حقق المنتخب المصري ما يشبه المعجزة في عالم الساحرة المستديرة بفوزه بلقب بطولة الأمم الأفريقية للمرة الثالثة علي التوالي والسابعة في تاريخه فضلا عن تحطيمه العديد من الأرقام القياسية التي يصعب تحطيمها خلال الخمسين سنة المقبلة. فقد أصبح نجما المنتخب المصري أحمد حسن وعصام الحضري أكثر لاعبي القارة حصولا علي اللقب، أربع مرات لكل لاعب، أعوام 1998، 2006، 2008، 2010 . وتفرد الحضري بأنه أصبح أول حارس في التاريخ يتوج بثلاث بطولات متتالية دون أن يخسر أي مباراة، بالإضافة إلي أن الفريق لم يهزم في 19 مباراة متتالية بالبطولات القارية. وأصبح المدرب حسن شحاتة أول مدرب علي مستوي العالم ينال بطولة قارية للمرة الثالثة علي التوالي، وهو لم يسبق لأي مدرب في العالم أن حققه ليسجل المدرب المصري نفسه واحدا من أعظم مدربي العالم . وضرب أحمد حسن الرقم القياسي المصري في عدد المباريات الدولية بعد أن رفع رصيده إلي 172 مباراة ، مبتعدا ب 10 مباريات عن الحارس السعودي محمد الدعيع عميد لاعبي العالم. كما أنه حقق رقما قياسيا آخر في عدد المباريات التي أنهاها دون هزيمة خلال بطولات أفريقيا والتي بلغت 19 مباراة متتالية. وعلي الرغم من تلك الانجازات التي يصعب تحقيقها.. وحتي لو واصلنا ضرب تلك الأرقام القياسية في أفريقيا وانهالت علينا اشادات جميع وكالات الأنباء والصحف العالمية بكل انواع الانبهار والتقدير بسبب مستوانا وانجازاتنا الخارقة.. يبقي حلم المشاركة في كأس العالم هو الأهم بالنسبة لنا كما هي طبيعة الحال في جميع بلاد العالم التي تعشق و تقدس كرة القدم. لعل السؤال الذي يسيطر علي عقل الجماهير المصرية خلال هذه الآونة.. هو لماذا لا نصعد للمونديال ونحن الأفضل علي مستوي القارة ؟ .. هل العيب في منتخبنا ؟ أم في نظام التصفيات ؟ أم في الظروف التي دائماً ما تعاندنا خلال التصفيات ؟ لعنة أم بركة الفراعنة ؟ فمن المفترض أن لعنة الفراعنة تصيب من يتعرض لها بالهلاك و الفشل إلا أننا منذ الألفية الجديدة تحولت لعنة الفراعنة الي بركة لكل منتخب يواجهنا.. ليسوا لأنهم الأفضل .. ولكنها أحكام البركة " اللعنة " الفرعونية! السنغال اعتاد المنتخب السنغالي علي تقديم مستويات متواضعة وإن كان بعضها دون المستوي .. فقط ومن خلال مجموعتنا في تصفيات كأس العالم 2002 تأهلت الي المونديال واصبحت ماردًا جديدًا علي مستوي القارة , ووصلت ببركتنا لنهائي بطولة الأمم الافريقية لنفس العام (2002) امام الكاميرون وخسرت النهائي بضربات الجزاء الترجيحية.. حتي ابتعدت عن بركتنا فعادت لحجمها وغاب عنها التألق .. فبعد ان حققت المركز الثاني في 2002 خرجت من الدور ربع النهائي في 2004 امام تونس (صاحبة الأرض) وحصلت في بطولة 2006 علي المركز الرابع ثم خرجت من الدور الاول في 2008.. ولم تتأهل من الأساس في 2010!! كوت ديفوار كانت "كوت ديفوار" أحد منتخبات الوسط المتقدمة .. من خلال مجموعتنا وبمساعدتنا في تصفيات كأس العالم 2006 تأهلت الي كأس العالم واصبحت ماردًا جديدًا علي مستوي القارة ووصلت لنهائي بطولة الأمم الأفريقية لنفس العام (2006) أمام منتخبنا الوطني المصري وخسرت النهائي بضربات الجزاء الترجيحية.. حتي ابتعدت عن بركتنا وها نحن الآن نري نجمها يأفل رويداً.. فبعد ان حققت المركز الثاني في 2006 حققت المركز الرابع في 2008 وآخيراً لم تتأهل للمربع الذهبي في 2010! الجزائر كانت تعاني الجزائر خلال ال20 عاماً الماضية من التخبط الكروي سواء علي مستوي الاندية او المنتخبات.. من خلال مجموعتنا في تصفيات كأس العالم 2010 تأهلت الي كأس العالم وها هي تتألق وتقدم انجازات لم يكن يحلم بها اكثر المتفائلين الجزائريين .! , فأن تحقق المركز الرابع في بطولة كنت محرومًا من اللعب فيها بسبب سوء مستواك لدورتين , يعد بكل المقاييس إنجازًا وهو ما وضح من خلال احتفال الجماهير الجزائرية بالمنتخب الجزائري لحصوله علي المركز الرابع بهذه البطولة رغم تصريحات سعدان المحبطة لهم قبل انطلاق البطولة! جميع تلك الأمثلة تؤكد أن المنتخب المصري لعب خلال العشرين سنة الماضية محطة مهمة في صعود منتخبات كان أكثر طموحها هو الوصول الي المربع الذهبي بكأس أفريقيا مما يؤكد أن لعنة الفراعنة تحولت الي بركة لكل من يواجها أو يصاب بها. بناء جيل جديد وبما أن حلم العالمية بات ويظل الأهم .. خاصة أن رقمنا القياسي في عدد فوزنا ببطولة الأمم الافريقية لن يستطيع أي منتخب تحطيمه قبل 7 أعوام علي الأقل , وذلك في حالة فوز غانا او الكاميرون (أقرب منافسي منتخب مصر) أصحاب البطولات الأربعة بعدد أربعة بطولات متتاليه بدون أي مزاحمة من أي منتخب آخر. لذا يجب التركيز من الآن في حلم كأس العالم من خلال البدء في بناء جيل جديد (جيل كأس العالم) يتم انتقاؤه بعناية والعمل علي تطويره بجانب لاعبي الجيل الحالي القادرين علي العطاء حتي بطولة الأمم الافريقية 2013 . فبالنظر إلي تشكيلة المنتخب المصري الحالية والتي لعبت بطولة الأمم الافريقية الأخيرة بأنجولا بالإضافة الي اللاعبين دائمي التواجد مع المنتخب المصري والغائبين لأسباب مختلفة سواء للإصابة او للاستبعاد وهناك احتمالية لعودتهم للمنتخب وهم (ابوتريكة - عمرو زكي - ميدو - حمص). نجد أن هناك 9 لاعبين لم يتعدوا ال 25 عاما وهم " محمود ابو السعود - عبدالعزيز توفيق - أحمد المحمدي - أحمد فتحي - حسني عبدربه - جدو - شيكابالا - السيد حمدي - محمد عبدالشافي". أما اللاعبون الذين تخطوا حاجز ال 25 ولم يتعدوا ال 30 عاما بلغ عددهم 10 لاعبين و هم هاني سعيد - محمود فتح الله - معتصم سالم - أحمد عيد عبدالملك - حسام غالي - أحمد رؤوف - عماد متعب - محمد زيدان - عمرو زكي - ميدو. وهناك 8 لاعبين تخطوا حاجز ال 30 عاما وهم عصام الحضري - أحمد حسن - عبدالظاهر السقا - وائل جمعة - عبدالواحد السيد - أبوتريكة - سيد معوض - محمد حمص. مما سبق نجد أن اللاعبين الذين تخطوا سن ال 30 عددهم 8 لاعبين ولا يتوقع أكثر المتفائلين استمرار أي منهم حتي بطولة 2013 باستثناء أبوتريكة وأحمد حسن فالأول سيكون عمره حينها 35 عاماً والآخر سيكون عمره 37 عاماً لكن كلاهما من النوع المعمر خاصة الأخير. لذلك علي الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة المعلم حسن شحاته العمل من الآن علي البحث عن البديل لأي غياب محتمل لهولاء اللاعبين او غيرهم خاصة في مركز حراسة المرمي الذي يعد نقطة قوة بالنسبة للمنتخب المصري مادام عصام الحضري موجود ًا.. لكن الحضري الآن في سن ال 37 فهل سيلعب ويستمر علي نفس مستواه حتي ال40 عاما؟! بلإضافة الي ان الحارس الاحتياطي عبدالواحد السيد من اللاعبين كبار السن أيضا حيث إن عمره الآن 32 عاماً! لذا يجب علي الجهاز الفني للمنتخب المصري ضم لاعبين شباب او أصغر من 25 عاماً علي الأقل .. في جميع المراكز أمثال شريف اكرامي واحمد عادل عبدالمنعم بجانب محمود ابو السعود في حراسة المرمي , وضم النجوم الشباب امثال أحمد شكري وشهاب الدين أحمد وأحمد مجدي وحازم امام وعبدالله السعيد وعبدالله الشحات وأحمد علي ووليد سليمان وغيرهم ممن سيظهرون بمستوي متميز خلال الدوري المصري .. وبالطبع سن اللاعب مهم ولكنه ليس الأهم فالأهم هو الأداء بجانب الالتزام! وفي النهاية لم يتبق لنا الا أن نعبر عن ثقتنا في الكابتن حسن شحاته وقدرته علي اكتشاف مواهب صاعدة وضخ دماء جديدة من أجل مواجهة تحديات المستقبل وعلي رأسها تحقيق حلم المونديال.