تحليل صور البرادعي في المنصورة أين كان يصلي هذا الرجل في النمسا؟ لعل السؤال الجوهري الذي ينبغي طرحه علي الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية والملاحق باتهامات تتعلق بدوره في غزو العراق عام 2003، هو أين كان سيادته يصلي الجمعة في مقر عمله السابق في النمسا؟.. ولماذا لم يكن يلاحقه مصور تابع للوكالة لكي يلتقط له مجموعة من المشاهد وهو في حالة ورع.. لعل هذا ينقل انطباعات محددة إلي موظفيه.. علي تنوع أديانهم. الصورة اللافتة التي التقطت للبرادعي في مسجد بالمنصورة يوم الجمعة أمس الأول يبدو فيها وحده من بين كل المصلين وقد أمسك مصحفا ضخما يقرأ فيه، قبيل الصلاة، حيث يفترض أن هناك قرآناً يتلي بالفعل في المسجد قبل رفع الأذان.. وليس هذا دليل ورع بقدر ما هو تعبير عن نفاق ديني موظف سياسياً.. ويعطي دلالة مهمة علي طبيعة التوجهات التي قد يلجأ إليها البرادعي في مساره السياسي داخل مصر.. لاسيما وأنه كان قد قال بوضوح إنه يقبل أن تنشأ في مصر أحزاب دينية.. بكل ما لهذا من مدلولات طائفية خطيرة. إن من حق أي سياسي أن يؤدي الفرائض الدينية، ومن حق الإعلام أن يتابعه، لكن ليس عليه أن يوظف هذا في حملته السياسية، وإلا فإنه أولا: يكون مخالفا للدستور، وثانياً: ساعياً إلي مخادعة الناخبين، وبالتالي فإن عليه أن يقبل منا أسئلة نوعية حول عدد الصلوات التي يؤديها يوميا.. ماهو التوجه الديني لابنته (مثلا)، كيف ينظر إلي المجتمع المدني، وهل يؤمن بالعلمانية.. وكم مرة أدي فريضة الحج والعمرة.. وكيف ينظر من منطلق ديني وسياسي إلي الآخر في المجتمع؟ ولابد أن أي متابع لصور البرادعي في المنصورة وقبلها في حي الحسين سوف يتوقف مليا أمام أكثر من ظاهرة مقروءة.. يمكن أن تسبر أغوار تفكير هذا الرجل الذي يسلي تقاعده بأن يشغلنا بمساعيه السياسية.. وأقواله حول تعديل الدستور. تلاحظ في هذه الصور أن البرادعي نفسة زائغ البصر.. عيناه موجهتان إلي لا شيء.. غير متفاعل مع المحيط الذي تم اختلاقه من حوله.. تائه.. لا يعانق الجماهير ببصره.. يتم تحريكه من قبل مجموعات من الشباب الذين ينتمون إلي حركة ستة أبريل وارتدوا «تي شيرتات» عليها صورة نظارته وشاربه.. في مشهد تجريدي غامض المغزي.. بحيث لا تعرف لماذا ليست صورته كاملة.. ولماذا منقوصة؟! هو نفسه يعاني من اغتراب مهول مع ماحوله من زحام. وفي إحدي الصور يمد جورج إسحاق أصابعه الخمسة مفرقة كما لو انه يبعد الآخرين عن البرادعي.. تقول الصورة هنا إنه (أي إسحق) لايريد من أحد أن يقاربه.. لسان حال الصورة: ابعدوا عنه وعني.. إن إسحق هو نفسه الذي كان قد كشف عن طبيعة تعامل البرادعي مع الصلوات.. حين قال لجريدة الشروق يوم الأحد الماضي حرفيا: سوف يشارك البرادعي في فاعليات مماثلة لمشاركته في صلاة الجمعة بالحسين.. موضحا إمكانية مشاركة البرادعي في الاحتفال مع الأقباط بأعياد شم النسيم. وحين تكون الصلاة (فاعليات) فإن هذا يكشف إلي أي مدي يذهب هؤلاء نفاقا.. ورياء.. وكيف أنهم يمكن أن يوظفوا أي شيء وبما في ذلك الفرائض الدينية لتحقيق الأهداف السياسية. المغترب، محمد البرادعي، عبر عن هذا التناقض مع ماحوله في صورة سابقة نشرتها «روزاليوسف» نقلا عن وكالة رويترز، بعيد أدائه لصلاة الجمعة في مسجد الحسين، حيث بدا منزعجا، غير متوافق مع ما حوله، وكان أن وجد في أحضانه رجلاً عجوزاً.. عامله البرادعي بجفاء.. ولم يلف ذراعيه حوله.. مذكرا إياي بمشهد معروف لجميل راتب في فيلم (طيور الظلام). قراءة وتحليل الصور لايتوقف علي مضمونها وإنما علي طريقة نشرها، وهو أمر يجب أن يخضع بدوره إلي تحليل، وفي جريدة الدستور بالأمس، تلك التي انفردت مقارنة بغيرها بأن عدد من أحاطوا بالبرادعي يصل إلي ثلاثة آلاف شخص عقب خروجه من مسجد المنصورة، نشرت لقطات تشير إلي نحو خمسين شخصا أو ربما مائة.. من بينهم بالطبع الشباب الذين وظفتهم جبهة التغيير.. ولم يساعد المنفذون الجريدة.. فكشفوا أبعاد الصورة.. التي بدت في الخلفية خالية من الناس تقريبا.. ما يعني أن العدد الذي تتحدث عنه لم يكن موجودا. ورقم من أحاطوا بالبرادعي، بغض النظر عن دوافع الإحاطة، هل هي (تأييد فضول رغبة في التصوير مساندة أو غير ذلك)، ليس دقيقا بحال.. مراسلنا في المنصورة يقول إنه 400، لايزيدون بأي حال.. ولكن محرر خبر المصري اليوم قال إنهم ألف.. ومراسل جريدة الحياة اعتبرهم 1500.. ومراسل الفرنسية قال بضع مئات.. وقراءتي للصور تقول إنهم لايزيدون علي مائة بالكثير.. من بينهم عدد من المصلين. في كل الأحوال نحن بصدد صناعة وهم.. لابد من تتبعه.. إلي أن نجده يصل إلي حالته الأخيرة المتوقعة.. كما هي الحال في مسار أيمن نور.. سياسيا.. فقد كان يحيط به عشرات.. فيقول إنهم ألوف.. إلي أن نشرت له الصحف بالأمس صوراً محاطاً بخمسة أشخاص في قرية كفر المصيلحة.. وسوف يأتي هذا اليوم للبرادعي.. ووقتها لن يجد حوله كل أعضاء لجنته وجمعيته.. هذا إن وجدوه هم. اقرا ايضا فى مجله روزاليوسف : الرئيس محمد والرئيسه سلمى [email protected] www.abkamal.net