قوة الإرادة تصنع المعجزات والمثال هنا لفتاة شابة معاقة حركيا لم تستسلم لليأس والإحباط فتحدت إعاقتها بتوجيه طاقتها الكامنة إلي رفع الأثقال التي لا يقوي عليها الشخص الطبيعي. تحكي منة البالغة من العمر 21 عاما الطالبة في الفرقة الثانية بكلية التجارة بجامعة القاهرة مشوارها مع البطولات وتشير إلي أن الرياضة زادت من قدرتها علي تنظيم وقتها، حيث بدأت ممارسة الرياضة منذ بلوغها سن الثانية عشرة عندما لاحظت والدتها أن الله عوضها بقوة الساعدين فشجعتها للانضمام إلي فريق البنات لرفع الأثقال في نادي معهد شلل الأطفال بإمبابة، كما ساندها مدربو النادي لتنبؤهم بقدرتها علي تحقيق البطولات. وقد تم تكريمها في يوم الوفاء للدمج القومي للشباب ذوي الإعاقة تحت شعار «أنا منتج.. أنا شريك في المجتمع» الذي نظمته جامعة القاهرة مؤخرا حيث كانت تجلس علي كرسي متحرك بجوار والدتها التي لم تستطع التعبير عن فرحتها إلا بدموع عينيها لوضع اسم ابنتها في لوحة الشرف لتكون نموذجا يحتذي به من الجميع. وتشير إلي أنها وجدت صعوبات في البداية أهمها تكرار الإصابة، لكنها تجاوزت ذلك عن طريق المواظبة علي التمرينات بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا، واتباع نظام غذائي متوازن علاوة علي النوم ساعات كافية حتي تمكنت من حمل وزن 87 كيلو جراما، هو ما أهلها للحصول علي 19 ميدالية ذهبية وفضية في البطولات التي ينظمها الاتحاد المصري لرياضة المعاقين علي مستوي الجمهورية. تهوي منة الله الرسم والاشعال اليدوية مثل الكورشيه والتريكو، كما تحب استخدام الكومبيوتر لتصفح المواقع الالكترونية وللتعرف علي الجديد في مجالها الدراسي والرياضي، وتواظب أيضا علي حضور الدورات التدريبية في مجال تخصصها، وتؤهل نفسها للحصول علي الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي لأنها تخطط لاقتحام سوق العمل كمحاسبة كما أنها تبذل ما في وسعها للوصول إلي الأرقام العالمية في رياضتها المفضلة. تعترف منة الله بأنها تعتبر نفسها حاليا من المحظوظات، حيث إنها بطلة رياضية وتستطيع التحرك بسرعة إلي أي مكان بمفردها دون مساعدة أحد لشراء والدها سيارة مجهزة لها، وتشيد بدور الدولة باعفاء المعاقين من أي رسوم جمركية وتسهيل بعض قوانين المرور بالنسبة لهم وأيضا تخصيص نسبة من فرص العمل.