يبدأ أحمد أبوالغيط وزير الخارجية يوم الأحد جولة أوروبية موسعة تستغرق أربعة أيام، تشمل عددا من دول البلقان هي: صربيا، والجبل الأسود، والبوسنة والهرسك، ومقدونيا. وصرح السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن زيارة أبوالغيط إلى البلقان تأتى في إطار حرص مصر على استمرار التواصل مع دول المنطقة التي طالما ارتبطت مع مصر بعلاقات صداقة وتعاون تاريخية وثيقة، حيث يحمل وزير الخارجية رسائل خطية من الرئيس حسنى مبارك إلى رؤساء هذه الدول، تتعلق بدعم العلاقات الثنائية معها، ورؤية مصر لعدد من الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال المتحدث باسم الخارجية إن جولة أبوالغيط ستبدأ بزيارة إلى العاصمة الصربية بلجراد، يلتقي خلالها بالرئيس الصربي بوريس تاديتش ورئيس الوزراء الدكتور ميركو سفيتكوفيتش، كما يعقد جلسة مباحثات موسعة مع نظيره الصربي فوك يريميتش تتناول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل الرؤى حول عدد من الموضوعات المهمة، في إطار رئاسة مصر الحالية لحركة عدم الانحياز. كما تشهد الزيارة أيضا التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بين معهدي الدراسات الدبلوماسية التابعة لوزارتي خارجية البلدين. جدير بالذكر أن العلاقات المصرية - الصربية قد شهدت تناميا ملحوظا خلال الفترة الماضية، حيث تمت خلال عام 2009 ثلاث زيارات متعاقبة لرئيس صربيا إلى مصر، أولها زيارة رسمية في أبريل عام 2009، إضافة إلى زيارتين أخريين في يونيو ويوليو 2009 شارك خلالهما الرئيس الصربي في قمتي عدم الانحياز والاتحاد الإفريقي بشرم الشيخ. وأوضح زكى أن محطة أحمد أبوالغيط وزير الخارجية التالية ستكون لعاصمة الجبل الأسود "بودجوريتسا"، حيث يلتقي بالرئيس فيليب فويانوفيتش ورئيس الوزراء ميلو جوكانوفيتش ثم يعقد جولة مباحثات ثنائية مع نظيره المنتنجرى ميلان روتشين. وأشار المتحدث في هذا السياق إلى ما تكتسبه زيارة أحمد أبوالغيط إلى الجبل الأسود من أهمية كبيرة لكونها الأولى من نوعها لوزير خارجية مصري منذ استقلالها عام 2006، حيث تهتم مصر بهذه الجمهورية، انطلاقا من ميراث علاقاتها مع دول يوغوسلافيا السابقة، إضافة إلى وجود مجالات مشتركة للتفاعل في إطار محافل متعددة مثل عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط، بالإضافة إلى آفاق انضمام الجبل الأسود للاتحاد الأوروبي والناتو. وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن زيارة أحمد أبوالغيط لجمهورية الجبل الأسود إنما تعكس حرصا مصريا على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، ورغبة في استمرار تبادل وجهات النظر إزاء كافة القضايا السياسية الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وذلك استكمالا لما أثمرت عنه زيارة وزير خارجية الجبل الأسود لمصر في أكتوبر عام 2008. ومن المنتظر أن تشهد زيارة أبوالغيط للجبل الأسود التوقيع على اتفاق بين حكومتي البلدين للإعفاء المتبادل من شرط الحصول على تأشيرة دخول مسبقة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة. وقال السفير حسام زكى إن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية سيتوجه عقب ذلك إلى سراييفو، حيث تستقبله أعضاء مجلس الرئاسة البوسنية الثلاثة والسيد سفين الكالاى وزير خارجية البوسنة والهرسك، وكذا رئيسا مجلسي النواب الشعوب البوسنيين، حيث تهدف الزيارة إلى تعزيز أواصر التعاون بين مصر والبوسنة والهرسك في مختلف المجالات، وتبادل الرؤى حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في ضوء شغل البوسنة والهرسك لمقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي للعامين 2010 - 2011. كما تأتى الزيارة في إطار متابعة الزيارة الرسمية التي قام بها أعضاء مجلس الرئاسة البوسنية لمصر في مستهل الشهر الجاري وهى الزيارة التي تعكس مقدار التقدير الذي يوليه أعضاء مجلس الرئاسة لمصر، إذ أنه قلما قام أعضاء الرئاسة البوسنية بزيارة جماعية إلى الخارج. جدير بالذكر أن مصر تشارك فى عضوية "مجلس تطبيق السلام في البوسنة" الذي أنشأ بموجب مؤتمر لندن لإحلال السلام في البوسنة في ديسمبر 1995 والمنوط به متابعة تنفيذ اتفاق "دايتون" ذي الصلة، كما ساهمت مصر بتقديم الدعم اللازم إلى البوسنة بهدف إعادة بناء ما دمرته الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية، وذلك من خلال كل من الصندوق المصري للتعاون الفني مع دول الكومنولث التابع لوزارة الخارجية، والهلال الأحمر المصري، فضلا عن مساهمة عدد من شركات التشييد المقاولون العرب في أعمال إعادة الإعمار هناك. ومن المنتظر أن يختتم أحمد أبوالغيط جولته في البلقان بزيارة العاصمة المقدونية "سكوبيا"، حيث يلتقي بالرئيس المقدوني جيورجى إيفانوف ورئيس الوزراء نيكولا جروفسكى، كما يعقد جلسة مباحثات موسعة مع نظيره المقدونى أنطونيو ميلوسوسكى، كما ستشهد الزيارة التوقيع على بروتوكول للتشاور والتعاون بين وزارتي خارجية البلدين. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية أن مقدونيا تثمن الثقل المصري عالميا وإقليميا، مما دفعها لاختيار القاهرة كمقر لبعثتها الوحيدة في القارة الإفريقية، والأولى في المنطقة العربية. وأضاف أن الزيارة ستمثل فرصة جيدة لاستشراف آفاق التعاون المتاحة بين الجانبين، مع بحث سبل زيادة الصادرات المصرية إلى مقدونيا باعتبارها سوقا واعدا وخصبا فى منطقة البلقان.