عقدت لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة ندوة بعنوان "في وداع محمد جلال"، حضرها عدد كبير من الكتاب والروائيين، لتأبين الكاتب الراحل، الذي ترك للمكتبة الأدبية نحو سبعة وعشرين نصا أدبيا، فضلا عن العديد من المقالات التي كتبها في الصحافة الأسبوعية واليومية، بالإضافة إلي أعماله التي تحولت إلي أعمال سينمائية وتليفزيونية وإذاعية، ثم توفي في 22 يناير 2010 . أكد الدكتور عماد أبو غازي أمين عام المجلس الأعلي للثقافة أن بداية معرفته بجلال كانت من خلال أعماله التي تحولت إلي دراما، ثم تعرف إليه خلال عمله بالمجلس، وكانت آخر زيارة لجلال في مكتبه، بعد فترة انقطاع كبيرة، كانت قبل رحيله بأيام قليلة، كأنه كان يودعه، ثم فوجئ بخبر رحيله بمكالمة تليفونية، وكان الخبر مفاجأة بالنسبة له، علي الرغم من علمه أن حالته الصحية كانت متدهورة في الفترة الأخيرة من حياته. ومن جانبه أكد الكاتب خيري شلبي مقرر لجنة القصة بالمجلس أن جلال كان من أسرع كتّاب الرواية وصولا للتليفزيون بأعمالهم، لاحتوائها علي مادة مليئة بالصراعات المتنوعة، كما يمثل جلال حالة فريدة من كتاب مصر المعاصرين، فبرغم المثابرة والجد والإخلاص، وعلي الرغم من غزارة أعماله وتميزها، فإنه عاني من سوء الحظ. تحدثت الإعلامية عفاف جلال شقيقة الكاتب الراحل عن العلاقة الأسرية التي تربطها بجلال، حيث تربيا مع والدتهما التي كانت تعشق الأدب ووالدهما الذي يعمل كان يعمل محاميا، وكان جلال يعشق السياسة منذ صغره، لذلك اقترح علي والدته أن يقوم بعمل مجلة "أخبار الجامعات" توزع داخل الجامعة وكان الطلبة يتجمعون في منزله لكتابة الموضوعات الخاصة بالمجلة. كما أوضحت عفاف أن جلال كانت تربطه علاقة عاطفية قوية بزميلة له في الجامعة، ولكن والدته أقنعته بأن فرصة الزواج غير مناسبة في هذه الفترة، وعليه أن يتفرغ لعمله ودراسته، ومن هنا قرر أن يثبت وجوده داخل العمل الأدبي حتي استطاع أن يضع بصمة ويصنع اسما في الوسط الثقافي، علي الرغم من أن الكثير من السيدات كن يحببنه ومنهن من طلبنه للزواج، لكنه ظل رافضا لفكرة الزواج تماما، ثم تزوج في الفترة الأخيرة من حياته. وتحدثت عفاف عن قصة "جميلة بوحريد" المناضلة الجزائرية، التي كانت باكورة أعماله، وعرفه من خلالها المجتمع الأدبي، ودفع جلال بعمله إلي الفنانة ماجدة الصباحي، ففوجئ فيما بعد بنسبة النص إلي القاص يوسف السباعي، وكافح جلال في مقتبل حياته لاسترداد نصه وإثبات أحقيته له، ولكن التيار آنذاك كان أشد منه قوة، واقتنع في نهاية الأمر بأن توضع علي الفيلم عبارة "فكرة محمد جلال"، ثم ظل بعدها مريضا ملازما في الفراش نحو شهر من فرط إحساسه بالقهر.