في اجتماع عاصف لكبار رجال الأعمال في الدولة استمر قرابة الثلاث ساعات مساء أمس الأول بدا وكأنه محاكمة لسفراء الاتحاد الأوروبي في القاهرة شن اتحاد المستثمرين ورؤساء اتحاد الصناعات والغرف التجارية وجمعيات المستثمرين هجوماً حاداً علي تعسف السفارات الأوروبية في منح تأشيرة شينجن لرجال الأعمال المصريين مقارنة بالمغربيين والتونسيين وهددوا بالاتجاه شرقاً كما طالبوا وزارة الخارجية بالتدخل الحاسم والفوري لتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل علي غرار ما يتم تطبيقه علي الدبلوماسيين. وقال محمد فريد خميس رئيس اتحاد المستثمرين إنه ازاد تعسف السفارة الألمانية في منح تأشيرة شينجن لشراء صفقة معدات تصنيع ب25 مليون دولار تم إلغاء العقد مع الشركة الألمانية الموردة واستبداله بشركة سويسرية، وأكد خميس أن رجال الأعمال لن يقبلوا بالإهانة وأن الأوروبيين في حاجة أكثر للمصريين لتشغيل أبنائهم وذلك علي اعتبار أن الاتحاد الأوروبي يصدر ب18.8 مليار دولار لمصر مقابل 8.5 مليار دولار واردات منها ووصف خميس المستندات التي تتطلبها السفارات الأوروبية بأنها مبالغ فيها وكأنها تأشيرة لدخول الجنة. وشدد رئيس اتحاد المستثمرين علي ضرورة أن تحكم المصلحة الاقتصادية العلاقات بين الدول ومن جانبه طالب جلال الزوربا رئيس اتحاد الصناعات بضرورة تطبيق الخارجية المصرية لمبدأ المعاملة بالمثل علي غرار ما يحدث مع الدبلوماسيين، مشيراً إلي أن كل الدراسات العالمية تؤكد أن الصناعات الأوروبية ستتفكك وستبدأ في الهجرة إلي دول الجنوب ومنها مصر وذلك في غضون 10 سنوات، أضاف أن تلك التغيرات ستقلب الميزان التجاري لصالح مصر، كما طالب بضرورة تدخل تحالف منظمات الأعمال في أوروبا ودول الجنوب لوقف تلك الهجمة التعسفية من قبل دول الشينجن فيما كشف مصطفي السلاب رئيس جمعية مستثمري العبور عن قيام السفارة الإيطالية بعرقلة صفقة لشراء معدات تصنيع بقيمة تصل لنحو 15 مليون دولار وذلك بعد أن رفضت منح تأشيرة شينجن لفنيين يعملون بالمصنع، وقال السلاب إنه طلب وساطة رئيس شركة الخطوط الجوية الإيطالية للتدخل إلا أنها باءت بالفشل وطالب السلاب بضرورة الاتصال بالمفوضية الأوروبية لحسم الموقف. بينما أوضح حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال أن هناك تعنتا من السفارات الأوروبية في منح تأشيرة الشينجن لافتاً إلي أنه تم إلغاء سفر فريق للسباحة بنادي الصيد من المشاركة في إحدي البطولات في بلجيكا بسبب تعنت السفير في منح التأشيرة بحجة أنهم لم يسبق لهم السفر مع العلم بأنهم صغار السن لم يتعد عمر الفتاة 12 عاماً، وقال صبور إن أوروبا لم تعد بلد استجمام بسبب ارتفاع تكاليف الحياة بها. ومن ناحيته وعد السفير عمر سليم مساعد وزير الخارجية لشئون الجوازات والتأشيرات برفع الأمر إلي وزير الخارجية وقال إن الخارجية ستبحث الأزمة مع سفراء الاتحاد الأوروبي مشدداً في الوقت ذاته علي أهمية الاتحاد الأوروبي باعتباره الشريك التجاري الأول لمصر.