قد يولد الحب في لحظة ولكنه ينمو بالمواقف والتجارب التي تزيده قوة وصلابة فهو ليس كلمات عذبة تغني او مشاهد حالمة في الافلام العاطفية بل مشاعر تحتاج الي رعاية واحترام لتصبح قصة حب حقيقية يشهد لها الجميع كما حدث مع الكاتبة فريدة الشوباشي وزوجها علي الشوباشي فتفاصيل قصتهما مليئة بالازمات والصعوبات التي تخطياها معا متمسكين بسلاح الحب. رغم رحيل الاستاذ والصديق والحبيب والزوج في عام 2001 إلا انها مازالت تختزن بداخلها اجمل الذكريات التي جمعتهما منذ اكثر من 45 عاماً فنبرة صوتها تحمل له كل الحب والاحترام، في بداية حديثها لنا استرجعت لقاءهما الاول في العمل حيث كانا زميلين بنفس الشركة وتطورت صداقتهما مع مرور الايام وتحولت الي حب فاتخذا قرار الزواج رغم كل ما يحيط بهما من عوائق دينية واجتماعية. اصعب هذه التحديات انها تنتمي الي اسرة قبطية من أقصي الصعيد، بينما هو ينحدر من اسرة مسلمة ارستقراطية فوالده الاديب محمد الشوباشي لكنها لم تستسلم لرفض عائلتها القاطع له وانما تمسكت بحبه واعلنت للجميع انها لن تقبل الزواج بغيره حتي انها تركت اسرتها وتزوجته مما ارغمهم علي التصديق علي عقد الزواج لكونها قاصرًا آنذاك. توقع الكثيرون فشل زواجهما لاسيما بعد ان اعتقل "علي" لأفكاره الماركسية وحكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات فخاضت معركة مع اسرتها للمرة الثانية من اجله لرغبتهم في ان تتركه بعد ان سجن واستطاعت بإرادة الحب ان تنتصر لأنها علي حد قولها لا تستطيع الحياة بدونه. أثناء اعتقاله التحقت فريدة بكلية الحقوق و تعمقت في قراءة أصول الفقه فاعتنقت الاسلام عن اقتناع تام بعد خمس سنوات من زواجهما، وتذكر ان اسعد لحظات حياتها الافراج الصحي عن علي عام 1964 علي الرغم عدم استقرار الحالة المادية حيث لم يجد فرصة عمل مناسبة له. أنجبت بعد عام ابنهما الوحيد نبيل ليكون هو ثمرة هذا الحب الكبير، لم يصمد رفض اسرتهما امام كل هذا العطاء والتضحيات المتبادلة فتبدل الحال وباركت الأسرتان زواجهما حتي ان والدة علي كانت تعتبرها بمثابة ابنتها. وفي عام 1972 هاجر علي الشوباشي الي باريس ليعمل في وكالة الانباء الفرنسية وبعدها بعام لحقت به ليبدآن رحلة جديدة معًا وعملت فريدة باذاعة مونت كارلو وظل حلم العودة إلي الوطن يراودهما لسنوات طويلة حتي استقرا علي أرض مصر. وتؤكد فريدة الشوباشي أن زوجها علي مدار 40 عاما ساهم في تشكيل شخصيتها فكان بمثابة موسوعة ثقافية تنهل منها وقتما تشاء وهذا ما افتقدته بعد رحيله كما انه دفعها الي الكتابة. واجتمعا علي الكثير من المبادئ والقيم وتوحدا مع القضية الفلسطينية والاهتمام بمشاكل الناس ومحاولة ايجاد حلول لها فهما ايضاً تشاركا صداقة كبار الشخصيات الثقافية وبخفة ظل اشارت فريدة إلي انها لم تتمكن من ان تشارك زوجها عشقه للرياضة لاسيما تشجيعه الدائم لكرة القدم.