' الذي استطاع أن ينقل لوحة الألوان المائية من خانة الرقة والخفة إلي خانة الرصانة والملحمية, يشهد علي ذلك عمله الدءوب علي مدي40 عاما بين القاهرة وباريس ومعارضه في عديد من الدول العربية والأوربية, كما يشهد علي ذلك عطاؤه الممتد في مجال صناعة كتب الأطفال ذلك الفن الصعب الذي يحتاج وعيا وإصرارا علي الرهان علي مستقبل هذا الوطن. وهو فنان متفرد له شخصيته المستقلة, يمتلك خصوصية شديدة جدا بينه وبين جمهوره, يقدرهم, ويفكر دائما فيما يجب عليه فعله كي يقتربوا منه. اشتهر بعدم افتتاح معارضه, حتي لا يتقدم جمهوره المسئولون ويأتي الجمهور وكأنه صف ثان, فقد وصل لدرجة من الاستقلال النفسي والثقة لقدرته علي خلق أفكار جديدة لها الريادة الفنية, رفض الكسب السريع; ليتذوق طعم النجاح. وكما يقول عنه د.أحمد نوارعلي مدي عمر حركة التشكيل المصري المعاصر والتي قاربت علي المائة, برزت تجارب فنيه متميزة, ومتفردة, وهو ما يدعونا باستمرار الي تقديم فكرة المعارض الاستعادية, التي تتيح بقاء هذه التجارب حية في ذكراتنا, وايضا ذاكرة الاجيال الجديدة, فاذا كنا نجني ثمار حياة فنية مزدهرة الآن, فيرجع الفضل في ذلك الي عطاءات اجيال تعاقبت, وقدمت لأمتها خلاصة فكرها وابداعاتها. وتأتي تجربة الفنان عدلي رزق الله واحدة من تلك التجارب, التي حرصنا أن يطلع عليها أكبر عدد من متذوقي الفنون الرفيعة, باعتبارها تجربة تمتلك ابعادا متعددة لجوانب الابداع ففي الوقت الذي يختار فيه المائيون العرب موضوعا اثيرا للوحاتهم, لا يتعدي المنظر الطبيعي, او تسجيل جانب من الطبيعة, وتخليد ظاهرة مكانية, تميز الفنان` عدلي رزق الله` بأقتحامه منطقة جديدة للتعبير بهذه الخامة الرقيقة الشفافة والعنيدة في الآن نفسه, متجاوزا تلك الطبيعة الخاصة للخامة ليخلق لنفسه اسلوبا متفردا, ومغايرا بعد أن شحن الوانه بطاقة تعبيرية دينامية هائلة, معبرا عن الرموز التي توحدت حولها الامه كالنخلة, والطابع المعماري المميز, والقباب, والصحراء, كما لجأ الي صياغة جديدة كان الفنانون العرب يتعاملون معها بحذر وهي استخدامه للون الاسود في الوانه المائية, جرأة متفردة أضافت علي ابداعاته صفة الاختيارات الصعبة في التناول والمعالجة. وفي واحد من أختيارات الفنان الصعبة اتجه بقوة يحسد عليها الي عالم مطبوعات الاطفال, حيث أضاف الي المكتبة العربيه نماذج متفردة ومؤثرة في هذا المجال الظمآن, بعد ان تميزت ابداعاته بلغه مصرية واعية وبليغة, تصل الي حد التعقيدة الثابتة التي كانت غائبة في هذا المجال. ولد الفنان الكبير عدلي رزق الله1939 بأسيوط, وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام1961, ومعهد الدراسات القبطية والاحتكاك بالفنانين حبيب جورجي, راغب عياد, والمعماري ويصا واصف1960-1962 ودرس بجامعة استراسبورج1974:.1978 عمل رساما بدار الهلال, وأستاذا بجامعة استر اسبورج بمعهد الفنون التشكيلية, ثم قرر التفرغ كلية للفن التشكيلي منذ عام1980 وأقام أكثر من50 معرضا خاصا منذ1973 بباريس ولاهاي والقاهرة والكويت وعمان وأسيوط وبيروت, كما شارك في العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية من أهمها: بينالي القاهرة الدولي السابع1998, والمكرمين في بينالي الاسكندرية العشرين لدول البحر المتوسط1999, ومعرض الاسبوع الثقافي المصري بالشارقة, الامارات العربية المتحدة2000. من الجوائز المحلية التي نالها الفنان عدلي رزق الله جائزة سوزان مبارك1999 والجائزة الشرفية للمجلس العالمي لكتاب الطفل2000 أما الجوائز الدولية فمنها: جائزة معرض لينبرج الدولي المانيا1980, وجائزة المركز العالمي لكتب الاطفال سويسرا. وله العديد من المقتنيات الخاصة لدي الأفراد في كل البلاد العربية والاوروبية والولايات المتحدة واليابان, ومقتنيات رسمية بمتاحف الفنون الجميلة بمصر.