توج المنتخب الوطني بطلاً للأمم الأفريقية في نسختها ال «27» بفوزه علي نظيره الغاني بهدف للنجم محمد ناجي «جدو» في الدقيقة 86 من المباراة التي جمعتهما علي استاد 11 نوفمبر بالعاصمة الأنجولية لواندا، ليرفع بذلك جدو «الأسطورة» الجديدة المقبلة للكرة المصرية، رصيده من الأهداف إلي خمسة متربعًا بها علي عرش هدافي البطولة منفردًا. بهذا الفوز يكون المنتخب ضرب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة الأمم الأفريقية والتي وصلت إلي سبعة منها ثلاث مرات متتالية ليحافظ بذلك هذا الجيل علي إنجازه السابق بالظفر بالبطولة والحفاظ علي اللقب الذي لم يخرج من مصر منذ 2006، فضلاً عن حصول أحمد حسن قائد الفريق علي لقب أفضل لاعب في البطولة للمرة الثانية علي التوالي أيضا، متوجًا بذلك مشواره الدولي الذي دخل بمشاركته في النهائي المباراة «172» مباراة دولية، هي نفس المباراة التي شهدت رقمًا قياسيا جديدًا لمصر بعدم الهزيمة في 19 مباراة في بطولات الأمم الأفريقية، وأرقام قياسية وتتويجات كثيرة منها حصول عصام الحضري علي أفضل حارس في البطولة للمرة الثالثة علي التوالي. بهذا الفوز أيضا يقصي الفراعنة المنتخب الرابع من المتأهلين لنهائيات كأس العالم المقبلة بجنوب أفريقيا بعد الفوز علي نيجيريا في الافتتاح ومن بعده الكاميرون في دور الثمانية والجزائر في دور الأربعة وأخيرًا غانا في النهائي. اثبت حسن شحاتة المدير الفني أنه مدرب تكتيكي من طراز فريد في العالم دون أدني مجاملة، بتعامله الحكيم والراقي مع المباراة الختامية بإدراكه لإمكانيات وقدرات لاعبيه الفنية والبدنية جيدًا، وهو ما كشفت عنه أحداث ومجريات اللقاء، بإستدراجه لطاقة شباب غانا المتحمس، فأضطر لبدء المباراة مدافعًا بصرامة ووعي شديدين بالأعتماد علي ثنائي الدفاع وائل جمعة وأحمد فتحي خلفهما الحارس العملاق عصام الحضري أمامهما هاني سعيد كليبرو لخط الوسط المكون من أحمد المحمدي كطرف أيمن وسيد معوض طرف أيسر وحسام غالي وحسني عبد ربه كمحوري ارتكاز في خط الوسط أمامهم أحمد حسن ومحمد زيدان كقاعدة لرأس المثلث الأوحد عماد متعب. وجاءت المباراة حماسية من جانب الفريقين لكنها لم تشهد عددًا كبيرًا من الفرص التهديفية خاصة الشوط الأول الذي لم يشهد فرصة حقيقية لأي من الفريقين، وحقق المنتخب المصري الفوز في المباراة علي منتخب «النجوم السوداء» ليصالح جماهيره ويخفف آلامهم بعد الإخفاق في التأهل إلي نهائيات كأس العالم 2010، وعمق جراح المنتخب الغاني بحرمانه من احراز لقب البطولة للمرة الخامسة في تاريخه. وبدأت المباراة بحماس هجومي من جانب المنتخب الغاني وحذر دفاعي شديد من المنتخب المصري لكن مرحلة جس النبض من جانب فريق الفراعنة لم تستمر أكثر من دقيقتين. وسيطر الفريق المصري علي وسط الملعب لكنه لم يتمكن في الدقائق الأولي من اختراق الدفاع الغاني. وحاول المنتخب الغاني التركيز شيئاً ما علي اللعب من الجانبين ومرر صامويل إنكوم كرة عرضية زاحفة إلي منطقة الجزاء في الدقيقة السادسة لكن هاني سعيد كان متيقظاً وأطاح بالكرة. وفي ظل صعوبة اختراق الدفاع الغاني والوصول إلي منطقة الجزاء سدد أحمد حسن كرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 11 لكنها مرت فوق العارضة. وفي الدقيقة 15 سدد كوادو أسامواه ضربة ركنية للمنتخب الغاني كادت أن تشكل خطورة علي المرمي المصري لكن الحارس عصام الحضري أطاح بالكرة بقبضة يده في الوقت المناسب. وواصل المنتخبان تبادل المحاولات الهجومية لكن الحذر الدفاعي لكل منهما لم يسمح بتشكيل خطورة حقيقية علي أي من المرميين. وفي الدقيقة 24 استغل كوادو أسامواه غفلة من الدفاع المصري وسدد كرة قوية من خارج حدود منطقة الجزاء لكن الحضري تصدي لها بثبات. وتلقي محمد زيدان كرة طويلة من وائل جمعة وراوغ الدفاع ببراعة ثم سدد كرة زاحفة قوية بقدمه اليسري لكنها مرت بجوار القائم إلي خارج الشباك. وسقط هاني سعيد مصاباً في الدقيقة 33 إثر التحام مع إيمانويل بادو وخرج لتلقي العلاج ثم واصل اللعب بعدها. وفرض الفريق المصري رقابة لصيقة علي النجم الغاني أسامواه جيان وكذلك أجيمانج أوبوكو، ولم يواجه الحضري خطورة كبيرة طوال الشوط الأول. ورغم تألق لاعبي كلا الفريقين في التمريرات والحفاظ علي الكرة لكن لم ينجح أي من الفريقين في تشكيل خطورة كافية علي مرمي منافسه واقتصر الشوط الأول علي أنصاف الفرص لينتهي بالتعادل السلبي. وبعد دقيقة واحدة من الشوط الثاني أشهر الحكم المالي كومان كوليبالي أول بطاقة صفراء في المباراة وكانت من نصيب أوبوكو، بسبب الخشونة مع أحمد المحمدي الذي سقط مصاباً وخرج لتلقي العلاج. وحصل المحمدي علي بطاقة صفراء في الدقيقة 53 لعرقلة أوبوكو واحتسب الحكم ضربة حرة للمنتخب سددها أسامواه جيان قوية لكن الكرة مرت فوق العارضة. وراوغ اللاعب الغاني ديديه آيو الدفاع المصري وسدد كرة قوية بيسراه من خارج منطقة الجزاء لكنها مرت بجوار القائم إلي خارج الشباك. وفي الدقيقة 57 دفع حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري باللاعب محمد عبد الشافي بدلاً من سيد معوض. وحصل حسام غالي علي إنذار في الدقيقة 60 للخشونة مع كوادو أسامواه. واحتسب الحكم ضربة حرة للمنتخب الغاني في الدقيقة 63 تقدم أنتوني أنان لتنفيذها وأرسل الكرة إلي أسامواه جيان الذي هيأها لنفسه وسدد قذيفة لكن الكرة مرت بجوار القائم. وظهر تأثير مشاركة عبد الشافي حيث كان له دور في تنشيط الناحية اليسري ومرر عدداً من الكرات الجيدة التي أسفرت عن فرص حقيقية. وفي الدقيقة 70 دفع حسن شحاتة باللاعب الشاب محمد ناجي «جدو» بدلاً من عماد متعب. واستغل المنتخب الغاني الارتباك في صفوف الفريق المصري وبعض الثغرات الدفاعية واتيحت فرصة ثمينة أمام أسامواه جيان في الدقيقة 75 حيث سدد كرة قوية من حدود منطقة الجزاء لكنها مرت فوق العارضة، وسقط الحضري مصاباً لكنه تلقي العلاج وواصل اللعب. انفتح الملعب الغاني نتيجة الضغط الهجومي وفي الدقيقة 79 حصل المنتخب الغاني علي ضربة حرة وسددها أسامواه جيان بمهارة لكن الحضري تألق في التصدي للكرة وحولها إلي ضربة ركنية لم تستغل. وقبل أربع دقائق من نهاية المباراة شن المنتخب المصري هجمة رائعة ومرر جدو الكرة إلي محمد زيدان الذي مررها مجدداً إلي جدو سددها بمهارة في الزاوية البعيدة من المرمي معلناً عن فوز الفراعنة ليدفع بذلك الفريق الغاني ضريبة اندفاعه الهجومي في الوقت القاتل. وكاد المنتخب الغاني يتعادل في الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع لكن الحضري تألق وتصدي للكرة لينتهي اللقاء بفوز منتخب الفراعنة 1 / صفر . حضر المباراة عدد من كبار الشخصيات من بينهم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» والكاميرون عيسي حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي بالاضافة إلي الرئيس الانجولي، والذي سلم البطل كأس بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم السابعة والعشرين لأحمد حسن كابتن المنتخب المصري، والميداليات الذهبية التي حصل عليها المنتخب المصري. كما قاموا بتسليم كأس أحسن لاعب في البطولة إلي أحمد حسن قائد المنتخب المصري، وكأس هداف البطولة إلي محمد ناجي «جدو» لاعب المنتخب المصري، وكأس أحسن حارس مرمي للمتألق عصام الحضري، وكأس اللعب النظيف للنجم أحمد فتحي، ليحتفظ الفراعنة بالنسخة الحالية للأبد.. وليثبتوا أيضًا أنهم الأحق بالمشاركة في بطولة العالم المقبلة بعد أن حققوا بطولات كثيرة داخل هذه النسخة أهمها علي الاطلاق رد الاعتبار أمام الجزائر.