يلتقي اليوم الرئيس حسني مبارك مع الرئيس جورجو نابوليتانو عقب وصول الرئيس إلي روما في بداية زيارته الرسمية لايطاليا التي تستغرق يومين يعقد خلالها غدا الاربعاء مع رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني القمة الثالثة للمشاركة الاستراتيجية بين مصر وايطاليا والتي اطلقها الزعيمان في روما في يونيو عام 8002. وقد رحبت الحكومة الايطالية بزيارة الرئيس مبارك واشاد بيرلوسكوني بحكمة الرئيس مبارك الكبيرة ودوره في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة وصرح وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني بأن لقاء القمة بين الرئيس مبارك والقادة الايطاليين يدعم الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلي مستوي الشراكة الاستراتيجية حيث تعتبر ايطاليا مصر شريكا أساسيا لسياستها الخارجية ومن المنتظر ان تتناول اليوم مباحثات القمة المصرية- الايطالية بين الرئيس مبارك والقادة الايطاليين أهم قضايا الوضع الراهن في منطقة الشرق الاوسط وخاصة القضية الفلسطينية، وسبل إحياء عملية السلام، بالاضافة إلي الأوضاع في العراق ولبنان والسودان والصومال والوضع في منطقة الخليج، اتصالا بالملف النووي الإيراني.كما تتطرق المباحثات إلي العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا وسبل دعمها وتطويرها في كل المجالات خاصة في المجالات السياسية، والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وذلك في ضوء الاتفاقيات التي سيتم توقيعها بين الجانبين.ويرافق الرئيس حسني مبارك خلال زيارته لايطاليا وفد رفيع المستوي يضم وزيرة التعاون الدولي فايزة أبوالنجا ووزراء الخارجية أحمد أبوالغيط والإعلام أنس الفقي والتجارة والصناعة رشيد محمد رشيد والزراعة أمين أباظة. ومن المنتظر أن يتم علي هامش القمة التوقيع علي 51 اتفاقية للتعاون المشترك في عدة مجالات.. كما سيتم في ختام الزيارة تدشين الخط الملاحي البحري بين الاسكندرية ومدينة فنسيا- الخط الأخضر- ليكون جسرا لنقل التجارة والسياحة العربية والأوروبية بين أوروبا والدول العربية. ومن أهم الاتفاقيات، تلك التي تتعلق بتنمية وتطوير الساحل الشمالي الغربي من مصر، الذي يمثل خمس مساحتها، ووافقت ايطاليا علي المساهمة بالدعم المالي والدعم التقني في مشاريع شمال غرب مصر، للنهوض به اقتصاديا واجتماعيا، وإزالة مخلفات الحرب العالمية الثانية، وهناك اتفاقية تتعلق بتطوير المصادر البشرية، وخلق فرص جديدة للعمالة المصرية في ايطاليا. وسيوقع الطرفان كذلك علي اتفاقية تفعيل خطوات التنفيذ لإنشاء الجامعة المصرية الايطالية، وتحديد الكوادر والمكان ومجلس الأمناء، والمشاركة التأسيسية للقطاعات الخاصة والعامة، وهي جامعة ستركز علي مجالات العلوم والتكنولوجيا، وستكون شهادتها معتمدة في دول الاتحاد الأوروبي..وتوجد بين الاتفاقيات المعدة للتوقيع في القمة الثنائية الثالثة بروما، اتفاقية للتعاون الثلاثي بين مصر وايطالياوالسودان، لتنمية الجنوب وتطويره، بالاضافة إلي دعم وتنمية إثيوبيا من جانب الدول الثلاث، بناء علي مقترح مصري في هذا الشأن. وتشمل الاتفاقيات الأخري تجديد إطار التعاون العلمي المشترك، وتدريس اللغة الايطالية في الجامعات المصرية، وتطوير وتحديث الإدارات الحكومية في مصر، والاستفادة من التجربة الايطالية في القضاء علي البيروقراطية، واتفاقية للأبحاث الطبية وأمراض الدم، وأخري للأبحاث في علوم الزراعة، وتشجيع التدريب المهني وزيادة الاستثمارات المتبادلة. وأشاد بيرليسكوني بالعلاقات البارزة مع مصر وأكد اعتزام ايطاليا القيام بمشروعات عديدة معها في المستقبل، واشاد بدور الرئيس مبارك في دعم الاستقرار في الشرق الاوسط، موضحا أنه استفاد من خبرة الرئيس مبارك فيما يتعلق بقضايا المنطقة، ومشيدا بنتائج الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين..وتحتل ايطاليا المرتبة الأولي كأكبر مستورد للمنتجات المصرية ففي عام 8002 وصل ححجم استيرادها من المنتجات المصرية إلي أكثر من 22.51٪، متقدمة بذلك علي الولاياتالمتحدة..وبلغ حجم الصادرات المصرية من البترول ومشتقاته إلي إيطاليا أكثر من 54٪ من إجمالي الصادرات، كما ارتفع حجم الصادرات المصرية لايطاليا من منتجات الصلب بزيادة 051٪، والحديد بزيادة 6.62٪، والمواد الكيماوية الأولية 6.53٪، بالاضافة للمنسوجات والرخام والملابس الجاهزة..وتشيد ايطاليا بالإصلاحات التي تقوم بها الحكومة المصرية، الرامية إلي تيسير القوانين والاجراءات المتعلقة بالاستثمارات ولتوفير مناخ مشجع، بما أدت إلي تدفق العمليات الاستثمارية بمعدل ثابت خلال السنوات الأخيرة. ويري المراقبون ان عددا كبيرا من أصحاب الشركات الايطالية يقدرون الفرص الكبيرة المقدمة من العمل والاصلاح والتجديد الذي تقوم به حاليا الحكومة المصرية، لدعم الاستثمارات في مصر فمصر تمثل بالفعل سوقا يبشر بتوقعات كبيرة في النمو، ليس فقط من الناحية التجارية، ولكن ايضا وبصفة خاصة من الشراكة الصناعية، وأداؤها الاقتصادي بالفعل في تحسن مستمر وايطاليا هي الشريك الاقتصادي الثاني لمصر، والأول في أوروبا وهي من بين أوائل الدول من حيث قيمة الاستثمارات. وأن العلاقات المصرية الايطالية أصبحت بفضل السياسة الحكيمة للرئيس مبارك أحد أسس التعاون الأورومتوسطي ومثالا يحتذي به في العلاقات الثنائية بين شمال وجنوب المتوسط فمؤشرات حجم التبادل التجاري تشير إلي زيادة مستمرة حيث تخطي أكثر من 6 مليارات يورو، كما سار تطابق وجهات النظر بين قيادتي البلدين عاملا كبيرا لاتخاذ موقف موحد إزاء القضايا الاقليمية والدولية بالاضافة إلي التقدم الملموس علي الصعيد الاقتصادي حيث تعد ايطاليا أكبر شريك تجاري لمصر في أوروبا، ومن أكبر المستثمرين بمجالات متعددة منها الطاقة والبنوك والخدمات، كما تعد مصر مستثمرا كبيرا في ايطاليا.كما ان الحكومة الايطالية تري أن مصر دولة رئيسية ومهمة اقليميا ودوليا، وخاصة في الشرق الاوسط ومنطقة البحر المتوسط والقارة الافريقية والعالم الإسلامي، حيث تقوم بدور بارز من أجل احتواء الأزمات وتسوية المنازعات، في ضوء دورها القيادي وموقعها المتميز، كما تتبني مصر دبلوماسية تسعي إلي تحقيق الاستقرار والتوصل إلي سلام شامل وعادل وخاصة في منطقة الشرق الاوسط..وقد اشادت وسائل الاعلام الايطالية بزيارة الرئيس مبارك لروما ولقاء القمة الاستراتيجية بين زعيمي البلدين وكتبت صحيفة السولي 42 اليومية تحت عنوان قمة استراتيجية: ان مصر وايطاليا تسعيان إلي تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة، ويتمثل ذلك في دعم تواجد الشركات الايطالية في مصر والمزيد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين.واشادت صحيفة لاستمبا اليومية إلي أهمية القمة المصرية الايطالية بين الرئيس مبارك ورئيس الحكومة الايطالية سيلفو بيرلوسكوني لدعم مزيد من التعاون والاتفاقيات التجارية بين البلدين.