يستعد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية للقيام بمهمة دبلوماسية تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية شديدة الأهمية بدءاً من الأحد المقبل وتستغرق 72 ساعة يقوم خلالها بزيارة إحدي البقاع الاستراتيجية علي الخريطة السياسية العالمية وهي منطقة البلقان الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي لقارة أوروبا ويتجه أبوالغيط تحديداً إلي كل من صربيا والجبل الأسود ومقدونيا والبوسنة والهرسك.. زيارة أبوالغيط تلك وإن كانت تترجم اهتماما مصرياً رفيع المستوي فإن هذا الاهتمام ليس وليد اللحظة ولكن له منهجيته ويباشر من خلال آلية سياسية مميزة تتمثل في الدور الذي يضطلع به الصندوق المصري للتعاون الفني مع دول الكومنولث والذي أنشيء بقرار جمهوري عام 1992 ليواكب عالم ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وما استتبعه من تغيير في التوازنات والتكتلات الإقليمية والدولية وبزوغ ما يسمي برابطة أو مجموعة دول الكومنولث الأثنتي عشرة وامتد نشاطه بعد ذلك ليضم كلاً من جمهورية البوسنة والهرسك وألبانيا ومقدونيا ومنغوليا وأفغانستان. ومنذ هذا التاريخ والصندوق المصري يعمل علي توفير أرضية صلبة للتعاون مع هذه الدول من خلال إيفاد الخبراء المصريين في جميع المجالات والاسهام في تمويل مشروعات تنموية وخدمية لشعوب هذه الدول وتقديم منح دراسية لأبنائها في الجامعات المصرية وعلي الأخص في جامعتي الأزهر والقاهرة وتدريب كوادرها في مختلف المجالات الدبلوماسية والقضائية والشرطية والصحية.. وما إلي ذلك. ومن الأربع دول التي سيقوم أبوالغيط بزيارتها سنكتفي بتسليط الضوء علي جزء مما قدمه الصندوق المصري للتعاون الفني مع دول الكومنولث لإحدي هذه الدول وهي البوسنة والهرسك فعلي مدار الخمس سنوات الماضية قدم الصندوق أكثر من 130 دورة تدريبية استفاد منها أكثر من 1700 متدرب في مجالات مختلفة ووفر حوالي 400 منحة دراسية لأبناء البوسنة والهرسك في جامعة الأزهر وقدم خمس منح للدراسة في المركز الديموجرافي بالقاهرة وأرسل 37 خبيراً مصرياً في مدد قصيرة الأجل ومن تخصصات مختلفة كما أرسل ما يقرب من 30 خبيراً في اللغة العربية علي وجه التحديد وقدم الصندوق مساهمة مالية لتزويد مكتبة البوسنة في لاهاي بالأجهزة والمعدات وتحمل أيضا أعباء مالية لتنظيم يوم مصر في مدارس ابتدائية بالبوسنة والهرسك وقدم الصندوق مساعدات لشعب البوسنة عبارة عن معدات طبية وأدوية وتحمل قيمة شراء بذور زراعية بحوالي عشرين ألف دولار أمريكي تم توزيعها علي العائدين لزراعة أراضيهم وتحمل الصندوق شراء أثاث لعشرة فصول للمدرسة الثانوية ا لأولي بسراييفو فضلاً عن تكلفة ترميم وصيانة المدرسة قدم الصندوق دعماً سنوياً بمبلغ 56000 دولار أمريكي لبرامج اللغة العربية وساهم الصندوق في عدد من مشروعات إعادة إعمار البوسنة ومنها ترميم وتأهيل مباني مستشفي الإسعاف الأولي وترميم وصيانة واستكمال مباني مدرسة موسي شازيم تشاتيت وترميم منطقة سكنية بها نحو 14 منزلاً بحي اليدجا بسراييفو وتأهيل وحدة إنتاج خبز في وسط سراييفو واستكمال المباني القائمة والمئذنة لجامع مدينة اليسائسي القديمة ليكون مركزاً إسلامياً مصرياً يضم مدرسة وعيادة طبية والمساهمة في استكمال أعمال بناء وتجهيز جامع مدينة فلاتيتش وتمويل ترميم إنشاء مبني مديرية بوسناسكي كوربي.