عشرون فناناً يشاركون في «إصدار» مركز «ابن هانئ» من منطلق أن الجديد في العمل الفني الجمالي قد يأتي من خلال البحث والتجريب، في إمكانية تقديم الوسائط الفنية بكل أنواعها، أساليب وتقنيات تكنولوجيا معاصرة أو خامات تشكيلية حديثة، قدم مركز "ابن هانئ" الثقافي بمتحف أحمد شوقي، معرضا تحت عنوان "إصدار"، تقوم فكرته علي تقديم التجارب الفنية الأولي، التي يقوم بها الفنانون للتقنيات الفنية المعاصرة. من بين التجارب الفنية المعروضة تميزت أعمال كل من الفنان أحمد الشاعر، الذي قدم مشروعا فنيا بعنوان بورتريه (8 بت) من خلال لوحتين من فنون الكمبيوتر جرافيك للرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وقدم الفنان هاني فاروق ثلاث معلقات خزفية زجاجية عرض فيها إمكانية تطويع تقنية الخزف الزجاجي بشكل حداثي، أما الفنان إبراهيم سعد فقدم فيلم "فيديو آرت"، مدته دقيقة واحدة تحت عنوان "نهايتي"، وهو عن تصور فني لرؤية الإنسان عندما يكون في لحظات حياته الأخيرة، وقدم الفنان أحمد طلال لوحتي تصوير زيتي لشكل "طرطور"، طرح فيهما تأثيرات الخامة المستخدمة وتقنياتها علي العمل الفني، الفنان إبراهيم الجندي قدم بورتريه من خلال التصوير الفوتوغرافي برؤية مختلفة لاعبا علي تنوع الإضاءة للقطة الواحدة. عن فكرة مشروعه تحدث الفنان أحمد الشاعر قائلا: "(8 بت) هو جزء من نظم برمجة الحاسب الآلي في بداياته أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات استخدم لبرمجة ألعاب الفيديو الشهيرة "الأتاري"، وكانت لغة البرمجة تلك هي أقصي ما وصل إليه المبرمجون في تصميم الألعاب من ناحية الشكل فكانت شخصيات وعناصر اللعبة تصمم بمجموعة لونية هي عبارة عن مجموعة من "البيكسل"- وحدة قياس الرسوم بالكمبيوتر- متراصة مكونة لعناصر اللعبة، وأصبحت تلك البرمجة جزءًا من فنون "الديجيتال" في العالم، ومع ذلك جاءت إلينا وذهبت ولم يتم إدراج عناصر أو شخصيات لها من منطقتنا العربية، وتجربتي الأولي حول التعامل مع البورتريهات المتعارف عليها، فقدمت في عملي الفني بورتريهات منفذة بتقنية مماثلة شكلا للغة البرمجة تلك لطرح تساؤل: هل لو أضيفت بورتريهات لشخصيات من تاريخنا كعنصر للألعاب فكيف ستكون؟". الفنان محمود حمدي مدير مركز كرمة ابن هانئ الثقافي وصاحب فكرة المعرض ومنظمه أوضح أن: "فكرة المعرض تقوم علي عرض الإصدار الأول لمشروع فني يحمل تجربة جمالية جديدة في إطار البحث والتجريب الذي يقوم به الفنان سواء كان يعمل بوسيط حداثي أم لا، فالمنتج الفني وفكرته هي الأساس، فنجد أن كثير من الفنانين يقومون بعمل مشاريع وأبحاث فنية تجريبية جديدة علي اتجاههم الفني، لكنهم لا يجرؤون في معظم الأحيان علي عرض التجربة بمعرض خاص، وهذا هو دورنا في هذا المعرض". وأضاف: "هذا هو المعرض الثاني فالأول كان الموسم الماضي تحت اسم "فوليوم" أو "إصدار"، هذا العام فضلت تقليل عدد الفنانين المشاركين بما يتناسب مع مساحة قاعات المركز لإعطاء فرصة أكبر للفنانين لعرض أفكارهم وتجاربهم، فالموضوع أكثر من مجرد معرض فهو مساحة للبحث والتجريب وإعطاء فرص مختلفة للفنانين للبحث عن ما هو مختلف وجديد في الأفكار والأبحاث الفنية، والأهم من ذلك استمرارية العمل علي الأفكار طالما كان هناك مجال للبحث".