دعاء سلطان حالة مدهشة من التناقض يعاني منها قطاع عريض من مجتمعنا الذي تشوهت معالمه وتشوهت أماكنه وتشوه ناسه.. هم يكرهون الفن ويكرهون الفنانين، رغم مظاهر الاحتفال المصاحبة للفنانين في الشوارع والميادين، وعلي أبواب السينمات وبوابات الحفلات، ورغم الساعات المهدرة في متابعة قنوات الدراما وقنوات الأفلام؟ انتقلت هذه الحالة بالطبع إلي الإنترنت، وظهرت أعراض التناقض بفجاجة من خلال تعليقات القراء علي الصفحات الفنية علي الإنترنت. حالة عداء المعلقين علي الأخبار والمقالات والتقارير الفنية علي المواقع الإلكترونية للفن والفنانين مثيرة للانتباه فعلا، خصوصا وأن أفلام السينما تحصد الملايين حين عرضها، ومواقع تحميل ألبومات وأغنيات وصور وبوسترات الفنانين علي الإنترنت توحي بأن الشعب المصري، بل والشعوب العربية عموما تدور في محراب الفنانين ليل نهار، بينما لا يؤدون أعمالهم المطلوبة منهم بسبب تفرغهم لملاحقة الأفلام والأغنيات والفنانين والفنانات! شعرت بغصة في حلقي عندما تجرأ أحد المعلقين علي ملف عن عبد الحليم حافظ وأحمد زكي في ذكري وفاتهما وكتب هذا التعليق المؤسف: «هيه دي نهاية الفنانين بصرف النظر عما يقدمونه، إنما لأنها مهنة لا تعرف عن الحلال شيء.. لازم كل واحد منهم يموت بطريقة عجيبة.. سبحان الله ربنا حاططهم لنا مثل وعبرة لعلنا نتعظ... ليس لنا إلا الله.. هؤلاء أخذتهم الشهرة والعزوة والمال والجاه عن طريق الله وعن عبادته، فطبعا لازم تكون هيه دي نهايتهم.. جهنم وبئس المصير». بالطبع يحزن القراء ويحبطون عندما يتجاهل الصحفيون والكتاب تعليقاتهم ولا يردون عليها، ولكن كيف يمكن أن يرد علي كلام مثل هذا القارئ الذي سمح لنفسه بعقاب الفنانين بجهنم وبئس المصير متجاوزا رحمة الذي لا يغفل ولا ينام؟! وكيف نرد علي معلق تجاهل أن أكثر من نصف المصريين يموتون بطريقة عجيبة.. ذلك إذا اعتبرنا أن السرطان والبلهارسيا وفيروس سي من مسببات الموت العجيب.. فهل خلق الله المصريين عموما ليكونوا عبرة ومثل وعظة للعالمين؟! بعض من العقل والرحمة يا أيها المعلقين المحترمين سيكفينا ويكفيكم شر إطلاق الأحكام ورمي الناس بالباطل والتشهير ببشر لا يعلم سوي الله ما في ضمائرهم وقلوبهم، فلستم أفضل ممن ترمونهم بأحكامكم، ولا يملك أحدكم يقينا لا يقبل النقاش والجدل. لا أحمل أي تعال علي المعلقين علي الصفحات الفنية، لكني فقط أحاول فهم منطقهم، فنفسية المعلق علي موضوعات فنية تحتاج فعلا إلي دراسة متعمقة، عندما نجد أن أغلب من يعلقون عليها يكون كارها ومستفزا ومستنفرا من الفن وأهله، وهو ما يدفعنا لسؤال من يعلق، عن ذلك الظرف الذي أجبره علي قراءة صفحة الفن علي موقع علي الإنترنت، ثم عن ذلك الظرف الذي دفعه لكتابة تعليق علي موضوع قرأه بالصدفة، فقد يدفعني فضولي أحيانا لقراءة خبر اقتصادي، لكن فضولي هذا لن يغريني أبدا بالتعليق علي هذا الخبر الذي قابلته صدفة.. فلست من المهتمين بالاقتصاد بأي شكل من الأشكال. الحقيقة أن القاريء الذي يكتب تعليقا علي موضوعا فنيا، هو قارئ شغوف بالفن، بل إن أكثر تعليقاته لا تكون إلا علي الأخبار ذات الصبغة الساخنة والتي يهوي العامة الخوض في تفاصيلها.. كخبر عن طلاق أو مرض أو مشهد ساخن لفنانة أو فنان، أو تصريح جريء وغير معتاد لفنانة أو فنان.. يبذلون أقصي ما لديهم لقطع وقت فراغهم الهائل، وتفريغ كبتهم في كلمات عابثة وغير مسئولة يسبون فيها فنانا ويتهمون فنانة أخري بالزنا والعهر، ويوصمون مخرجا بتهمة القوادة.. يستريح ضميرهم ويهدأ بالهم بعد أن يفرغوا ما في جوفه.. تماما كما يستريح ضمير المحكمة لحكمها علي متهم معين! فلنتركهم إذن يقولون ما يرغبون في قوله، وليحتمل الصحفيون والفنانون اشتباكات وسخافات واستفزازات وسائط الاتصال الحديثة أو فليهربوا مفضلين عزلة رسائل البريد الإليكتروني. وجهات نظر المعلقين علي المواد المنشورة عبر الإنترنت علي اختلافها وعلي تخلفها أحيانا وعلي نضج البعض منها وأهميته، واحتمال الجارح منها والكاره والسافل والبذيء.. كلها نقاط قوة تصب في وعي الصحفي والكاتب.. قد تحبطه قليلا، لكنها تثقل وتزيد إصرار أولي الموهبة ومحبي المهنة والمؤمنين بأهمية الفن وقيمته علي المضي قدما في الاتجاه الذي اختاروه. ويكفي الكاتب والصحفي رأي معلق واحد فهم واستوعب وصدق وآمن واختلف واتفق، لكنه احترم ما كتبته ويكفيه احترام قارئ واحد لم يعلق أصلا، ويكفي إيميل واحد من قارئ اشتري الجريدة بحر ماله، ولا يهم علي الإطلاق - وأعني الكلمة فعلا - رأي أي كاره وحاقد ومستخف وجاهل وناقص وعي ومدعي معرفة في الفن والفنانين، فليس المعلقون علي الإنترنت هم قراء الصحف والمشترين لشريط الكاسيت والقاطعون لتذكرة السينما، ولا هم حتي ممن يقطعون تذكرة لحضور حفل مدرسي أو حفل في الأوبرا أو حتي الأزهر بارك، وإنما هم مجرد هواة ومستخدمي إنترنت يقضون وقت فراغهم.. يتجولون في صفحات الفن بشغف ثم يتعالون علي من بذل مجهودا لتقديمها لهم علي طبق من فضة.. يدفعون مقابل ذلك فقط ثمن اشتراك وصلة الإنترنت مع 10 من جيرانهم. الفذلوك.. فلسفة وكلام كبير ومهم.. لكن كل المعلومات خاطئة عبير عبد الوهاب لن تحتار كثيرا في التعرف علي المعلق الفذلوك، فردوده كلها تحتوي علي معلومات مضروبة ووجهات نظر فلسفية بلا أي معني حقيقي ولا علاقة لها بالخبر أو الموضوع المنشور، وغالبا ستجده يبدي رأيه متطوعا في كل المواضيع، حتي وإن لم يكن لها علاقة ببعضها.. ستجد مثلا تعليقا منشورا علي موقع MBC علي خبر تعديل دور رجل الدين في فيلم «الثلاثة يشتغلونها»، يقول صاحبه: «أعتقد أن السيناريوهات الموجودة حاليا في السينما تستحق «النقض» -بالضاد- النقض في ماذا؟ في كيفية التحضير لرؤية من الجمهور «المستهدف» بالفيلم جمهور خاص؟ أم النخبة المثقفة والمتعلمة؟ أم الأطفال؟ أم النساء؟ أم جمهور عام؟ وأين؟ في بلد معين؟ أو قومي معين؟ أم لكل الناس؟»، وطبعا لن تفهم شيئا من تعليقه بعد أن تنتهي من قراءته، ولا حتي علاقة اللي بيقوله المعلق بالموضوع المنشور! وهناك أيضا المعلق الفذلوك الذي يصحح المعلومات للصحفي، مثل ذلك الذي علّق بكل ثقة علي ردود أفعال الفنانات الغاضبة من تصريح عادل إمام ، فكتب تعليقا ساخرا يقول فيه: «هي زيزي مصطفي مش توفاها الله في رمضان قبل اللي فات؟ ولا هي واحدة تانية؟ ولا هو أي كلام وخلاص؟ ركزوا شوية» لأ وكمان طالب الصحفي في نهاية تعليقه بالتركيز! كاره الفن.. عندما تجد اسم مهاتير محمد في تعليق علي خبر «لمروي أمة نعيمة»! محمد عبد الكريم الأمر هنا ليس مجرد استخفاف بمهنة، أو اعتراض علي عمل ما لأسباب دينية، لكنه كره حقيقي للفن عموما بلا أسباب، هنا من الصعب أن تحصل علي إجابة لهذا السؤال: «إذا كنتم تكرهون الفن إلي هذه الدرجة، فلماذا تتعبون أنفسكم في قراءة أخباره والتعليق عليها؟»، فقد علق أحدهم علي خبر: «طارق عبدالحليم يوقع ألبومه الجديد» المنشور علي موقع مصراوي، وقال: «اختشو علي دمكوا، وكفاية إنكو واكلينها والعة، وكفاية المصايب إللي شفناها من فنكم».. هذا التعليق مثلاً نموذج للشخص الكاره للفن المنفسن اللي مابيصدق يلاقي خبر فني كي يخرج كراهيته للمهنة ومن يمتهنوها، لذا فأنت تجد صاحبه يتعامل مع الفن علي أنه السبب الأساسي في كل المصائب التي تحل بالبلد، كما علق أحدهم علي موقع مصراوي علي حوار ل «مروي أمة نعيمة»، تقول فيه إن السينما لم تبعدها عن الغناء: «خربتوا البلد والبلد بتصرف علي الرقص والفن واللي بيفنّوا أكتر ما بتصرف علي دعم الغلبان أو البحث العلمي.. اقروا سيرة محمد مهاتير وانتوا هتشوفوا الفرق».. ما الذي يستدعي أن تأتي سيرة مهاتير محمد في موضوع عن «مروي أمة نعيمة» سوي أن صاحب التعليق يبحث عن أي وسيلة يعلن بها كرهه للفنان! وأحد رواد موقع الدستور قال بعد خبر «تامر حسني يعتدي علي مصور لبناني: «آه منكم يا فناني العار الذين أشعلتم الفتنة بين الشعبين».. هم أيضًا يفرحون في أي مصيبة تحدث للفنان، حيث علق أحدهم علي خبر رفض عمرو سعد التفتيش في المطار، المنشور في الدستور أن هؤلاء الفنانين: «لو كانوا موجودين في الدنيا من ستين أو سبعين سنة كان نفس الشعب ده اعتبره هو وإللي زيه من قاع المجتمع، وأري أن الفن ليس بالشيء المهم». الداعي للهداية.. يكتب خطابًا دينيًا بعد تصفحه كل أخبار الفنانين محمود مصطفى كمال هناك مجموعة من المعلقين بصفحات الفن علي الإنترنت دائمة الدعوة للبعد عن الفن والتقرب إلي الله.. الأمر الذي يجعلك تتساءل عما ساقهم إلي صفحة الفن في الأساس، فأخبار الفنانين هي أخبار تبحث عنها وتذهب إليها بكامل إرادتك، ولا تسقط عليك من السماء، فما الذي يقودك إليها إذا كان بها ما يؤذي ثوابتك في الحياة؟! فتصبح في النهاية متابعًا لجميع الموضوعات الفنية وتعرف جميع الأخبار أكثر من المهتمين بالفن أنفسهم! ولكن بنظرة سريعة للتعليقات، تجد أن الموجود بها هو سخط اجتماعي يبحث عن متهم يتوجه إليه، فيأخذ الشكل الديني، ففي خبر طلاق غادة عبدالرازق بموقع مصراوي علقت واحدة من الزوار: «اتقوا الله في وطنكم، بعد التمثيل بجثة الشاب المصري في لبنان والمهانة.. أمثال غادة عبدالرازق هم من لوثوا سمعة مصر في الخارج»، وكأن مشكلة مصر الأولي هي أن غادة عبدالرازق لا تتقي الله بعيدا عن أزمة الأنابيب وحوادث القطارات وقانون الطوارئ التي سببها أناس لا يتقون الله! وفي حوار مع سمية الخشاب لموقع الmbc عن تنافسها مع المطربات بألبومها الغنائي، علق أحد الزوار: «تنافسي علي طاعة الله خيرًا لك قبل الموت، فالموت آت لا محالة»، وفي خبر بالدستور عن منع ألتون جون من الغناء بمصر: «لو أبو لهب مثلا كان عنده موهبة في الغناء كنتم هتسمحوا له بالغناء في مصر؟ يا عالم والله سبب مشاكلنا كلها هو البعد عن الله عز وجل»، وفي حوار لهيفاء وهبي علي موقع مصراوي، اكتفت إحدي المعلقات بالنصيحة: «اتقي الله وتوبي قبل فوات الأوان»! ما فائدة وضع الأمور في غير موضعها.. فنان يصدر ألبوما نقوله: «إنت علي فكرة هتموت"! أو فنانة نعلق في رقبتها سمعة مصر رخامة كدة -رغم كل البلاوي اللي في البلد!- فتستطيح الأمور يؤدي إلي تسطيح النصيحة في النهاية، وهؤلاء ممن يتبارزون في محاولة الإثبات لأنفسهم أن جميع الناس في ضلال ويحتاجون إلي أن يقضوا وقتاً أقل علي صفحات الفن بالإنترنت، خصوصا أنهم يبررون أمام أنفسهم أن دخولهم لقراءة أخبار الفنانين والفنانات بتقديم نصيحة دينية لتخليص ضميرهم من قراءة صفحات الفن، رغم أن الفن ليس ضلال مبين! الحاقد.. أينما وجدت موضوعا عن أجور الفنانين ستجد تعليقه عبير عبد الوهاب هذه النوعية من المعلقين تجدها أينما وجدت الأرقام الكبيرة والملايين التي يحصل عليها أهل الفن، فوسط عشرات التعليقات، غالبا ستجد ذلك المعلق الذي يشبه قاسم السماوي، وهو يصرخ من الحسرة قائلا: «جتنا نيلة في حظنا الهباب»، وغالبا لن تخرج تعليقاتهم عن «اسطمبة» واحدة تنتهي دائما بأن الغلابة كتير، وأولي بهذه الملايين من هؤلاء الفنانين.. بعدها مباشرة ستجد مقارنة سريعة بين مرتب المعلق وأجر الفنان، وكأن الفنان ده ما بيعملش حاجة في حياته غير أنه بيقبض! والمعلق الحاقد ستعرفه بسهولة من عنوان تعليقه مثل: «اااااااااااااااااااااه» تعليقا علي سعر تذكره إليسا الذي وصل إلي 700 جنيه، و«حراااااااااااااااام» تعليقا علي خبر حصول محمد سعد علي أجر 12 مليون جنيه لتقديم مسلسل تليفزيوني، والمنشور علي موقع جريده الدستور، ويقول صاحب التعليق الذي يتعامل مع المبلغ علي أنه حق من حقوقه: «والله حرام كدة، بس ما تخافوش حقنا مش حايضيع لأن نص المبلغ بالضبط حيروح للغالي علينا غالي بطرس غالي والله ما حيسيبه»، وتعليق آخر مطول علي الخبر نفسه بدأ ب «يا عالم حرام عليكم، ده ربنا حيحاسبكم علي ملايين الجنيهات اللي بتدفع لشوية صيع»! وتعليق آخر عبر صاحبه عن استفزازه بقوله: «أنا معيد في هندسة وباخد أقل من 500 جنيه شهريا»، وعلي موقع الmbc.net تشابهت التعليقات علي خبر رفض منة فضالي رد الشبكة لخطيبها، والتي بلغت قيمتها 60 ألف جنيه، ومن هذه التعليقات: «60 ألف جنيه حق شبكة، وفيه أكثر من 60 ألف مصري مش لاقيين جنيه واحد يصرفوه في اليوم»! بينما عبر معلق آخر علي موقع الدستور عن غضبه من أجر هيفاء وهبي عن حلقة «راجل ست وستات» والذي وصل إلي 200 ألف دولار قائلا: «200 ألف دولار في حلقة واحدة؟ يعني مليونًا و200 ألف جنيه، وإحنا لو اشتغلنا عمرنا كله مش هنجمع عشرهم.. ربنا علي الظالم».. الفنانون في كل مكان في العالم معروف أن أجرهم تفوق كثيرا أجور باقي شرائح الجمهور من عماله إلي وزرائه، فتلك طبيعة الأشياء، فلماذا نعقد دائما مقارنات لن تجدي بين أجورهم وأجور أي شريحة في المجتمع، فليس الفنانون هم المسئولون عن فقر الفقراء، فحاسبوا أولياء أموركم. المستخف بالفن.. يتوقع قراءة خبر عن الجدار العازل في صفحات الفن! محمود مصطفى كمال هناك بعض المسلمات البسيطة في الحياة، مثل أن تطلب واحد شاي فيأتي لك واحد شاي، ولك كل الحق في الغضب إذا أحضروا لك قهوة بدلا من الشاي، ولكن أن تثور لأنك طلبت واحد شاي، فجاء لك واحد شاي! فهذا هو قمة العبث.. هذا الموقف كثيرا ما يتكرر علي صفحات أخبار الفن علي الإنترنت، فتجد بعض المعلقين، وقد دخلوا إلي قسم الفن بالموقع الإخباري، فيجدون - ويا للغرابة!- أخبار الفن، فتنزل عليهم الصاعقة! كيف يجدون أخبار الفن في قسم الفن! ويبدأون في التهليل، لأن هناك في بلدنا ما هو أهم من ذلك، مع أنهم لو تحركوا إلي القسم السياسي أو التحقيقات، لوجدوا ما يريدون وزيادة. مثال لذلك، تعليق علي خبر بموقع جريدة الدستور عن مبيعات ألبوم أبو الليف: «هوا مفيش حاجة في البلد إلا الغنا! عاوزين حاجة مفيدة.. البلد في دمار، وإنتوا ولا حاسين بحاجة!»، وبنفس الخبر: «ده الطبيعي من شعب تافه إنه يسمع أغاني، هتنتظر منه إيه غير التفاهة»، وعلي موقع مصراوي تعليق علي خبر عن طلاق غادة عبد الرازق: «أنصحكم بعدم قراءة مثل هذه الأخبار التافهة، حتي لا تعطون لأمثال هؤلاء أهمية»، وعلي موقع الMBC، كان هناك خبر عن خروج الشاب مامي من السجن، فعلقت إحدي المعلقات: «يدخل أو يخرج أو يرمي نفسه في البحر.. ما دخلنا نحن؟!»، لذلك فهناك بعض المعلقين والقراء لديهم قناعة بتفاهة الفن، ولن نناقشهم في قناعتهم، ولكن وجب التنويه - نظرا لإصرارهم علي البحث عن أخبار «مهمة» للبلد في صفحات الفن- أنهم لن يجدون أخبارًا عن انخفاض أسعار الحديد وتحديد حد أدني للأجور وتعديل المادة 76 من الدستور، ونؤكد لجميع المعلقين من هذه النوعية، أن صفحات الفن لا ينشر بها سوي أخبار الفن والفنانين! المدافع .. معجب ولهان يهتم بتجميل الفنان إسلام مكي نظرة واحدة علي التعليقات التي تكتب أسفل الأخبار الفنية علي مواقع الإنترنت ستؤكد لك أن هناك فرقا مخصصة للدفاع عن الفنان تحت أي ظرف.. مستعدون دوما لارتداء المظلات، أو استعمال البنادق الآلية، أو حتي الوقوف علي منصة عالية والتسبيح باسم الفنان.. هؤلاء «المدفعجية» ليس لديهم وجهة نظر.. هم مع الفنان دوما.. مش فارقة معاهم، وهم يمتلكون قدرا لا يستهان به من السطحية في التعليقات، ففي خبر «تامر حسني»: «دخلت في مشادة مع مصور لبناني لأنه شتم عمرو دياب وشيرين» المنشور علي موقع الدستور، دافع بعض الأشخاص عن تامر حسني، وكتب أحدهم: «حتي لو تامر عمل كده فعلاً.. طول عمره راجل، واللي عمله حتي لو مجرد انفعال.. دا ملوش غير تفسير واحد.. إنهم غيرانين من نجاحه، وغيرته علي الكينج عمرو دياب.. هو ده تامر كده.. كنج من يومه، بحبك يا أجمل تامر حسني في الدنيا.. ربنا يسعدك مش هاقولك بحبك قد إيه بس أنا فعلاً بعشقك». تعليق لا يتضح منه سوي أن صاحبه إما يمتلك عقلا أو لا يمتلك عقلا؟ يكفي طريقته الساذجة في كتابة التعليق، وفي تبريراته غير المنطقية لتصرفات تامر.. تعليق من نفس النوع، رغم أنه كتب بطريقة لوغاريتماتية جاء علي خبر نشر علي موقع mbc.net ، «خالد سليم يهاجم فيلماً لتامر حسني ويصفه بالخادش للحياء».. حيث كتب معلق: «أنا من رأيي إن الفيلم زي أي فيلم مصري لا يخدش أي حياء والله ما عمل شيء جريء في أفلامه والفيلم هادف وجميل وأغانيه عاديه جداً ما فيها أي شيء.. لو الواحد بيحب واحد مش هيهتم بالحاجات دي».