رغم التكنولوجيا وتطور التقنيات في الفن التشكيلي، إلا أن الأساليب "المظلومة" - بتسميتها التقليدية- لا تزال قوية وذات رونق يجذب الفنان دوما لأنها الأصل والأساس، وفي قاعة ممر 35 بمتحف محمد محمود خليل وحرمه، أقيمت لأول مرة ورشة لل"مونو برنت"، إحدي تقنيات الطباعة، التي تقوم علي فكرة التجريب بالرسم علي المسطح الطباعي، بنفس فكرة التصوير، ثم الطباعة منه مباشرة، وقيمتها الفنية تقوم علي أنها تنتج نسخة فنية واحدة فقط لا تتكرر وتوضح مدي قوة الفنان، وتمكنه من عمله. اشترك بالورشة عدد من الفنانين بعضهم لايزال في بداية مشواره الفني و بعضهم له أسلوبه وشخصيته الفنية، الورشة أشرف عليها الفنان هاني راشد الذي يقول عن المونوبرنت أنه لم يحظ بالاهتمام الجيد هنا بمصر رغم أنه من الفنون المهمة والحديثة نوعا ما في الخارج، وكان أول من أدخل هذه التقنية لمصر هو الفنان محمد عبلة وكان هو أحد تلامذته، ويري أن أهمية هذه التقنية أنها أولا غير مكلفة، لذلك تحتمل الإعادة دون أدني تكلفة، فهي قائمة علي الأحبار والورق العادي وأقلام الرسم، ربما هذا ما يجعلها تتسم بأنها الأسلوب السهل الممتنع، لأنها تعتمد بشكل رئيسي علي سرعة الأداء والمرونة في حل المشكلة التي تواجه الفنان أثناء تنفيذه للعمل الفني. من الفنانين المشتركين بالورشة يارا مكاوي، الطالبة بالفرقة الرابعة بالتربية الفنية، وتري أن المونوبرنت تقنية غير متداولة في مصر، لذلك أحبت أن تدرس هذه التقنية، واهتمت أكثر بالموتيفات، التي تظهر في لوحاتها "المرأة السائحة"، و"أسد قصر النيل"، و"بورتريه لرجل صعيدي" و"رأس فرعوني"، وهي اللوحة التي كانت محاولة منها لرسم توت عنخ آمون، ولو من وجهة نظرها الخاصة، الورشة بالنسبة إلي يارا ما هي إلا تجريب لتقنية جديدة، لذلك اهتمت أن تبرز هذه التجربة من خلال الموتيفات اليومية التي تحيط بنا. الفنان السوداني أمادو الفادني اشترك بالورشة لسبب آخر وهو الرسم، وقدم أعماله في إطار الأقنعة الأفريقية التي تعبر عن ثقافته وتكوينه واهتمامه بالرمز، الذي يعطيه الإحساس البدائي أو الفطري كما الفنان الأول، أيضا اهتم بالترديد ما بين الأبيض والأسود تأكيدا علي ثنائية الحياة والتضاد فيها. الفنان باسم عبد الجليل نجده استحضر في أعماله تجارب الفنان العالمي بول كلي في خطوطه وإحساسه بالتكوين، الذي تعامل معه بمنتهي التلقائية واستعمل اللون وكان من القلائل الذين استعملوا اللون مع الأبيض والأسود. من الفنانين المشاركين أيضا أسماء النواوي وأسماء جنيدي وداليا فرج ودومينيك أليس وزينب محمود وعواطف عبدالعال وغادة عزت ولينا أسامة ومصطفي هدايت ومي سالم وهاجر مسعود وياسمين شرف، كما سيتم تقديم المعرض مرة أخري ضمن عروض صالون الشباب في جناح خاص به.