أنساها حبها للرياضة إعاقتها الحركية واندفعت بقوة الإرادة إلي تحطيم الأرقام القياسية في رفع الأثقال فكانت نموذجاً حقيقياً لمقولة «لا يأس مع الحياة» إنها «إيمان شلبي عمر» البالغة من العمر 30 عاماً، والتي بدأت قصتها مع إصابتها بشلل الأطفال وعمرها لم يتجاوز العامين وتفانت الأم في رعايتها حتي لا تشعرها بعجزها ولكن القدر لم يمهل الأم لتكمل رسالتها لوفاتها، فتركت ابنتها المعاقة وهي لم تكمل الخمس سنوات، وحمل الأب علي عاتقه المسئولية كاملة في رعاية ابنته وثلاث من أخواتها وبذل قصاري جهده ليسلحهن بالتعليم حتي مراحله العليا، وكما شجع ابنته المعاقة نحو ممارسة الرياضة والتفاعل مع المجتمع بدون خجل، واشتري لها سيارة مجهزة حتي لا تعاني من ازدحام وسائل النقل العامة فترة ذهابها لأداء التمرينات. وتروي إيمان مشوارها المضيء بالإنجازات منذ ممارستها رياضة الكونغ فو مع الأصحاء في مركز شباب قرية برطس في محافظة الجيزة، ولكنها لم تكن تجيد بعض الحركات، وظلت ثلاث سنوات علي هذا الوضع دون تقدم، ونصحها الكابتن محمد عزت مدرب المعاقين بممارسة الرياضات الفردية مثل رفع الأثقال لأنها لن تستطع منافسة الأصحاء في البطولات. انتقلت إيمان للتدريب في نادي معهد شلل الأطفال بإمبابة عندما كان عمرها 19 عاماً، وتعرفت علي فاطمة عمر البطلة الأوليمبية المعاقة في رياضة رفع الأثقال والتي أسدت إليها الكثير من النصائح التي غيرت مجري حياتها واستطاعت أن توفق بين الرياضة والدراسة حتي تمكنت من الحصول علي بكالوريوس الجامعة العمالية بتقدير عام جيد جداً، وكان لها نشاط ثقافي في تحرير مجلات الحائط بالكلية ونشرت بها الكثير من القصائد الشعرية والقصص القصيرة. وعن الجوائز الرياضية التي حصدتها إيمان تقول إنها حصلت علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية خلال الخمس سنوات الأخيرة، وحصلت علي أكثر من 50 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، وكما أنها شاركت في بطولة أفريقيا والشرق الأوسط المفتوحة المقامة في طابا، وشعرت وقتها بسعادة غامرة لأنها قامت برفع 105 كيلو جرامات وحصلت علي الميدالية الفضية وشهادة تقدير. ومن المواقف التي لن تنساها إيمان مع أصدقائها المعاقين بشموخ في الشوارع غير مبالين بما حدث، وكتب في الصحف أن المعاقين يتحدوا الإرهاب.. ومن الأزمات التي واجهتها هي تعرضها للإصابات المتكررة، فقد سقطت علي الأرض في المركز الأوليمبي وحدث لها تورم في الكوع وبالتالي لم تستطع المشاركة في بطولة العالم في كوريا. وأخيراً دبر لها القدر لقاء بشريك حياتها الذي تصادف حبه لرياضة رفع الأثقال أيضاً ولكنه لم يحترفها لأنه تعرض للإصابة في يديه، ومن أجمل اللحظات التي تعيشها الآن هي احتفالها بمولودها الأول عبد الرحمن، والذي ملأ عالمها بهجة وسعادة، والذي أرغمها علي التوقف فترة وبعدها ستعود إلي التمرينات لتحقيق حلمها الأكبر وهو المشاركة في أولمبياد لندن عام 2012 .