دشن معهد جوتة - المركز الثقافي الألماني بالقاهرة، في ختام فعاليات نشاطه خلال معرض الكتاب، مشروعا جديدا حمل اسم "كتبنا"، بمساهمة من "بروهيلفيتيا" - المؤسسة الثقافية السويسرية، يهدف إلي تكثيف حركة ترجمة الكتب الألمانية إلي العربية، وأصدر المركز بمناسبة ذلك مجلة تحوي 25 مقترحا بالعناوين والكتب التي ظهرت في السنوات الأخيرة بسوق الكتاب الألماني في كافة المجالات، أقدمها يرجع إلي عام 1992، ومن بين تلك الترشيحات التي شارك في وضعها كتاب وناشرون مصريون، ويلاحظ أنه غلب عليها موضوع العنف باسم الدين، نختار مع ذكر المساهمين في ترجمة نبذة عن كل كتاب: "العنف باسم الدين.. الحروب الدينية في عصر العولمة" لهانس ج. كيبنبرج، وترجمة وسيم تيتو. يري المؤلف الخبير في الشئون الدينية وعالم اللاهوت وتاريخ الأديان واللغات السامية أن العنف والدين يعقدان أحيانا تحالفا شيطانيا، ويبحث كتابه في العلاقة المتبادلة بين الصراعات السياسية والاجتماعية وبين القناعات الدينية في عصر العولمة، ويصف كيف ينشأ العنف المبرر دينيا، مؤكدا أن التعصب الديني، باعتباره تيارا خفيًا، لا يتولد من الدين بمفرده، بل من تفاعله مع الصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية. "غرفة في دار الحرب" لكريستوف بيترس، وترجمة عبد الملك شهدي. تنطلق الرواية من سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها مصر عام 1993 واستهدفت السياح، تبدو في بداية الأحداث إدانة واضحة ومباشرة لظاهرة الإرهابيين المتأسلمين، لكن بعد أن يتم القبض علي يوخن زواتسكي بطل الرواية، وهو مدمن مخدرات ألماني سابق اختار بعد اعتناقه للإسلام اسم عبد الله وانضم إلي مجموعة إرهابية تخطط لهجوم في مدينة الأقصر، يبدأ حوار خاص بينه وبين كلاوس سيسمار السفير الألماني في القاهرة الذي تخترعه الرواية، الدبلوماسي المستنير ذي الماضي المرتبط بحركة 1968 الألمانية الطلابية، يحاور المتأسلم المهووس الذي انتزعت خطورته، حول الإرهاب والعنف والدين، ليصل المؤلف بذلك إلي قناعة مفداها أن التطرف الديني والأصولية ليسا حكرا علي العالم الإسلامي. "رجال الذعر - مداخلة عن الانهزاميين الراديكاليين" لهانس ماجنوس، وترجمة أحمد علي. يهدي المؤلف كتابه الذي ينتمي إلي كتب المقالات إلي الانهزاميين الراديكاليين، ويري الحماس الذي يدفع مجاهدا إلي إزهاق حياته وحياة آخرين لغزا محيرا، ولا يري أية فروق بين المجرم العشوائي الذي يفتح نار مسدسه علي كل من يراه، وبين ما يسميهم ب"الإسلامويين في تنظيم ما". "الشعائر والعنف.. دراسات إثنولوجية علي المجتمعات الأوروبية والمتوسطية" لتوماس هاوشلد، وترجمة بسمة حبش. يحلل أستاذ الإثنولوجيا "علم الأجناس البشرية" الشعائر والطقوس بوصفها ظواهر حدودية محايدة مرتبطة بحياة الإنسان وظروفه وليس بالمعتقدات الدينية فقط، ولهذا يري أنها منتجات حضارية وليست بالضرورة أرضا خصبا للأصولية والطائفية، فقد ينشأ عنها العنف والسلام. كما يهتم المؤلف بظاهرة "جرائم الشرف" ويجدها غير مبررة لأنه ليس لها قانون، ويهتم كذلك بالعادات الشعبية الدينية والطقوس السحرية.