هذا أروع برنامج نتابعه ربنا يبارك لكم وخصوصًا مولانا الشيخ بعلمه الجليل، عاوزه أسأله أصلي حلمت فيران كتير بينهم فار كبير جدًا علي السلم.. تفسيره إيه؟ رد عنايته بكل تواضع: الفيران في المنام يعني قرايبك بيكرهوكي، حاقدين عليكي، أختك مثلاً، ناس قلوبهم سودة عايزين يوقعوكي في مصيبة تاخدهم.. بعدها تعلق المذيعة بكل الحب: آمين يا رب العالمين ومكالمة أخري يا أستاذ.. تقول المستمعة: باحلم إني لابسة شوز (shoes) كل ما أمشي يتقطع إيه تفسيره؟ يرد الأستاذ الجزمة معناها إن ظروفك زي الزفت، ظروف طين خالص والفقر يقتل الحب، يقتل الحياة.. ومكالمة ثالثة: يا أستاذ ربنا يزيدك من علمه: حلمت إن حماتي أخدت هدية من جوزي وأنا أخدتها منها إيه تفسير الحلم؟ قال الأستاذ العالم: ده معناه حب الدنيا أن عندك تقصير في الطاعة، حولّي قلبك من الطين إلي الدين يا أستاذه. ورابع: باحلم أن جوزي جسمه وارم وينزل دود كان التفسير: جوزك تصرفاته عبيطة كده يعني صاحب هبل، ثم اتصال خامس حلمت أن ابني ميت جانبي وأنا بأشرّحه!! التفسير هو: دليل أنك بتعمل خير في اللي يسوي واللي مايسواش. وسادس: أنا مخطوبة يا مولانا، خطيبي مات في الشارع وبكل الهلع قالت المذيعة سريعًا: ياساتر يا رب والنبي يا شيخ سيد طمنها علي خطيبها ضحك الأستاذ بكل الثقة قائلاً: تفسير الحلم أنك حاتتجوزي وحايكون أول مولود ولد، ولو حتي أبوه حايضربه بالشبشب برضه حايساعده ماديا لما يكبر. كانت تلك عينة من اتصالات تكلف أصحابها وقتًا ونقودًا لتفسير أحلام سيريالية بائسة حول الفيران والجزمة والزفت والطين والدود والهبل والتشريح والشبشب، وهكذا دواليك، دون اعتذار مني علي ما سبق من تعبيرات فجة ضمن تفسيرات تدعو للضحك والرثاء معا علي ما وصلنا إليه بغض النظر عن دروس الفلسفة والاقتصاد والفسيولوجي والأناتومي التي تضمنتها تفسيرات الشيخ. هذا ويستمر سريان شريط أسفل شاشة التليفزيون يقول: للتواصل هاتفيا: أرضي تسعمائة كذا، موبايل كذا، للتحدث مع الشيخ، يرد عليك الشيخ سيد شخصيًا (مش عارف إيه حكاية شخصيا دي.. برضه بتاع برنامج المصارعة يضع أمامه حاجة كده بيقول عليها حزام أو كاس بطولة مصارعة حرة.. يكرر أستاذنا المصارع: اتصل يرد عليك بنفسه، شخصيًا.. وكأنك سوف تتصل بالكابتن باراك أوباما، يعني إيه شخصيًا؟ والناس السذج يدفعون، ووكالة أو جهة الإعلانات تكسب وهو شخصيًا يكسب، والقناة تكسب.. كله عدا المستمع شخصيًا. ثم نعود للشيخ من العبث تكرار القول بأن هذا ضحك علي الذقون واستخفاف بالعقول، واستهلاك عبثي للوقت والطاقة والمال، ومشاعر البشر، ناهيك عن منظرنا قدام الأجانب علي رأي عم محمد البواب. ويعني الشيخ لما يقول للمستمعة أختك بتكرهك وللأخري: ظروفك زي الزفت، طين خالص، وللثالثة: قلبك طين، وغيرها: جوزك أهبل، وللأخيرة: حايضربه بالشبشب. لما يقول هذا لمستمعات يثقن في تفسيره، فإن العلاقات الأسرية سوف تتأثر سلبًا بكل تأكيد، ولما المشاهد الأكثر سذاجة يتابع فإنه سوف يدخر المال للاتصال بالشيخ لتفسير ما هو قادم من (أحلام وكوابيس) متجاهلاً العلم وتفسيراته، ومتناسيا التكنولوجيا وهمومها، متجها بكل فكره وآماله نحو الشيخ راجيا العفو والسماح. ما هذا يا عالم؟ يا فرحة الصيني ببرامج تفسير الأحلام.. ابن بكين وشنغهاي يصنع علبة الكبريت والسيارة وفانوس رمضان ويزرع الثوم والفول والتوابل، يصدر كل ذلك وغيره إلي أرباب الأحلام في مصر وأصحاب الفتاوي في دول العرب أوطاني، وكلها أرزاق. الغريب أن الأحلام لا تنتهي ومن ثم التفسيرات والاتصالات، وبعدها نشكو من الفقر، ويتعجب المرء من استمرار برامج بهذا الشكل وتلك الردود.. وقبلها من تلك الهالة التي تحيط بالشيخ العلامة والمفسر الفهامة.. وذلك التبجيل والتفخيم من ناحية الحالمين. ونظل نسمع في الألفية الثالثة كل ما سبق بينما الياباني يسمع عن مؤشر نازداك، والهندي عن السوفت وير، والأمريكي عن تربة المريخ، بل والإسرائيلي عن تكنولوجيا السلاح، والجميع عن ميزان المدفوعات، وسعر العملة، وكفاءة الإنتاج، ومنافسة الأسواق والتصدير. ونختم بحلم لغوي: اتصلت سيدة تقول: أحلم بصراصير يوميًا في الشقة إيه التفسير يا شيخ؟ وبكل التعمق والتمحيص ودون الرجوع إلي مختار الصحاح والرفيق سيبويه والمرحوم ابن كثير، يرد الشيخ: شوفي الصراصير يعني صرصرة وفي اللغة يعني ثرثرة يعني كلام الناس كتير يعني الربط بالكلام والعين الحسود اللي النبي قال عنها لو فيه حاجة تسبق القدر تكون العين والحسد مذكور.. والله أعلم. صحيح يا عم الشيخ.. هذا والله أعلم. إلي متي سوف تصل بنا الأحوال والأحلام.. والله أعلم.