بعد اختفائهما عن الساحة العامة منذ مغادرتهما للبيت الأبيض، يعود الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش وزوجته لورا بقوة من خلال كتابين عن سيرتهما الذاتية يحملان توقيعهما، فيبدو أن الزوج الرئاسي السابق تفرغ للكتابة لمواكبة الاتجاه السائد، إذ يتجه عدد من الساسة والمسئولين السابقين في أمريكا إلي الكتابة بداية من الرئيس الحالي باراك أوباما ومرورا بكلينتون وديك تشيني وكارل روف كبير مساعدي بوش. الكتاب الأول لعائلة بوش يصدر هذا الشهر ويحمل توقيع لورا بوش وهو بعنوان " Spoken from the Heart " أو "حديث من القلب" ، تحكي فيه السيدة الأولي السابقة قصة حياتها وسنوات شبابها الأولي، كما تلقي الضوء علي زواجها من جورج بوش قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة وبعد توليه الرئاسة، ثم تمر علي طيف من ذكرياتها في البيت الأبيض. إلا أن الحدث الأساسي في الكتاب والذي تركز عليه لورا بوش هو تعرضها لحادث مأساوي هز كيانها وكان بمثابة نقطة التحول الأولي في حياتها قبل الزواج من الرئيس، هذا الحادث الذي لا يعرفه الكثيرون هو قيامها بالقتل، حيث قتلت لورا أحد أصدقائها بالخطأ عندما صدمته بسيارتها. وتتحدث لورا بالتفصيل للمرة الأولي علنا منذ وقوع الحادث في ميدلاند بولاية تكساس حين كانت طالبة تبلغ من العمر 17 عاما، إذ قتلت زميلها مايك دوجلاس عندما اصطدمت سيارتها بسيارته يوم 6 نوفمبر عام 1963 بسبب تجاوزها لإشارة الوقوف، وتحكي عن الألم الذي اعتصرها عندما شاهدت والدي الصديق وكيف أنها فقدت إيمانها لسنوات عديدة لأن الله لم يستجب لدعواتها وتوسلاتها المستمرة لإنقاذ حياته. وتقول السيدة بوش إن الشعور بالذنب لم يفارقها وظل يلاحقها لسنوات عديدة، كما زاد أيضا بعد إنجابها إذ بدأت في استيعاب شعور والدي الصديق الراحل وحجم الألم والمعاناة التي تسببت فيهما برعونتها. وتنتقل بعد ذلك للحديث عن زواجها من الرئيس بوش، ذلك الرجل الذي وقعت في حبه ل "روحه المرحة وقوة إرادته" ،بحسب تعبيرها، وتتحدث عن فترة إدمانه للكحول قائلة أن هذه الفترة كانت من أصعب الفترات في حياتهما معا، حيث كان بوش بمثابة الحمل الثقيل والمزعج، فقد كان يقبل بشراهة علي تناول الكحول حتي وصل لأعلي درجات إدمانه، لكن الحب جعلهما يتغلبان علي هذه المرحلة العصيبة لتمر دون انفصال خاصة أنها كانت تؤمن أنه بإمكانه أن يصبح "شخصا أفضل". وتقول السيدة الأولي السابقة أن بوش الذي خدم لمدتين متتاليتين كرئيس، أقلع عن الإدمان عام 1986 عندما أصبح في الأربعين من عمره، بعد أن أصبح أكثر تدينا وتقديرا لمسئولية كونه زوجا وأبا، وكذلك تتحدث عن هجمات سبتمبر، وتدافع عن قرار زوجها بغزو العراق وتقول أنها شعرت بالمفاجأة عندما ثبت أن تقرير المخابرات عن وجود أسلحة دمار شمال بالعراق،كان خاطئا. أخيرا تقول لورا بوش في كتابها أنها كانت تعتني بمظهرها إلا أنها لم تكن تتبع آخر صيحات الموضة إذ أنها ترتدي ما يلائمها دائما. وفي السياق نفسه، تصدر مذكرات جورج دبليو بوش التي يجمعها بنفسه في كتاب يحمل عنوان "Decision Points " أو "نقاط القرار" في نوفمبر من هذا العام، والكتاب يرصد حياة الرئيس رقم 43 للولايات المتحدة ويركز علي بعض من أصعب اللحظات في تاريخ أمريكا المعاصر، بالإضافة لأصعب القرارات التي اتخذها بوش خلال فترة ولايته. ويحاول بوش من خلال كتابه أن يبدد بعض الأفكار الخاطئة التي كونها البعض عن قراراته التي وصفت في بعض الأحيان بالكارثية، كما يشرح أسباب اتخاذه لمثل هذه القرارات، مثل قرار غزو العراق، وموقفه من هجمات سبتمبر وقرار الحرب علي الإرهاب وغزو أفغانستان، وكذلك تعامله مع كارثة إعصار كاترينا، وكل تلك الأحداث في فترة رئاسته والتي شكلت العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وينتظر المعلقون والقراء الكتاب لمعرفة شعور بوش حيال قراراته، خاصة وأنهم -أي المعلقين والقراء- يشعرون بفشلها وحماقتها كما أنهم لا يزالون يتجرعون عواقبها المريرة.وفي مذكراته أيضا يركز بوش علي فترة إدمانه وقرار إقلاعه عن الإدمان الذي يصفه بالقرار الأهم الذي غير مجري حياته، إذ يقول؛ "واحد من أكبر القرارات التي اتخذتها في حياتي، هو قرار امتناعي عن تناول الكحول تماما، فأنا لا أتذكر أنني اتخذت قرارا قبل ذلك". ويحمل الكتاب كذلك بعض التفاصيل غير المسبوقة عن حملة بوش الانتخابية عام 2000 وتفاصيل حياته الشخصية والعائلية، ويجذب القارئ إلي البيت الأبيض والمكتب البيضاوي الذي شهد بعضا من أهم القرارات في اللحظات الحالكة التي مرت علي الولاياتالمتحدة والعالم. وغير معروف ما إذا تم مقارنة كل من الكتابين ، «حديث من القلب» و«نقاط القرار»، اللذين يكشفان حياة أسرة بوش بكل تفاصيلها للعامة، لكن الأمر المؤكد هو انتهاء بوش من كتابة ما يقرب من 30 ألف كلمة في كتابه، ومن المقرر أن يدعم بوش مبيعات كتابه من خلال جولة وطنية مع دار راندوم هاوس للنشر، بينما الترويج لكتاب لورا بوش قائم بالفعل.