أخبار الأهلي : عاجل .. مفاجأة سارة من لاعبي الأهلي لعلي معلول فى النهائي ..تعرف عليها    «المصريين بالخارج» يطلق مبادرة مخاطر الهجرة غير الشرعية    إسبانيا تطالب إسرائيل بالامتثال لقرار محكمة العدل الدولية    برئاسة «العسومي».. البرلمان العربي يختتم جلسته العامة الرابعة    الأزهر يشارك في اجتماع اللجنة الوطنية للصحة النفسية للأطفال والمراهقين    تفاصيل مالية مثيرة.. وموعد الإعلان الرسمي عن تولي كومباني تدريب بايرن ميونخ    معديات الموت.. مواجهة نارية بين الحكومة والبرلمان.. ونواب: بأي ذنب يقتل الأبرياء؟    تأجيل محاكمة عامل أشعل النار فى شقة خطيبته بالعبور    فرقة بانوراما البرشا تفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان كان    «القومي للحضارة» يشارك في مهرجان «إنتيرميوزيوم 2024» بموسكو    5 أبراج محظوظة ب«الحب» خلال الفترة المقبلة.. هل أنت منهم؟    تابع أسعار الحديد والأسمنت اليوم 25 مايو.. عز يرتفع من جديد    بث مباشر.. الرئيس السيسي يشهد افتتاح المشروعات التنموية في جنوب الوادي    حالة الطقس غدا الأحد 26 مايو.. الأرصاد تُطلق مفاجآت مدوية بشأن الساعات المقبلة    خاص.. وفاء عامر في عيد ميلادها: «ادعولي أنا مكسورة وقاعدة في البيت»    بروتوكول تعاون بين جامعتيّ بنها والسادات في البحث العلمي    الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة.. الصوم والصلاة    83 ناديا ومركز شباب بالقليوبية تذيع مباراة الأهلي والترجي التونسي.. الليلة    وزارة الرى تنظم ندوة بالسويس لترشيد استهلاك المياه    جامعة أسيوط تخصص 100 ألف جنيه لكل كلية لجودة العملية التعليمية    توقيع برتوكول تعاون مشترك بين جامعتي طنطا ومدينة السادات    بسبب وجبة أرز وخضار.. إصابة 3 أطفال بتسمم في بني سويف    مزايا تمنحها بطاقة نسك لحامليها فى موسم الحج.. اعرف التفاصيل    العين الاماراتي ضد يوكوهاما.. تشكيل الزعيم المتوقع فى نهائي أبطال آسيا    محمد شبانة بعد تداول صورته بدلا من قيادى بالقس.ام: سأقاضى إسرائيل (فيديو)    انطلاق امتحانات نهاية العام بجامعة طيبة التكنولوجية 2023-2024    سوزوكي بالينو 2021 كسر زيرو بأقل من 800 ألف جنيه    جامعة عين شمس تستقبل وفدًا من قوانجدونج للدراسات الأجنبية في الصين    شريف إكرامي: الشناوى لم يتجاوز فى حق أى طرف حتى يعتذر    وزير الأوقاف: تكثيف الأنشطة الدعوية والتعامل بحسم مع مخالفة تعليمات خطبة الجمعة    علاج 1854 مواطنًا بالمجان ضمن قافلة طبية بالشرقية    كيف تعالج الهبوط والدوخة في الحر؟.. نصائح آمنة وفعالة    وفد برلماني بلجنة الصحة بالنواب يزور جنوب سيناء ويتفقد بعض وحدات طب الأسرة    في يومها العالمي- أضرار لا تعرفها لكرة القدم على صحة القلب    انهيار جزء من الرصيف البحري الأمريكي قبالة السواحل في غزة    باحثة بالمركز المصري للفكر: القاهرة الأكثر اهتماما بالجانب الإنساني في غزة    باحث استراتيجي: حكم محكمة العدل الدولية دليل إدانة لجرائم إسرائيل    أكاديمية الشرطة تنظيم ورشة عمل عن كيفية مواجهة مخططات إسقاط الدول    مفاجآت جديدة في قضية «سفاح التجمع الخامس»: جثث الضحايا ال3 «مخنوقات» وآثار تعذيب    وزير الخارجية يجري زيارة إلى بيت مصر بالمدينة الجامعية في باريس    داعية: الصلاة النارية تزيد البركة والرزق    وزير الري: مشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط يخدم الدول الإفريقية    ضبط 14 طن قطن مجهول المصدر في محلجين بدون ترخيص بالقليوبية    شيماء سيف تستفز ياسمين عز في تصريحات عن الرجال.. ماذا قالت؟ (فيديو)    المفتي: لا يجب إثارة البلبلة في أمورٍ دينيةٍ ثبتت صحتها بالقرآن والسنة والإجماع    "كولر بيحب الجمهور".. مدرب المنتخب السابق يكشف أسلوب لعب الترجي أمام الأهلي    إنبي يكشف حقيقة انتقال أمين أوفا للزمالك    مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتفقد محطات الصرف الصحي والصناعي بالعاشر    برنامج تدريبى حول إدارة تكنولوجيا المعلومات بمستشفى المقطم    نهائي دوري أبطال إفريقيا.. الملايين تنتظر الأهلي والترجي    متصلة: أنا متزوجة وعملت ذنب كبير.. رد مفاجئ من أمين الفتوى    عيد الأضحى 2024 الأحد أم الاثنين؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    غرفة شركات السياحة: تأشيرات الزيارة لا تتيح لحاملها أداء فريضة الحج    مباحثات عسكرية مرتقبة بين الولايات المتحدة والصين على وقع أزمة تايوان    استعلم الآن.. رابط نتيجة الصف الخامس الابتدائي 2024 الترم الثاني بالاسم والرقم القومي    المدارس المصرية اليابانية تعلن بدء التواصل مع أولياء الأمور لتحديد موعد المقابلات الشخصية    "كان يرتعش قبل دخوله المسرح".. محمد الصاوي يكشف شخصية فؤاد المهندس    مواعيد مباريات اليوم السبت والقنوات الناقلة، أبرزها مواجهة الأهلي والترجي في النهائي الإفريقي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنيس الدغيدي يحاكم البرادعي (2- 2)
نشر في مصر الجديدة يوم 04 - 03 - 2010

لقد صرَّح الدكتور البرادعي بأن نصيبه من جائزة ستذهب إلى دور رعاية الأيتام في بلده مصر وأن نصيب الوكالة سيستخدم في إزالة الألغام الأرضية من الدول النامية.
وليسمح لنا أن نسأله- لو لم يضايقه- هل تم التبرع فعلاً بنصيبك من الجائزة إياها لدور الأيتام في مصر؟!
وإن كان صدرك أكثر اتساعاً فهل لنا أن نسألك عن مليارات الوكالة التي بلغ إنفاقها في عصرك 36 مليارا و800 مليون دولار مصاريف إدارية في 12 سنة فقط وهل يمكنك أن تفسر لنا ماذا تعني مصروفات إدارية؟ فهل هي تعني مصروفات نثرية وخلافه؟ أم مسح زور؟ فحين نعلم أن تاريخ الوكالة قبلك لم ينفق نصف هذا المبلغ الضخم منذ أن تأسست في 29 يونيو 1957، ثم يأتي البرادعي في 9 أغسطس 2009م ويصرح بأنه نادم على أنه سكت على الغزو الأمريكي للعراق .
"إن البرادعي وأعضاء مجلس الأمن الدائمين على الأقل كانوا يعلمون أن واشنطن تعِدُّ العدة لغزو العراق ولكنها تبحث عن حيثيات ووثائق تستند إليها في هذا القرار وكانت البداية الفعلية في خطة الغزو وأدواته القانونية هي قرار مجلس الأمن رقم 1441 لعام 2002م الذي فرض تفتيش العراق بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية وهو نفس العام الذي بدأ فيه شارون خطته للقضاء على الانتفاضة تزامناً مع صدور مبادرة السلام العربية وهو نفسه عام صدور قانون القدس الذي التزمت فيه الإدارة الأمريكية قانونًا بتنفيذ مقولة "القدس عاصمة أبدية ودائمة ل "إسرائيل" .
معنى ذلك أن قرار التفتيش صدر عن وعي من الجميع بأنه الأداة الدولية الأولى المؤدية للغزو ولا يقدح هذا القول فيما أكده وزير خارجية فرنسا ديفلبان في جلسة مجلس الأمن الشهيرة وهو غريم ساركوزي الذي صار رئيسًا للوزراء فيما بعد أن قرار التفتيش لا يعطي واشنطن رخصة غزو العراق، ورغم وضوح نية الغزو التي صدر في ظلها وتمهيداً لها قرار التفتيش والذي منح فرق التفتيش (UNMOVIC ) و(فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية) رخصة مطلقة في العمل في كل شبر في العراق .
فتحية شكر وإعزاز لهانز بليكس الشريف الذي وقف في جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة للاستماع إلى تقرير التفتيش الذي يعتبر حاسماً بالنسبة للمسار الذي ستسلكه الأزمة وقال بليكس قبل استقالته وهو مدير الوكالة : " إن معظم عمليات التفتيش الأخيرة تمت دون معرفة مسبقة من العراقيين بقدوم المفتشين للمواقع التي خضعت للتفتيش" .
وأضاف : "إن عمليات التفتيش تمت دون مشاكل وأن تحليل العينات الكيماوية التي أخذت من المواقع لم تظهر وجود أي اختلاف مع الإقرارات العراقية كما قال إنه لا توجد دلائل على أن أحداً قد أبلغ عن قدوم المفتشين إلى المواقع ولم نجد أية مؤشرات على وجود أسلحة دمار شامل" .
وهكذا خرج بليكس خالي الصفحة نقي السريرة ليهنأ بالنوم قرير العين مرتاح الضمير أم البرادعي فقد خرج نادماً حانقاً طالباً المغفرة والصفح حتى بلغت به الهرطقة مداها فجاء يطلب مقعداً آخر في مصر وهو رئاسة الدولة ويبقى سؤال : كيف يكون موقف هانز بليكس مدير عام الوكالة أشرف وأنصع وأعدل وأعظم من موقف محمد البرادعي في المسألة العراقية؟ بعد أن قدم لبوش لحن الحرب وعزف له أنشودة الخراب على أنقاض الوطن وجُثث الشعب العراقي .
نكرر يجب أن يُقدَم الدكتور محمد البرادعي للمحاكمة الجنائية على موقفه وتقاريره من الحرب على العراقف والشهود لا يزالوا جميعاً أحياء والتقارير حية ترزق والملفات محفوظة رهن إشارة البدء، لذلك لم يكن غريباً أن يتقدم المواطن العراقي عبد السلام العبيدي بدعوى قضائية إلى قضاء الموصل ضد الدكتور محمد البرادعي "أثناء" رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية متهمًا إياه بتضليل الرأي العام العالمي بامتلاك العراق أسلحة نووية وتقديم المبرر للتحالف الدولي لاحتلال العراق واتهمه بالتآمر مع أمريكاوبريطانيا لهدم العراق ووضع في رقبته نصف مليون شهيد وقتيل وتدمير شعب وتشريد 8 ملايين عراقي وألحقت أضراراً مادية جسيمة تقدر بآلاف المليارات من الدولارات وتدمير دولة بأكملها، وطالب العبيدي "باتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق البرادعي .. وأثارت الدعوى غير المسبوقة ردود أفعال متباينة لدى ذوي الشأن القانوني حيث طالب المحامي العراقي محمد يونس بأن "على المحاميين جميعهم أن يساندوا المشتكي في دعواه لأنه واجب وطني قبل أن يكون شخصياً ويمكن مع كل ما جرى للعراق ليس منذ الاحتلال فقط وإنما منذ العام 1991 "وهو تاريخ بدء الحصار الاقتصادي على العراق" أن تقام آلاف من الدعاوى ضد من تسببوا بالدمار للعراق وشعبه" .
يوم الأربعاء 17 يونيو 2009 "يوم عيد ميلاده" أتحفنا الدكتور البرادعي بهدية كبيرة حين صرَّح قائلاً : " إن العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين سُحق لأنه لم يمتلك سلاحاً نووياً" ثم انتقد النظام الدولي الراهن المقيّد لانتشار الأسلحة النووية واعتبره "غير منصف ويفتقد إلى النزاهة والعدالة" الله فلماذا لم تعلن ذلك خلال 12 سنة لرئاستك للوكالة يا دكتور وتعلنه قبل رحيلك من الوكالة بأيام قليلة بعد أن تقرر عدم التجديد لك؟
ثم زاد في العطية وأجزل في الهدية فقال البرادعي : "إن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية من حوالي 33 عاماً وفقًا لوثيقة سرية للمخابرات الأمريكية إلا أنه لا يتم إبداء اعتراضات على الممارسات الإسرائيلية بل ويتم التستر عليها في الوقت الذي شكلت مشكلة السلاح النووي مبرراً لدخول قوات الاحتلال الأمريكية لبغداد وإسقاط النظام العراقي السابق" والنبي ده كلام يا دكتور برادعي ؟ فأين أنت قبل ذلك وأنت تحدد بالأرقام والدقة؟ وماذا فعلتَ حينما زرتَ المفاعل النووي الإسرائيلي؟ ولماذا تركته دون تفتيش واكتفيت بإلقاء نظرة من نافذة الطائرة الهليكوبتر وعدت، فليتعجب رئيس وزراء إسرائيل إيريل شارون من صنيعك ويضحك ساخراً في تساؤل : هوه البرادعي كان في إسرائيل ليه؟
وتمتم الدكتور البرادعي لوكالات الأنباء وهو ينكس رأسه إلى الأرض خجلاً : المفاعل النووي الإسرائيلي غامض ويحتاج لرؤى سيادية عليا وحسم ليس في مستوى الوكالة " مما يجعلنا نتسائل: هل الوكالة مستواها فقط العراق وكوريا وماليزيا ودول العالم الغلابة؟ أما إسرائيل وأمريكا وبقية الدول النووية فخارج الحساب، أولى وأشرف لحضرتك أنك "كنت" تترك منصبك وتقول هذا من 1997 وتخرج بلا مقعد اشرف لك. كنتَ سأنسحب لك فوراً اليوم من انتخابات الرئاسة بل وأعطيك صوتي .. لأنك مثالاً للشرف والنزاهة، لكن الأمر الآن مختلف تماماً يا دكتور .
وانظر سلمك الله لدقة الدكتور البرادعي في الأرقام حين شدد على أن السبيل الوحيد لضمان مستقبل آمن هو: "نزع الأسلحة النووية وعلى نطاق واسعة بقيادة الدول النووية التي تمتلك مجتمعة 27 ألف رأس نووي".
يعني الدكتور البرادعي يحصي تماماً بما لا يدع مجالاً للريب عدد الدول النووية وعدد الرءوس النووية المحظورة ولا يتخذ موقفاً إلا على الدول التي "لا تمكتلك سلاحاً نووياً" خدمة للولايات المتحدة صانعته وحماية لمصالحها ولو تعارض ذلك مع الفضيلة والنزاهة والعدل وشرف المهنة وقداسة المنصب الرفيع .
وأجدني مضطرا لأن أقذفك عزيزي القارئ بهذه المفاجأة حين صرَّح الدكتور البرادعي "ومن فمك ندينك" عن اليهود: "لا أستطيع أن أخفي شعوري بالحزن العميق لستة ملايين يهودي أبيدوا في المحرقة.. يرحمهم الله "
فلا يرحمك الله يا دكتور برادعي ويغفر لك خطاياك، يا من تطلب المغفرة لليهود وتحزن على فقدهم .
ولستَ تدري بالضبط حكاية الدكتور البرادعي مع العالم الباكستاني الكبير والشهير عبد القدير خان ولإبراز ولاء البرادعي المطلق لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية فإنه في يناير 2008 أعرب عن قلقه- دون أن يُسأل أو يُطلب منه- من وقوع الترسانة النووية الباكستانة بأيدي جماعات متشددة في باكستان وأفغانستان وأضاف البرادعي في وشاية واضحة ضد العالِم النووي الباكستاني عبد القدير خان نصاً : "إن شبكة عبد القدير خان عابرة للمحيطات تمتد من ماليزيا إلى تركيا" ولكنه هذه المرة يقدم الوشاية ضد دول إسلامية ناهضة وأكمل البرادعي حديثه بقوله : "إن عبد القدير خان خلال زيارته دولاً عربية كان قد عرض مساعداته النووية لهم لأسباب عقائدية" وذلك تعبير واضح من البرادعي عن خشيته من امتلاك المسلمين لأي قدرات نووية هذا بالضبط ما قاله المسلم محمد البرادعي .
ومن نوادر وطرائف ما قاله البرادعي وقدمه للولايات المتحدة وإسرائيل من معلومات دون أن يُطلب منه ذلك موقفه من سوريا الشقيقة .. وقد نشرت جريدة الدستور في 6/11/ 2008 علي لسان "جريجوري شولت" المندوب الدائم للولايات المتحدة في الوكالة الدولية ومكتب الأمم المتحدة في فيينا أن البرادعي أكد للوكالة في ابريل 2006 بأن سوريا أقامت منشأة سرية في الصحراء قرب مدينة "الكبار" وأنه يعتقد - أي البرادعي- أن هذه المنشاة مفاعل نووي ليس للأغراض السلمية يتم بناؤه سراً ويمثل خرقاً من جانب سوريا لاتفاقها مع الوكالة وأن هذا المفاعل يتم بمساعدة كوريا الشمالية وبصفات مشابهة لمفاعلها في "يونجيبون" الذي يتم إبطال مفعوله الآن ولكن تم استخدامه لإنتاج مادة " البلوتونيوم" المستخدمة في الأسلحة النووية لكوريا الشمالية .
فتقوم إسرائيل بتدمير المفاعل النووي السوري في سبتمبر 2007 ثم طيرت تحية حب وشر للدكتور البرادعي على المعلومة المجانية .
ولا يكتنفي البرادعي بذلك فيقرر وهو يصرِّح أمام الصحفيين بأنه : "لا يستطيع أن يؤكد وجود أسلحة نووية في سورية ولكن يجب إعادة تفتيش الكثير من المواقع العسكرية السورية لأنه تنقصه المعلومات عن النشاط النووي السوري وهي ذات اللعبة التي مارسها الجاسوسان "رالف إكيوس" ومن بعده "ريتشارد بتلر" في العراق".
أما عن موقف الدكتور البرادعي من مصر بلده التي جاء إليها اليوم يطلب ودها ويمثِّل على شعبها دور المُخلِّص والمسيح الجديد والنبي السياسي الذي يحمل المفاتيح السحرية والحلول الأبدية لمصر من خلال البحث عن مقعد الرئاسة فلا أجد خير من شهادة صديق عمره رفيق رحلته الدكتور والعالِم الكبير يسري أبو شادي كبير المفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية حول : في التقرير الأخير للوكالة الدولية كان هناك موقف مغاير وضد مصر التي ينتمي إليها البرادعي كيف تفسر ذلك ؟
أجاب الدكتور أبو شادي بقوله : موقف الدكتور البرادعي ضد مصر غريب إذ قال التقرير: "هناك جزيئات وجدت من يورانيوم عالي التخصيب...." وكنت وقتها لا أزال في الوكالة - الكلام للدكتور يسري أبو شادي- في الحقيقة وجهتُ لوماً للوكالة وللدكتور البرادعي شخصياً لأنه صدَّق على التقرير .. وكان اللوم على أنه وضع هذه الفقرة ضد مصر لسبب بسيط وهو يعرف وكلنا نعرف أن هناك مئات العينات التي نحللها كل عام وهذه العينات سليمة وليس بها مشكلات وتحليل العينات في غاية الضعف وليست وسيلة قوية والوكالة مع الأسف مع المخابرات الأميركية استغلوها تجاه دول بعينها .. فليس هناك دولة غربية مهمة ويحدث معها أن العينة لا تنطبق عليها الكلام الذي يقوله العامل في المنشأة فلماذا لم يذكر هذه الدول وذكرت مصر فقط أو إيران أو سورية أو كوريا الشمالية .. جميع مشاكل البرادعي وجميع الأزمات التي عملتها الوكالة نجد أنها في دول الشرق الأوسط وإيران وكوريا الشمالية وهذه الدول "اللي مش ماشية" مع سياسة أميركا والغرب .. وقد طلبتُ من البرادعي أكثر من مرة أن يكون حذراً قبل أن يصدّق على التقرير لكنه لم يستمع إليّ وعندما خرج التقرير قامت أجهزة الإعلام بعمل دعاية قوية له خصوصاً إسرائيل وطلبتُ منه أن يبرر للشعب المصري وحاولتُ التقليل من أهمية هذه الجزيئات وأنها لا تساوي شيئاً لكنه لم يقل شيئاً وعندما كنت على وشك الخروج من الوكالة كان قلقاً مما سأقوله عندما أخرج من الوكالة وكان يرسل إلي مدير الشؤون القانونية لديه فقلت له إن أحد الأشياء المتعلقة بمصر يا ليت البرادعي يقول لي: لماذا يفعل ذلك بمصر ويضع هذه الفقرات عنها وعن سورية " .
انتهت إجابة الدكتور يسري أبو شادي ولم تنته بعد محاكمتنا للدكتور البرادعي .. فلا تزال المحاكمة مستمرة من أجل مصر والحق والحقيقة .. لا من أجل كرسي السلطة في مصر لنبحث معاً عن إجابات لعشرات الاستفهامات والاتهامات العصية على الفهم ومنها : أين كانت هذه الهالة اللامعة للبرادعي قبل ذلك وهو في منصبه ولماذا فجأة تحول إلى نبي سياسي جديد يحيطه كل هذا الحشد والقبول من فاقدي الخبرة السياسية وعديمي الوعي العلمي والإدراك والبصيرة بتاريخه المشبوه وسمعته محل الريب ؟
"انتخبوا الدكتور البرادعي رئيساً للجمهورية "
تحت هذا الشعار ندد البعض ولوَّح عدد غير قليل وتتحمس لها وله الكثير من الصحف المستقلة والمعارضة ووسائل الإتصال والأعلام الخاصة .
والرجل حُر في أن يعلن ما يشاء من دعاوى وفقاً لكما يكفله الدستور والقانون .
ولم تثبت الوقائع أو الأحداث أنه توجد ثمة خصومة بيني وبين الرجل على ميراث أو أو نزاع قضائي على مصر .
لكنني أردتُ فقط أن أجلِّي الحقائق للعامة من الناس الذين خُدِعوا في الدكتور البرادعي .. لكن الذي قَضَّ مضجعي وأرَّق وقتي وشغل فكري وهدهد شعوري هو هؤلاء الذين كنتُ أعدهم من الصفوة أو حتى شروع فيها والذين هرولوا إليه استقبالاً في مطار القاهرة أو تأييداً صحفياً أو فتحاً لقنواتهم وفضائياتهم وصحفهم على البحري مفتوحة مُشرَّعة بانتظار مدد ومداد مولانا أبي البركات الدكتور محمد البرادعي الفاتح العظيم
فكيف كانوا يقرأون ويحللون ويعرفون عن الدكتور صاحب البركات ؟
وأين كانوا من كل ما سبق أن بيِّنَّاه وأوضحناه لهم ؟ هل كانوا مُغيبين خارج حدود الزمن واللعبة السياسية ؟ علماً بأنهم يتشدقون دوماً أنهم من فئة الصفوة وخبراء السياسة وجهابزة اللعبة وسدنة المرحلة وخلاصة الخلاصة من عطارة كيمياء المفهومية والعبقرية .
من حق الدكتور البرادعي أن يترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية أو المجالس النيابية أو حتى الانتخابات المدرسية إذا كان ذلك يتوافق مع الشروط التي يكفلها الدستور والقانون في المترشح .. ولكن ليس من حق أي إنسان مهما كان أن يتجاسر على الدستور والقانون فيطلب أن يُعدَّل من أجل سواد عيونه وجمال خطوته
والبرادعي هو آخر واحد في صفوف الذين يمكن أن يطالبوا بتغيير الدستور نظراً لأنه كان غائباً ودوماً خارج الصورة ولا يعرف إلا النذر اليسير عن قضايا وظروف وأحداث ومتطلباتها في مصر الداخلية .
ثم أنه : مَنْ للبرادعي بالسياسة ؟ ومتى مارسها ؟ أو حتى كتبها فِكراً وتنظيراً ؟ إذ جلس أمام الإعلامية منى الشاذلي منذ أيام وهي تواجهه بسؤال : هل لديك برنامجاً وأوراقاً وخطة للتغيير الفعلي " وأذكر أنني أجبتُ قبله : "لا يا مُنى" . فتعجب بناتي وزوجتي من حولي حينما أجاب الدكتور البرادعي بقوله نصاً : لا يا منى مافيش لا برنامج ولا ورق ولا حاجة .. بس احنا لازم نتغير .. عايزين ديمقراطية وتغيير كفاية بقى الحكم الفرعوني لازم ننتقل للحكم الجمهوري الديمقراطي .
في الحقيقة أنا ذُهِلت .. أولاً من عدم رد الأخت منى الشاذلي التي اكتفت بابتسامة وبراءة الطيبين في عينيها ولم تسأله : - هيه كانت ثورة 23 يوليو بتلعب يا مولانا ؟ بل ولم تسأله: عن أي ديمقراطية تبحث وأنت تتحدث الآن في قناة فضائية للعالم كله من مصر الفرعونية التي بلا ديمقراطية –كما تزعم- وستخرج إلى بيتك سليماً مُعافى وغداً –كما أعلنتَ- ستذهب لصديقك عمرو موسى للتشاور والتفاوض كل هذا دون أن يُقال لك ولا لغيرك ثلاث الثلاثة كم؟ دون النظر لقانون الطوارئ لتعلم أن قانون الطوارئ لا يُطبق إلا على الإرهاب فقط .
وجدير بالذكر أن أقول بأن صديقي الأستاذ أحمد فراج المحامي يتصل بي كل يوم أكثر من 20 مرة ليطمأن عليَّ منذ أن أعلنت ترشيحي لانتخابات الرئاسة ليسألني بلهفة صديق العُمر : أنت سليم أم قبضوا عليك وكذلك أمي السيدة القروية البسيطة مهلاً .. مهلاً .. فلا تزال في مصر ديمقراطية وحرية رأي يا دكتور برادعي ينبغي أن نصحح مفاهيمنا وأن ننقي تصوراتنا التي يرردها لنا أبواق الخارجون والمارقون وعبدة المعارضة والنطح لمجرد النطح والقدح بلا نصح أو بينة أو دليل .
ويبقى سؤال يطنطن به البعض : يا أخي الدكتور محمد البرادعي عالم جليل وحاصل على جائزة نوبل .
أما وقد بينَّا جائزته وجلاله ومواقفه من مصر والعرب والإسلام وكذلك مواقفه من اليهود وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية .. فيبقى أن أجيب عن تساؤل هل الدكتور البرادعي عالِم جليل ؟ أو حتى عالم مش جليل ؟
كما أوضحنا أن الرجل يحمل ليسانس في الحقوق ثم دكتوراه في القانون الدولي ولم يثبت لدينا ألبتة أن الرجل دخل معامل تجريب كالحسن ابن الهيثم أو ابن سينا جاليليو أو دلف الرجل ولو بالخطأ إلى غرفة أبحاث كإسحق نيوتن أو جابر بن حيان أو حتى قُبِض عليه متلبساً بدخول غرفة عمليات كالعالِم الدكتور الجليل مجدي يعقوب .. فمن أين منحتم الدكتور البرادعي لقب عالم وجللتموه كمان ؟
ناهيكم عن تاريخه الذي أوضحته لكم .. والذي أحتفظ بمعظمه بعد للمعارك القادمة ومفاجآتها فهناك مناطق في المعركة أتعفف عن الدخول فيها الآن .. فكيف أصبح الرجل عالماً ؟
ثم .. لم يثبت لنا التأريخ ولم تؤكد لنا الجغرافيا ولم تنقل لنا أحاديث السياسة لا بالتواتر ولا بالنقل ولا بالعقل ولا بالمأثور ولا بالمنقول ولا بأحاديث الآحاد ولا حتى بالموضوع والمدلس والمكذوب أن العلماء تبوأوا مقاعد الرئاسة والسياسة .
تقول الوقائع والتآريخ لنا أن العالم الجليل بنيامين فرانكلين وهو أحد أهم وأبرز مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية والذي ولد في 17 يناير 1706 وتوفي 17 أبريل 1790 وهو صاحب الإختراعات الشهيرة ومنها أنه اخترع مانع الصواعق والنظارة ثنائية البؤرة وعداد المسافة وموقد فرانكلين كما أنه هو أول من اختلق كلمة electricity التي تعني كهرباء بالعربية كما أنه أول من درس الكهرباء علميا من بعد طالس في حقبة الثورة الصناعية كما أنه هو من أثبت أن البرق عبارة عن كهرباء عندما قام بتجربة خطرة كادت أن تودي بحياته عرّض فيها طائرة هوائية للصواعق فانجذبت نحوها فلما اندلعت بها الصاعقة احترقت من فورها .. إنه عالم بحق ودكتور بصدق وخادم للبشرية بكل يقين وليس بائع شعارات ولا تاجر وهم وكذاب زفَّة ولا دجال جديد باحث عن مقعد وثير بعد هرطقة التقاعد .
وبنيامين فرانكلين كان مؤلفا طابعا صاحب هجاء سياسي عالم ومخترع ورجل الدولة ودبلوماسي وكان شخصية رئيسية في التنوير وتاريخ الفيزياء حيث كان صاحب تجارب ونظريات واكتشافات متعلقة بالفيزياء وكان مهتما بمجالي العلم والتكنولوجيا واكتسب شهرة دولية بسبب تجاربه الشهيرة .. لعب دورا أساسيا في تحسن العلاقات الأمريكية الفرنسية في الفترة بين 1775 و1776 .. في آخر حياته أصبح واحدا من أبرز دعاة إلغاء حكم الإعدام وبعد وفاته كرمته أمريكا بطبع صورته على ورقة العملة الوطنية من فئة المئة دولار .. وكان أحد قادة الثورة الأمريكية وآباؤها الشرعيين وحين نجحت الثورة في 4 يوليو 1776 جلس مجلس القيادة في استشارة طويلة امتدت لأيام وقرروا اختياره رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لكونه رشيد وعالم جليل وذا خبرة وكان عمره 81 سنة فرفض بنيامين فرانكلين قائلاً : "منذ متى كان العلماء ساسة ؟" هكذا رفض بسؤال حاد ومباغت ثم أردف فرانكلين: "العلماء لم يخلقوا سوى للعلم أما السياسة فلها أهلها وفرسانها لقد صنعنا الثورة من أجل الولايات المتحدة الأمريكية والذي يجب أن يحكم هو الشعب الأمريكي لذا يجب أن نصغ دستوراً يضعه الشعب ويقره الشعب الأمريكي بنفسه ولنفسه فهو وحده صاحب الحق في الحكم" .
هذا ما نادى به العالم الجليل بنيامين فرانكلين أما الأخ الدكتور البرادعي فلم يقل سوى : أريد أن أفعل .. أريد أن أحقق .. أنا أرى .. أريد أن أغير ولا دور للشعب في خيالات جنابه
إذن بنيامين فرانكلين قرر أولاً أن العلماء لا تحكم .. ثم قرر ثانياً أنه يجب أن يقوم دستوراً لبداية الدولة الأمريكية .. ثم قرر ثالثاً أن يصيغ الدستورَ الشعبُ نفسه .. ثم قرر أخيراً أن يحكم الشعب نفسه بنفسه .. وعلى ذلك قرر جان جاك روسو في "العقد الإجتماعي" وهو ينظِّر للثورة الفرنسية والتي أخذت منها شتى الثورات والدساتير .
فأي ردة سياسية وسيادية تريد أن تعيدنا إليها يا دكتور برادعي في العبث بالدستور الذي تم تعديله منذ خمسة أعوام فقط ؟ لماذا لم تأتِ وتعترض على الدستور في حينه عام 2005 بصفتك مواطن مصري مسموع الكلمة ومرهوب الجانب وصاحب كلمة مؤثرة في المجتمع الدولي –كما تظن وتعتقد- ؟ طالما أنك ارتأيتَ أن ذلك التعديل الذي حدث ليس في مصلحة الشعب والمواطن .
أم أن المسألة توقيتات مصلحية ومسرحية مؤقتة ومحددة ومرتبطة بالمصلحة الخاصة ؟
ألستَ من سادة مفسرين القوانين كما تدعي ونحسبُك كذلك ؟ أم أنك كنتَ غائباً عن الصورة منذ قرابة 40 سنة ثم خرجت من القمقم قومة أهل الكهف فتريد أن تغير الأخضر واليابس بعد أن أبدت ودمرت الخضراء واليابسة في العراق بسبب كرسي الوكالة ؟ فجئتَ تبيده وتدمره أيضاً بسبب كرسي الرئاسة ؟
دعني أذكرك ماذا فعلت الولايات المتحدة الأمريكية بعد الثورة يا دكتور .. جلست الولايات المتحدة بلا دستور حتى 4 مارس 1779 وهو تاريخ صدور الدستور الأمريكي .. أليس كذلك؟
والسؤال هنا : لماذا عاشت الولايات المتحدة بلا دستور لمدة ثلاث سنوات ؟ هل لأنهم للا يعرفون الكتابة ولا الورق ليدوِّنوا دستوراً ؟
الجواب كلا يا دكتور فالصيني تسي آي لون اكتشف الورق عام 105 ميلادية وجوتنبرج اخترع آلة الطباعة عام 1445 ميلادية أي قبل الثورة الأمريكية بأكثر من ثلاثمائة سنة .. لكن العلة هنا يا دكتور برادعي أنهم أرادوا أن يصيغوا دستوراً لا مرية فيه ولا ريب عليه ولا مؤاخذة تشوبه ورغم كل هذه الدقة فقد طالته يد التعديل عام 1791 وهو تاريخ التعديل الأول للدستور الأمريكي أي بعد 12 سنة من إقرار الدستور أول مرة في 4 مارس 1779 .
فكيف تريد أن تُسن هذه السُنمة السيئة يا دكتور وتعيدنا إلى جاهلية لم تكن مستحدجثة ولا منطوق بها في العصورالدستورية الغابرة في أي بقعة من العالمين حين تنادي "مشترطاً" تعديل الدستور علشان مزاجك ؟ حضرتك تريد جزمة على مقاسك وحاشا للدستور أن يكون مركوباً يعبر بك إلى كرسي السلطة بعد أن أكدت التجربة أن جميع مقاعدك ملوثة ومطعون على نزاهتها .
والله عيب مرشح يشترط تعديل الدستور ؟ من أجل أن أشرفكم بدخولي الانتخابات رغم أن هناك حزباً ناشئاً يدعوك للدخول به هذا للأسف خروج على الآداب الدبلوماسية والسياسية وربما الأخلاقية والأعراف الإنتخابية أيضاً .
ويالاحلم الرئيس مبارك حقاً .. هذا لَيَّ لذراع النظام يا دكتور برادعي لا ينادي به إلا مدعوما ولا يتفوَّه به إلا مسنودا ولا يهرطق به إلا مجنوناً .
لا أعتقد أنك تجهل يا دكتور برادعي أن هناك فرق شاسع بين ممارسة السياسة وممارسة الدبلوماسية شتان يا دكتور بين من يصدرون القرار وبين من ينفذونه .
وأنت طوال حياتك المهنية رجل تنفييذ .. لم تكن قط رجل إصدار أو صنع قرار .. فكيف تريد أن تتحول بقدرة قادر إلى رئيس دولة صانع قراروقائد أمة وسيد قومك وصاحب سُلطة إصدار وصناعة القرار ؟
أنت رجل تنفيذي فقط .. ودورك على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان دوراً تنفيذياً وفنياً فحسب تصيغ التقارير بناء على واقع حدث وفي أغلب القراءات والروايات مأمور به ومطلوب صياغته مسبقاً أي أن دور الوكالة هو وفقاً لقراءة ورش الشاذة هو جدور مشكوك في عنعنته وتخريجه ومصدريته وأصوله طالما أنك أقررت بنفسك –بعد خروجك- أن معايير الوكالة مزدوجة وسيادتها ليست نزيهة
يعني حضرتك عملت 12 سنة في مؤسسة غير نزيهة وتريد أن تحكم مصر النزيهة وفقاً لأُسس وقواعد تنشَّأتَ حضرتك عليها في الوكالة للأسف غير نزيهة ؟
وعن سؤال : لماذا ترفض ترشيح البرادعي كرئيس لمصر ؟ أجاب العالم الكبير الدكتور المهندس يسري أبو شادي " صديق عمرك ورفيق رحلتك في الوكالة فقال بالحرف الواحد : "مواقفه لينة للغاية وهي تتماشى مع المتطلبات الغربية كما أن له تاريخاً ممتداً من التأييد الواضح لواشنطن وتل أبيب وأحذر المصريين منه فهو بعيد عن مصر منذ 35 عاماً ولا يمتلك بتقديري مواصفات رئيس الجمهورية فكيف يفكر في ترشيح نفسه في هذا التوقيت .
وأكد الدكتور أبو شادي : "مشاكل الوكالة الدولية زادت في عهده كما أنه لم يتعامل بحسم مع حرب العراق .. كما وضع تقريراً كنت قد أعددته عن البرنامج النووي العراقي في الأدراج المغلقة .. " ثم أردف الدكتور أبو شادي : البرادعي عاش أكثر من 35 عاماً في أميركا والغرب بعيداً عن مصر وبعيداً عن مشاكل مصر .. هل هذه الشخصية المناسبة لتولي حكم دولة كبيرة مثل مصر بمشاكل عدة ؟ ما هي خبرته لكي يحكم دولة مثل مصر بجميع مشاكلها؟ والشيء الآخر أن البرادعي شخصية ديبلوماسية والناس تخلط بين السياسي والديبلوماسي وغالبية القرارات التي أصدرها البرادعي كانت لمصلحة الغرب لأنه كان يستطيع إقناع الدول النامية لتسير القرارات التي يريدها الغرب وهو يجيد ذلك .. أما السياسي فهو الإنسان الذي مارس السياسة من خلال مجتمع حقيقي وليس منظمة أمم متحدة فنحن داخل الأمم المتحدة ليس أمامنا مشاكل دولة مثل مصر وهذه ليست مواصفات واحد يحكم دولة .. وهناك نقطة كنت أتضايق من البرادعي فيها أنه لا يتحدث في كثير من الموضوعات بلغة واحدة وأعتقد أن الكثير فطن لهذا في الأزمات وعندما كانت هناك أزمة إيران وسورية والكلام عن مصر فإنه عندما كان يذهب إلى تلك الدول كان يتحدث بلغة أن تلك الأمور سهلة وليس بها مشكلة لكن عندما يعود إلى فيينا أو يسافر إلى أميركا يكون هناك وجها آخر ففي جميع تقاريره لا تزال سورية متهمة ويقول إن سورية كانت تقوم بعمل مفاعل وأن تقرير المخابرات الأميركية يبدو أنه سليم .. وعندما قالت سورية إنه من المحتمل أن إسرائيل قد ضربت الموقع باليورانيوم المخصب قال إن التقرير الإسرائيلي "يبدو أنه سليم" .. ولكن من أين عرف أن إسرائيل ضربت أم لا من دون أن يحقق في الأمر لكنه بسرعة يؤيد أميركا أو إسرائيل وبلغته الديبلوماسية يقول إنه لم يتهم لكنه كتب ذلك في التقرير وأنا أنبه المصريين أن يحذروا هل هو ذلك الشخص الذي يمكن أن يثق به فيمكن أن يعطي وعوداً وبعد ذلك تعالى حاسبه سيتحدث معك بلغة مختلفة وهذا ما رأيناه طوال الأعوام الماضية" .. انتهى كلام الدكتور يسري أبو شادي .
ويبقى السؤال المهم :
مَنْ الذين يؤيدون الدكتور البرادعي في مسألة ترشيحه داخل مصر ؟
ثم يباغتنا السؤال الأهم والأخطر :
مَنْ الذين يدفعون الدكتور البرادعي للترشيح وخوض انتخابات الرئاسة في مصر ؟
إذا علمنا –كما ذكرنا- آنفاً في معرض هذه الحلقات أن الدكتور البرادعي صنيعة اليهودي الصهيوني هنري كيسنجر وربيب كورت فالدهايم .. أي المؤيَّد بكيسنجر والمُعزَز بفالدهايم والمبعوث رحمة من السادات فاعلم أن هوية الدكتور المذكور أمريكية إسرائيلية صِرف
وإذا علمت مواقفه الأخيرة الحنونة والصديقة والحليفة من إيران فاعلم أن الدكتور المذكور صار درويشاً في مدرسة الشيعة الإيرانيين .. مما يدفعنا ذلك لسؤاله –من عشمنا- حين أتى يوم الجمعة الماضية من فيينا : هل صلى حضرته الجمعة على المذهعب السُني أم على المذهب الشيعي أم أنه لم يُصلِ أصلاً لأنه كان على سفر ؟ ولماذا لم يختار سيادته السفر في غير يوم الجمعة حتى يصليها أم أنه قرر أن يأتي يوم جمعة يكون فيه الناس في أجازةويخرجوا لاستقباله بالملايين ؟
وطبعاً سعادته حر يصلِّي أم لا .. لكن أعتقد أن مَنْ يريد أن يكون رئيساً للدولة المسلمة يجب أن يكون مُصلياً وإلا .. كارثة
وقد كانت الحكومة بحق حكيمة- رغم أنني لا أؤمن بحكاية الحكمة دي كثيراً- وتركت مريدوه يخرجون لتأييده واسفرت الحكاية عن نُكتة
إذ خرج إليه القاعدون من مقاعد الوظائف العامة أو المحرومون من جنة القنوات الفضائية أو الحالمون الباحثون علن دور في مقدمة الصورة .. ولكن السواد الأعظم من الكم مائة الذين قابلوه كانوا من بسطاء الشعب الذين يبحثون عن إصلاح حكومي يجب أن تلتفت إليه الحكومة ويصفهم الرئيس مبارك ب " محدودي الدخل" .
فمصر لا تقبل حكاماً شيعة لدولة سُنية أو دراويش ينهلوا من تعاليم الصهيونية أو مهابيش في مدرسة الرأسمالية الأمريكية .. فحكم مصر سيادة مصرية شعبية يقررها شعب مصر بنفسه .
ويبقى تساؤل :
ماذا سيكون شعار الدكتور محمد البرادعي في انتخابات الرئاسة ؟
هل سيكون تمثال الحرية أم برجي التجارة ؟
انتخبوا الدكتور محمد البرادعي رمز تمثال الحرية
أم سيكون النجمة السداسية ؟
انتخبوا الدكتور البرادعي رمز نجمة داوود
أم سيكون انتخبوا المرجع الديني الكبير الدكتور البرادعي رمز عمامة الخميني ؟
أنا أعتقد أن شعار الدكتور في انتخابات الرئاسة سيكون :
" انتخبوا الدكتور البرادعي رمز كوبَّانية الجاز "
وذلك لخبراته السابقة في سكب الجاز على الكبريت والنفط في حريق العراق
الكاتب والروائي أنيس الدغيدي
[email protected]
مرشح انتخابات الرئاسة 2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.