لم يمض علي وصول جثمان المصري «مسلم» إلي مطار القاهرة الذي قتل بلبنان سوي عدة أيام إلا وتكرر هذا المشهد المأساوي عند وصول جثمان المهندس المصري سامي بركات إلي أرض الوطن صباح أمس الأول الذي لقي مصرعه في نيجيريا علي يد عصابة سطو مسلح. «روزاليوسف» التقت أفراد أسرة المهندس المجني عليه فقالت زوجته الأولي والدموع تنهمر من عينيها: سامي كان أغلي إنسان في حياتي فهو رفيق عمري تزوجنا منذ أكثر من 19 عامًا ورزقنا الله ب3 أبناء، هم محمد 17 سنة، ورحاب 15 سنة، وأحمد 12 سنة وكان أبًا مثاليًا وزوجًا حنونًا، ولم أكن أتصور أن تنتهي حياته بتلك الطريقة البشعة «حسبي الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم من اللي كان السبب». أما نجلته رحاب فقالت: والدي لم يبتعد عنا سوي 6 أشهر منذ سفره علي خلاف ما نشرته بعض وسائل الإعلام والصحف من أنه سافر منذ 14 عامًا، فهو في الأصل كان لا يرغب في السفر ولكن توافرت له فرصة عمل جيدة بنيجيريا ليكون مديرًا لأحد المشروعات الكبري هناك فوافق لتوفير دخل أفضل لنا. وبصعوبة بالغة تحدثت معنا الحاجة اعتماد عبدالله والدة سامي فقالت: ابني كان طيب جدًا وعطوفًا معي ومع أشقائه وآخر مرة كلمني فيها بعد سفره كانت قبل وفاته بأيام، وكان يطمئن علي وعلي إخوته. وأضافت الأم: في آخر مكالمة قال لي: خلي بالك من نفسك يا أمي إنت وحشاني قوي»، وكان مبسوط وسعيداً جدًا لعلمه أننا جميعًا بخير ووعدني بأنه سيعود سريعًا وأنه لن يتأخر في تلك السفرية. ثم تنهمر دموع الأم المكلومة وهي تقول: بعدها أبلغت صديقه المهندس حسن بالحادث المفجع والخبر وقع علينا كالصاعقة، التي لم نفق منها حتي الآن. أما زوجته الثانية فقالت إنها تزوجت من المهندس القتيل قبل سفره بشهور قليلة وأنها تعرفت عليه عن طريق شقيقها الذي تربطه علاقة صداقة وزمالة مع سامي. وأكدت شقيقته الكبري فتحية «موظفة» أن أشقاءه أخ وأربع فتيات وكان يعاملنا معاملة حسنة ودائمًا ما يزورنا ويتصل بنا، وقبل الواقعة اتصل بي وقال «أنا تعبت يا أختي أنا نازل مصر في أقرب وقت إن شاء الله ولن أعود ثانية، ثم لم تتمكن من اكمال حديثها وقالت «إنا لله وإنا إليه راجعون.. يارب ارحمه» وردد خاله نفس الجملة. «محمد صلاح» مهندس ابن خال المجني عليه قال: منذ طفولة المهندس القتيل وهو شخصية طموحة صمم علي دخول كلية الهندسة، وعقب تخرجه بعام تزوج من «زوجته الأولي» واشتغل في شركة، وكان أول مشروع لحسابه الخاص هو مصنع الزجاج المسطح في العاشر من رمضان، وكان بداية لفتح شركة مساهمة يملكها في ميدان الحجاز بمصر الجديدة، وكنت أعمل معه في وزارة الإنتاج الحربي وعملنا في 20 مصنعًا لتحويل المخلفات إلي سماد، واشتغل سامي بعد ذلك في أوراسكوم وشركة «السي سي سي» ثم توجه إلي نيجيريا منذ 4 شهور بعدما عرض عليه العمل كمدير مشروع في إحدي الشركات الكبري هناك.