من كاتب خطابات رئيس أمريكي سابق إلي باحث بلا أجر لا يملك مكتبا خاصا أو تأمينا صحيا أو حتي مكانا لركن سيارته في أكبر مركز أبحاث سياسي موال للمحافظين الجدد، هكذا أراد آرثر بروكس رئيس معهد أمريكان انتربرايز اليميني تغيير العقد الموقع مع ديفيد فرام الكندي اليهودي كاتب خطابات جورج بوش وأحد أضلاع فريقه المتطرف. فرام الذي انضم إلي صفوف المعهد المحافظ عام 2003، فوجئ بعرض بروكس الذي يمثل طردا جميلا فقرر تقديم استقالته علي الفور رافضا العمل دون أجر واصفا سنوات عمله بالمركز بأنها كانت مثمرة.. وبرغم ما يقال حول الأسباب وراء دفع فرام لتقديم استقالته لتغيبه الدائم عن المعهد حتي أن مدخل مكتبه امتلأ بالأوراق والكتب المتراكمة وبالتالي وجد المعهد أنه يمكنه توفير 100 ألف دولار دخلا سنويا يحصل عليه فرام، الا أنه في الغالب فان القرار يحمل أبعادا سياسية بالنظر إلي كتابات فرام طوال سبع سنوات والتي كانت حصيلتها ثلاثة كتب وألف مقال ومحاضرة وظهور اعلامي. بالرغم من انتماء فرام الواضح الذي لا لبس فيه وكونه أول من ابتكر عبارة محور الشر التي استخدمها بوش كثيرا، الا انه تزعم في الشهور الأخيرة حركة محافظة تنتقد عناد التيار اليميني مع الرئيس باراك أوباما حتي وان كان علي حق وهو ما وجدوه في قانون التأمين الصحي، فشن فرام حملة هجوم متواصلة علي منتقدي القانون من الجمهوريين والمحافظين ووصل به الأمر إلي كتابة قصة الغلاف لمجلة نيوزويك منتقدا راش ليمبو مذيع البرامج الحوارية الشهير الذي يعد أحد أهم وجوه التيار المحافظ، مما أكسبه عداء القاعدة اليمينية. لم يكتف فرام بذلك وانما واصل انتقاداته علي مدونته فرام فورام للمحافظين والجمهوريين الذين يواجهون أقسي هزيمة تشريعية منذ الستينيات تشبه هزيمة نابليون بونابرت في معركة ووترلو بعد تمرير قانون التأمين الصحي. يعتبر فرام نفسه ضحية حرب شعواء شنتها عليه قاعدة أنصار المحافظين، لكنه لم يرتد عن ميوله السياسية وقال في تصريحات صحفية: سأظل محافظا شاءوا ذلك أم أبوا.