أتتبع ما يطرحه د. رفيق حبيب من أفكار بغض النظر عن الاتفاق معه أو الاختلاف فيما يروج له من مستقبل مزدهر لتيار الإسلام السياسي.. خاصة فيما يتعلق بتطلعاته في أن يحكم أصدقائه من جماعة الإخوان المحظورة قانوناً مصر في يوم من الأيام. لا أستطيع أن أفسر لرفيق حبيب أو أبرر له ما يقوم به من ترويج مستمر ومتصاعد لحكم الجماعة المحظورة التي تقف علي نقيض من كافة مفاهيم منظومة المواطنة والديمقراطية والتعددية. وهو ما تأكد في تصريحاته الأخيرة بجريدة الخميس. يري رفيق حبيب أن الحراك السياسي قد بدأ منذ سنة 2005 من خلال حركة كفاية، وأن حركات الاحتجاج وظاهرة البرادعي الآن قد بنت نشاطها علي ما قامت به كفاية. وللأسف الشديد لم يجب رفيق حبيب عن السؤال الطبيعي: ماذا فعلت "كفاية" للحياة السياسية المصرية إلي الآن؟، وهل تكمن فاعلية الحركات الاحتجاجية في الوجود السياسي من خلال تكريس السلطة بداخلها علي غرار أزمة منسقها جورج إسحاق مع شباب كفاية كما نشروا علي موقعهم علي شبكة الإنترنت قبل ذلك؟!. وإذا كان البرادعي حسب تعبير د. رفيق حبيب ظاهرة.. قامت علي ميراث "كفاية".. التي انتهت فعلياً وانتشرت افتراضياً؛ فهل سينطبق هذا الانتشار الافتراضي علي د.البرادعي كظاهرة حسب تصنيفه؟!. أسأل د. رفيق حبيب: من الذي يوجه الشارع المصري؟، وهل تري أن الشارع فعلاً قادر علي الحركة السياسية الرشيدة كما زعمت.. في ظل هذا الحالة من التعصب التي تظهر من عشوائية الشارع وفوضويته وغوغائيته في بعض الأحيان.. وهي حالة تتحمل مسئوليتها الأحزاب المعارضة والمجتمع المدني ومن قبلهما الحكومة المصرية بالدرجة الأولي؟!. إن ما ذكره رفيق حبيب من أن المجتمع الدولي يراقب حركة البرادعي ولكنه لا يراهن عليه بناء علي عدة عوامل أهمها أن المجتمع الدولي يري أن النخبة العلمانية الموجودة حول البرادعي لا تملك الشعبية الكافية، وأن الغرب يشك في قدرتهم في السيطرة علي الدولة المصرية هو قول حق يراد به باطل للمزيد من الترويج لحكم الدولة الدينية بقيادة الجماعة المحظورة في مصر.. ليس فقط علي اعتبار أنها البديل لنظام الحكم، بل لأنها مصدر الثقة في مقابل التشكيك في غيرهم من النخبة التي وصفها رفيق حبيب بالعلمانية. الطريف أن رفيق حبيب اعترف في حواره بأن جماعة الإخوان المحظورة تقوم علي تأييد كل الحركات المطالبة بالإصلاح السياسي في مصر حتي لو لم تطلب هذه الحركات منهم الاشتراك معها.. فهي تؤيد كل حركات التغيير بدون تحفظ. وهو ما يعني أنها تتحالف مع الجميع وتستخدم كل الأوراق في سبيل تحقيق أهدافها الخاصة التي تخلو من تطبيق قاعدة المواطنة بين جميع المصريين بدون استثناء. حقاً.. يستحق د. رفيق حبيب أن يكون كاتب الجماعة المحظورة ومنظرها الإعلامي.