سعيًا لتوصيل رسالة مفادها أن الحزب لايزال يعمل علي الساحة وأنه يستمد شرعيته عبر ميراث تاريخي طويل أكدت عليه توكيلات سعد زغلول! تكثف قيادات وفدية من تحركاتها داخل لجان المحافظات خلال الفترة المقبلة، جريًا علي نفس وتيرة الزيارات التي أجروها في كل من البحيرة ولجان الإسكندرية. وأوضحت القيادات أن الأمر لن يقتصر علي الترويج لنتائج الإئتلاف الرباعي الذي يضم الأحزاب الأربعة، وإنما امتد ليشمل بدء الدعاية الانتخابية لمرشحين بعينهم كما حدث بدائرة المطرية. وكشفت الدعاية الانتخابية المبكرة لانتخابات الشعب عن رغبة حقيقية في التأكيد علي هذه الفكرة، فضلاً عن التأكيد علي أن البرلمان مكان الأحزاب الشرعية وليس الكيانات العشوائية. وخلال الزيارات استهدفت الحملة الوفدية مطالبة الجماهير بالمشاركة في الانتخابات وعدم مقاطعتها لإحداث التغيير، في مواجهة الحملة المضادة من جانب بعض الحركات السياسية التي تلوح بدعوة الأحزاب أو الجماهير لمقاطعة الانتخابات. ولم تقتصر المحاولات الوفدية فقط علي حث «الأغلبية الصامتة» علي المشاركة في الانتخابات البرلمانية وإنما امتدت لتحذيرهم من الانسياق وراء أي مرشح دون دراسة الأمر جيدًا أو وجود ضمانات حقيقية. والفكرة الثالثة التي اتضحت خلال الاجتماعات الثلاثة أن الوفد يقوم بمحو آثار الشائعات الكاذبة حول صفقات الحزب مع الأغلبية وتوضيح الرؤية للجان المحافظات، حيث ردت قيادات الوفد علي هذا الأمر بالهجوم علي بعض نواب الوطني الذين تورطوا في قضايا ورُفعت عنهم الحصانة! وقال أحمد عودة عضو الهيئة العليا في مؤتمر القاهرة الانتخابي ما حدث كان السبب في ظهور نواب القمار والتهريب والمخدرات وغيرهم.. ولابد أن نفرض أنفسنا علي البرلمان المقبل، لأن هذا الوضع مسألة حياة أو موت... ويا نعيش أحرار أو نموت شرفاء لأن الوفد قادر علي تحمل مسئولية تداول السلطة. وأكد النائب طارق سباق علي نفس المعني قائلاً: أقول لكل من يقول الوفد عقد صفقة مع الوطني .. توكيلات سعد زغلول للشعب لم تلغ.. ومصر وفدية وستظل وفدية! وقال سامح مكرم عبيد السكرتير المساعد وعضو الهيئة العليا: لا تبيعوا أصواتكم في أي انتخابات ولا تسمحوا لأحد أن يتاجر بكم ، لأن الصوت ليس للبيع. وكان لافتاً سيطرة أجواء الانتخابات علي المؤتمرات الوفدية حيث صعد منير فخري عبدالنور علي المنصة من أجل الدعاية لنواب الوفد مجددا المطالب بمكافحة الفساد والدعوة لنزاهة وشفافية الانتخابات المقبلة. وحاول عبدالنور تبسيط برنامج الحزب الانتخابي قائلاً مطلب تعديل الدستور ليس رسالة للعلماء والفقهاء وإنما لكل مصري لأن الإصلاح يعني لقمة عيش وخدمات أفضل وتعليماً وصحة أفضل. وعبر أكثر من مداخلة شارك بها أباظة خلال المؤتمرات المختلفة كان حريصاً علي أن يؤكد علي أن الوفد ليس معارضة شارع عبدالخالق ثروت لأن الإرادة المصرية أوسع من هذا وتحتاج وجود هيكل تنظيمي وسياسي علي مستوي جميع المحافظات في إشارة لرفض الوفد أسلوب المظاهرات المتكررة التي تقوم بها بعض القوي السياسية. الرسائل التي أرادت القيادات الوفدية توجيهها لأعضاء الحزب بالمحافظات تضمنت ضرورة مراعاة أسلوب المعارضة الذي تتبعه بعض القوي السياسية وبين الظروف التي تمر بها مصر والمنطقة حيث ركز رئيس الحزب في خطابه للجان الحزب بالمحافظات علي ضرورة عدم تجاهل الظروف العصيبة التي تمر بها بسبب القلق والارتباك في المنطقة. وقال أباظة رغم أننا نعاني من انهيار المرافق إلا أنه لا يجب إنكار أن مصر دولة محورية لها تاريخ وتستحق أكثر مما هي فيه الآن موجهاً خطابه للجماهير أنتم أصحاب الوطن وإذا أهملتموه فلا تلوموا إلا أنفسكم ومصر تواجه اخطارًا كثيرة علي الجميع أن يواجهوها بعيداً عن المزايدات السياسية. وفي أجواء شبيهة بالدعاية الانتخابية هاجم أباظة استمرار سيطرة رأس المال علي العملية الانتخابية.. واعتبر أن عدم تعديل الدستور الآن سيؤدي لمزيد من المشاكل قائلاً: النواب عارفين أن الحكومة هي السبب وراء دخولهم البرلمان، ولا يمكن أن يحاسبوها، ولا يراقبوها. أما الرسالة الأخيرة والمحورية التي أراد أباظة نقلها للمحافظات هي أن الحزب بشكل مؤسسي لم يدعم مرشحًا بعينه للرئاسة ليدعم فكرة الالتزام الحزبي. ومن المقرر أن تستكمل الجولات المقبلة محافظتي أسيوط وبورسعيد إلي جانب عدد آخر من محافظات الوجهين القبلي والبحري.