إيمانه بالقضاء والقدر أنساه إعاقته الناتجة عن خطأ طبي حيث إستطاع تحطيم قيود إعاقته بقوة إرادته وتحمله الآم التمرينات فحقق أحلامه بأن يكون بطلا رياضيا علي المستوي العربي والعالمي . إنه «أحمد فتحي سعد» البالغ من العمر 30 عاما، البطل الذي صعد سلم الانتصار عندما كان عمره أربع سنوات حيث تم إعطاؤه حقنة التطعيم ضد شلل الأطفال بطريق الخطأ مما أدي إلي إصابته بشلل في قدمه، وبعد عشر سنوات من الإنتظام علي العلاج الطبيعي في «جمعية رعاية مرضي شلل الأطفال» والتي كانت تتولي رئاستها الدكتورة صفية إبراهيم رحمها الله والتي يدين لها بالفضل حيث كانت أما للمعاقين حركيا ورمزاً للإرادة والتحدي والعطاء ولا يمكن نسيان كل مافعلته معه لكي يصل إلي ما هو عليه الآن.. فكانت ترفع من روحه المعنوية وتشجعه علي المشاركة في الأنشطة الفنية والرياضية الخفيفة بل ومساعدته علي اكتشاف موهبته فاستطاع أن يسترد مستوي لاقته البدنية تدريجيا، كما أن لحنان والده دورا كبيرا في تشجيعه حيث كان يحمله علي كتفيه في وسائل المواصلات إلي النادي حتي أصيب بإنزلاق غضروفي ولكنه استطاع الاعتماد علي نفسه بعد ذلك... ويشير أحمد إلي أنه بدأ ممارسة الرياضة وعمره 17 عاما في نادي معهد شلل الأطفال بإمبابة، وقد حرص علي تعلم مبادئ رياضة السباحة، وتنس الطاولة، والكرة الطائرة، وألعاب القوي مثل رفع الأثقال، وبعد ذلك استقر علي لعبة كرة السلة علي الكراسي المتحركة وذلك بفضل مساعدة الكابتن «يسري عبد العزيز» أمين صندوق نادي الصيد والذي أهداه الكرسي المتحرك وتوقع له مستقبلا باهراً بشرط المواظبة علي أداء التمرينات، وبعدها توالت إنجازاته وأهمها حصوله علي المركز الثالث بالتصفيات النهائية لدورة الألعاب الأوليمبية في بكين، فضلا عن فوزه بميدالية برونزية بدورة الألعاب الأفريقية، وميدالية ذهبية في دورة نجيب المستكاوي ببورسعيد، واشترك أيضا في أسبوع الإخاء المصري السعودي في العام الماضي، وكما تم إختياره من ضمن أفضل أربعة لاعبين في الماراثون الدولي بشرم الشيخ في رياضة ألعاب القوي. وبجانب تفوقه الرياضي قرر استكمال تعليمه العالي فإلتحق بالتعليم المفتوح بكلية الإعلام جامعة القاهرة، كما تمكن من إختراق المجال الفني بتمثيله فيلماً قصيراً مع اللاعب أبو تريكة تحت رعاية المجلس القومي للرياضة من أجل تشجيع المعاقين علي ممارسة الرياضة، وفي النهاية يؤكد أنه يحلم بالوصول إلي العالمية.