جامعة القاهرة تطلق جائزة التميز الداخلي للجامعات 2025 تأهيلًا للمشاركة في جائزة التميز الحكومي    التضامن تنفذ أنشطة تثقيفية ورياضية وترفيهية بمؤسسة فتيات العجوزة    وزير الخارجية والهجرة يلتقى الجالية المصرية فى مالى    انخفاض سعر الذهب اليوم في مصر ببداية تعاملات الخميس    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 24 يوليو 2025    «زي النهاردة».. محمد سعيد باشا الذي «كان يحب المصريين ويكره الأتراك والشراكسة» حاكمًا على مصر 24 يوليو 1854    عوائد الإعلانات تقفز10% مع توسع جوجل في الذكاء الاصطناعي رغم مخاوف السوق    تنسيق الجامعات 2025 علمي علوم.. كليات تقبل من 60% ومؤشرات الحد الأدنى للقبول    إصابة 4 عمال إثر سقوط مظلة بموقف نجع حمادي في قنا.. وتوجيه عاجل من المحافظ- صور    رسميًا بعد القفزة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 24 يوليو 2025    سيناء في «قلب جهود التنمية»    الرئيس الصيني: نسعى لتعزيز الثقة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي رغم الخلافات    قصف إسرائيل ومطار «بن جوريون» خارج الخدمة مؤقتًا    «صفقة قادمة».. شوبير يشوّق جماهير الأهلي حول المهاجم الجديد    أرخص الجامعات الأهلية في مصر 2026.. المصروفات الكاملة وطرق التقديم (القائمة المعتمدة)    لطلاب البكالوريا 2025.. تعرف علي كليات مسار الآداب والفنون    بعد انتهاء التصحيح.. ترقبوا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 والتسجيل لاختبارات القدرات    إصابة شخصين إثر انقلاب سيارة بطريق "الإسماعيلية- العاشر من رمضان"    تنسيق المرحلة الأولى 2025.. قائمة بالكليات المتاحة علمي وأدبي ومؤشرات الحد الأدنى للقبول    أحد الزملاء يخفي معلومات مهمة عنك.. حظ برج الدلو اليوم 24 يوليو    مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا    روسيا: تعليق عمل مطار سوتشي 4 ساعات بسبب هجمات أوكرانية    في ذكرى يوليو.. قيادات حزبية وبرلمانية: خطاب الرئيس يؤكد صلابة الدولة    موت بإرادة الأب.. النيابة تأمر بدفن جثة ضحية شبرا الخيمة    علي أبو جريشة: عصر ابن النادي انتهى    تايلاند تعلن إغلاق المعابر الحدودية مع كمبوديا وتستدعي سفيرها مع تصاعد التوترات    نهاية سعيدة لمسلسل "فات الميعاد".. تفاصيل الحلقة الأخيرة    السفير رياض منصور: البيت الأبيض قادر على وقف النار خلال 24 ساعة    الصحة العالمية: جوع جماعي في غزة بسبب حصار إسرائيل المفروض على القطاع    نجاح فريق طبي بمستشفى الفيوم في إنقاذ مريض مصاب بتهتك وانفجار في المثانة بسبب طلق ناري    رئيس محكمة النقض يستقبل وزير العدل الأسبق لتقديم التهنئة    الاكتتاب في سندات الخزانة العشرينية الأمريكية فوق المتوسط    مخرج «اليد السوداء»: نقدم حكاية عن المقاومة المصرية ضد الاحتلال    أحمد نبيل فنان البانتومايم: اعتزلت عندما شعرت بأن لا مكان حقيقى لفنى    بأغنية «يا رب فرحني».. حكيم يفتتح صيف 2025    أحمد سعد يطلق «حبيبي ياه ياه» بمشاركة عفروتو ومروان موسى    إخماد حريق في محطة وقود بالساحلي غرب الإسكندرية| صور    رياضة ½ الليل| إقالة سريعة.. سقوط المصري.. السعيد فرحان بالزمالك.. وفحص الخطيب بباريس    حسام موافي لطلاب الثانوية: الطب ليست كلية القمة فقط    بمستشفى سوهاج العام.. جراحة دقيقة لطفلة مصابة بكسر انفجاري بالعمود الفقري    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل سلطة التونة بالذرة    سيف جعفر: فيريرا يتعامل معنا بشكل مثالي.. والصفقات الجديدة إضافة قوية    إيران تحذر مدمرة أميركية في خليج عمان.. والبنتاغون يرد    بعد شكوك المؤامرة.. عبدالله السعيد يتدخل للإطاحة بنجم الزمالك.. تقرير يفجر مفاجأة    شوبير يكشف حقيقة اهتمام الأهلي بضم أحمد فتوح    «محدش قالي شكرا حتى».. الصباحي يهاجم لجنة الحكام بعد اعتزاله    سعر الموز والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 24 يوليو 2025    صاحب مغسلة غير مرخصة يعتدي على جاره بسبب ركن سيارة بالإسكندرية    لا ترمِ قشر البطيخ.. قد يحميك من مرضين خطيرين وملئ بالفيتامينات والمعادن    ارتفاع البتلو وانخفاض الكندوز، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    هل انتهت الأزمة؟ خطوة جديدة من وسام أبو علي بعد أيام من غلق حسابه على إنستجرام    حماس تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة إلى الوسطاء    5 معلومات عن المايسترو الراحل سامي نصير    اليوم، تعديلات جديدة في مواعيد تشغيل القطار الكهربائي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منك لله يا 2009

ها هو عام 2009 أوشك علي الرحيل، لم يعد متبقيا فيه إلا أسبوع واحد تقريبا.... والحقيقة أنني لا أتذكر هذا العام، لا أتذكر أحداثه، كل ما أذكره عنه أنه كان عاماً ثقيلاً وفقط..
ولا أظن أن "ثقل" دم وهواء وظل وأحداث هذا العام هو أمر أحسسته وحدي، أظنه إحساس عام ... فأنت لا تقابل أحداً ولا تتكلم مع أحد إلا واخبرك بضجره من هذا العام وغضبه منه وأمنياته برحيله... ويحلم البعض مثلي ويتفاءلون بالعام المقبل ويتمنونه عاما أسعد للجميع!
ماله عام 2009 ولماذا غضبنا منه واكتأبنا فيه وكرهناه وتمنينا رحيله؟ عام الهجوم علي الوطن!
يمكنني اعتبار عام 2009 عاما في مجال السياسة الخارجية عاماً "للهجوم العربي علي مصر" فقد بدأنا العام وعدوان إسرائيل علي غزة ومجازره ضد المدنيين هي الحدث الأهم، ذلك العدوان الذي صاحبه بدعم "حماس" وتحريضها قيام الفلسطينيين بكسر الحدود واجتياح المعابر المصرية في سيناء ومهاجمة مصر بزعم عدم فتح المعابر للأغذية والأدوية وصاحبه أيضا الإصرار العمدي بعدم تصديق مصر التي أكدت مراراً وتكراراً أن الحدود والمعابر مفتوحة للشئون الإنسانية وأن القوافل الغذائية والدوائية تدخل للفلسطينيين، لكن أحداً لم يصدق بالقصد والعمد ففجروا المظاهرات الصاخبة المهاجمة لمصر وسياساتها وحاصروا السفارات المصرية وحرقوا الأعلام المصرية في مظاهرات الغضب التي خرجت بتنظيم وإعداد وسيناريوهات محددة في الكثير من الدول العربية وما صاحب ذلك أيضا من هجوم إعلامي مستمر ومتصاعد من قناة الجزيرة والقنوات الشقيقة - علي مصر، وكأن حرب غزة كانت فرصة ذهبية للمتربصين بمصر للهجوم عليها، لم يحرقوا أعلام إسرائيل التي ترتكب المجازر ضد المدنيين في غزة ولم يطالبوا لا الأردن ولا لبنان بفتح الحدود مع إسرائيل تخفيفا للضغط والحصار علي المدنيين في غزة، لم يطالبوا حسن نصر الله بمحاربة إسرائيل وضرب مدنها الشمالية بالصواريخ، لكنهم حرضوا الفلسطينيين علي كسر وتحطيم المعابر والاعتداء علي الجنود والضباط المصريين واستفزازهم كأنهم يهدفون مجزرة فلسطينية بأيد مصرية تكون ذريعة للصراخ والغضب والهجوم والولولة وإثارة المصريين ضد الحكومة واشاعة الفوضي في الشارع المصري بما لذلك من مخططات وأهداف لايعلمها إلا الله، هاجموا مصر وشتموا فنانيها وهاجموهم ووحدوا بين الدفاع عن غزة والهجوم علي مصر، فإن لم تهاجم مصر أنت ضد غزة ومع قتل مواطنيها، وإن دافعت عن غزة فأنت ضد مصر المجرمة التي لم تفتح المعابر ولم تحارب حتي آخر جندي، ونسينا غزة وأحداثها وحماس ودورها فيما يحدث ونسينا "الفتحاوية ورجال السلطة" اسري سجون ومعتقلات حماس، وهاجمنا مصر علي أي شيء وكل شيء!
وفي المولد، نشطت تيارات سياسية وقوي إقليمية وصحف ومحطات فضائية، كلها تطبل علي نغمة واحدة وكلهم يصرخون بصوت واحد وفي وقت واحد ضد مصر! هكذا بدأ عام 2009 وقبل نهايته، فتحت جبهة جديدة للهجوم علي مصر وهي الجبهة الجزائرية التي رفع جمهورها في مباراة السودان لافتات تهاجم مصر باعتبارها ضد غزة وضد فتح المعابر هناك، وكأن السنة بدأت وانتهت بالهجوم علي مصر، ليس مهما المدخل الذي سندخل منه، غزة تارة، تصفيات كأس العالم تارة أخري، الذريعة ليست مهمة، لكن الأهم هو الهجوم علي مصر لأسباب يعلمها الجميع، لدورها الإقليمي الذي يسعي الكثيرون لتنحيتها عنه واحتلال مكانتها، لحجمها وثقلها الافريقي والعربي.... عام 2009 العام العربي للهجوم علي مصر، محاصرة سفاراتها، حرق أعلامها في اليمن بسبب غزة وفي الجزائر بسبب تصفيات كأس العالم! وبالطبع هذا الهجوم ومناخه الرديء وصم عام 2009 باعتباره عاماً سخيفا ثقيلا علي القلوب والأنفس وعلي المصريين جميعا! عام 2009 عام الأزمة الاقتصادية
هل في 2009 ازداد الغلاء وانخفضت القيمة الشرائية للجنيه وأصبحت الدخول والرواتب لاتحقق لأصحابها ذات المستوي المعيشي الذي كانوا يعيشونه قبل 2009بصرف النظر عن رأينا في ذلك المستوي وبصرف النظر عن أمنياتنا الدائمة في تحسينه.؟ علي الأرجح نعم وعلي الأرجح عاني الجميع باختلاف الطبقات الاجتماعية والوظائف والدخول من أزمات اقتصادية متفاوتة القوة، فالأسعار ارتفعت والدخول ثابتة بل وقلت بالنسبة لعدد لابأس به من الاعمال الحرة والمهنية فإذا بالجميع يعاني ويعاني!!!!
هل في 2009 تأثرت الاعمال التجارية والمهنية المحلية بسبب الأزمة العالمية، لا أعرف ما هو الانعكاس المباشر لتلك الأزمة علي واقعنا وقدر ارتباطنا بالاقتصاد العالمي وتأثرنا بأحواله وأزماته، لا أعرف بالضبط، لكني أري وأسمع شكاوي الكثيرين، بأن الأزمة تعصف بأمانهم الاقتصادي واستقرار اعمالهم ومستوي دخولهم، وأن الركود في سوق العقارات وثبات أو انخفاض أسعارها، وجمود السوق لخوف أصحاب السيولة المالية من التفريط فيها في وقت أزمة لايعرفون لها تاريخ نهاية، كل هذا أثر سلبا علي العديد من الأعمال المهنية والتجارية، وتأثر تلك الأعمال بالأزمات العالمية أثر بشكل سلبي ايضا علي احوال السوق كله، طبقا لنظرية الأواني المستطرقة، فالماء لايجري هنا ولايجري هناك، والركود يخنق هذا المجال الذي بدوره يخنق عدة مجالات أخري وهكذا...
في عام 2009 عانت ولاتزال تعاني الطبقة المتوسطة المصرية من آثار كل الأزمات الاقتصادية علي حياتها وكيانها ووجودها الاجتماعي، في 2009 "اتفعصت" الطبقة المتوسطة المصرية بجميع شرائحها وعانت الأمرين، وبالطبع انعكس ذلك كله علي أحوال المجتمع المصري، فالطبقة المتوسطة هي عصب المجتمع وعموده الفقري وهي التي تعيش الرواج وتتمزق من الركود والكساد وهي التي تنفق في مجالات مختلفة فينتعش المجتمع كله أو تقبض يدها فلا يجد المجتمع إلا رفع يده لله بكشف الغمة ورفع الهم!! عام 2009 عام الخسائر...!
هل خروج فريقنا القومي لكرة القدم من تصفيات كأس العالم 2010 وهزيمته في المباراة الأخيرة من فريق الجزائر وما صاحب ذلك من اعتداءات علي جمهورنا في السودان واعتداءات علي منازل المصريين وشركاتهم في الجزائر وما صاحب ذلك من رغبة في الثأر والانتقام لدي المصريين غضبا لكرامتهم التي اعتدي عليها وعلمهم الذي اسقط عمدا تحت الأقدام والمظاهرات الغاضبة حول السفارة الجزائرية في القاهرة ثم احساس معظم الناس ان الموضوع اغلق ولو مؤقتا - لاعتبارات دبلوماسية وأنهم لم يحصلوا علي حقوقهم ولم يردوا الصاع الذي أوجعهم صاعين وثلاثة وعشرة، هل فقدان الحلم الذي راود الكثيرين بتمثيل فريقنا في جنوب أفريقيا ضمن الفرق المتنافسة علي كأس العالم، ثم الاحساس بالإهانة المصاحب لضياع الحلم، ثم الاحساس بضبط النفس وعدم الرد، هل هذا كله زاد من سخافة عام 2009 فأصبح لدي المصريين عام يضاف لأعوام الاحباطات والخسائر والاوجاع فكرهوه أكثر وأكثر وتمنوا رحيله؟
هل خسارة فريقنا القومي للشباب لبطولة كأس العالم للشباب التي اقيمت علي أرضه ووسط جمهوره وخروجه من المراحل الاولي للتصفيات، هل هذا اشاع جواً من الكآبة علي احداث عام 2009 لاسيما أن الجمهور الكروي لم يعتبر أن الأمر محض خسارة بطولة اقيمت علي أرضه بل فقد الثقة في فريق الشباب الذي كان يضع آمالاً كبيرة عليه ليس فقط في البطولة التي خسرها بل في المسيرة الكروية المستقبلية، لكن الفريق خرج من التصفيات وخسر البطولة وكشف للجمهور الكروي عن ضعف في المستوي والأداء حطم الاحلام المستقبلية واشاع اليأس في النفوس و"أصلها سنة كئيبة"!!!!
في عام 2009 خسر الوزير فاروق حسني معركة رئاسة اليونيسكو.. وبصرف النظر عن رأي الكثيرين في السيد الوزير وأدائه الوزاري، إلا أن خسارة معركته لم تؤثر عليه وحده، ففي الحقيقة أن مصر هي التي خسرت المقعد، ولو كان السيد الوزير كسب المعركة وعين رئيسا لليونيسكو لكانت مصر هي التي كسبت المقعد ورئاسة المنظمة الدولية، هل خسارتنا لمقعد رئاسة منظمة اليونيسكو زادت من احباطاتنا بهذا العام 2009؟! عام 2009 عام التوتر والهم الاجتماعي..!!!
هل وباء أنفلونزا الخنازير، ذلك الوباء العالمي ودخوله لمصر مثل بقية بلدان الكوكب - وانتشاره، والإعلان اليومي عن عدد المرضي به وعدد الوفيات منه وعدد الفصول والمدارس التي اغلقت، والتصريحات المختلفة بشأن ذلك المرض وتوقع حدة انتشاره في شهري يناير وفبراير وزيادة عدد الوفيات منه وخوف الناس وبالذات أهالي التلاميذ من مرض أطفالهم نتيجة العدوي في المدارس والشائعات حول تعطيل الدراسة أو انهائها والشائعات حول منع الحج ثم السماح به بشرط تطعيم الحجاج من ذلك المرض، والشائعات حول ظهور ذلك المرض علي بعض الحجاج بعد عودتهم من الحج رغم سابقة تطعيمهم، هل هذا المناخ المتوتر المترقب لكارثة صحية، هل الخوف من ذلك المرض والهلع الذي يصيب كل البيوت إذا ما "عطس" أحدهم أو أحمرت عيناه أو ارتعش لارتفاع حرارته "شرطة أو اتنين" هل هذا المناخ المتوتر أحد الأسباب التي جعلت الناس تكره عام 2009 وتحنق عليه وتتمني رحيله هو وأنفلونزا الخنازير كأن رحيله ودخول العام الجديد سينهي ذلك الوباء والمرض والتوتر والقلق المصاحب للخوف منهم؟ هل نفاذ قانون الضرائب العقارية، والتزام المصريين من ملاك العقارات بجميع أنواعها سواء كانت "عشة أو قصراً" بتقديم الاقرارات الضريبية التي تفيد تملكهم لتلك العقارات والتخوفات العامة لدي الجميع بأعباء ذلك القانون علي حياتهم إن لم يكن اليوم يكون غداً واحساسهم أن الحكومة تقبض عليهم من رقابهم وتحاصرهم بمكوسها وضرائبها وتشاركهم ملكياتهم وتقتسم معهم دخولهم و"تحلق" عليهم من جميع الجهات سواء الضريبة الموحدة أو زيادة رسوم وضرائب ترخيص السيارات والضريبة العقارية فضلا عن ضريبة المبيعات والدمغات وغيرها، هل هذا زاد من هموم المصريين وقلقهم من المستقبل الذي يخافون منه أساسا ولا يطمئنون له "ففشوا" غلهم في عام 2009 واعتبروه عاما ثقيلا علي قلوبهم فتمنوا رحيله غير مأسوف عليه!!!!
في عام 2009 ازداد العنف الاجتماعي حدة وتبدي في أشكال مختلفة سواء ظاهرة التحرش الجنسي بالفتيات، التي اعتبرها شكلاً من أشكال العنف الاجتماعي العشوائي وليست مشكلة جنسية، سواء ظاهرة جرائم القتل العنيفة التي حدثت من أجل السرقة باقتحام المنازل الآمنة، سواء في أشكال التفجيرات والمشاجرات العنيفة بين متخاصمين كثر في قري مختلفة أو أحياء بسبب مواضيع تافهة بين أناس متوترين لايجدون منفسا لغضبهم وقد أصدرت المحاكم المصرية هذا العام أكثر من حكم جماعي بالإعدام وتأمل دلالات تلك الأحكام يفصح ويشير إلي عنف اجتماعي مكبوت قابل للانفجار في أي وقت ولأتفه سبب!!!
عام 2009 عام الصخب والضجيج الإعلامي
في عام 2009 صدر حكم من محكمة جنايات القاهرة بإعدام السيد هشام طلعت مصطفي رجل الأعمال المصري المرموق وصاحب ورئيس مجلس إدارة أكبر الشركات المصرية في مجال العقارات وصاحب المدن الجديدة الرحاب ومدينتي وغيرهما، والحقيقة أن الحكم بالإعدام في ذاته وأحداث القضية وما تضمنته من وقائع وأدلة بشأن مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم، لايعني بالنسبة لرجل الشارع أي شيء، قضية وقتل ومجني عليها ومتهم وإعدام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لكن تلك القضية حظيت باهتمام وضجة إعلامية كبيرة رهيبة، فكل الفضائيات والبرامج والجرائد والصحف، اهتمت بتلك القضية اهتماما كبيراً فظيعا مبالغاً فيه، بعضهم اهتم بالقضية لأن بطلها أحد أهم رجال الأعمال المصريين وعضو بمجلس الشوري وبالحزب الحاكم واعتبروا تلك القضية نموذجاً للتزاوج بين السلطة والثروة ودليلا علي مدي العنجهية التي تتملك نفوس رجال الأعمال واستهانتهم بالقانون بل وتمادي البعض واعتبر تلك القضية مدخلا لمناقشة قدر الفساد والانحراف في الحزب الحاكم ورجاله من رجال الأعمال وهاجم الحزب وحكومته من باب "هشام طلعت مصطفي"، بعضهم اهتم بالقضية لأن بطلتها فنانة لبنانية جميلة قتلت شر قتلة، متعددة الأزواج والعلاقات واهتموا كثيراً بتقرير الطب الشرعي الذي وصف جثتها بعد القتل مستعرضا الماركات العالمية للملابس الداخلية التي كانت ترتديها والساعة الماسية التي زينت معصمها وهي قتيلة منحورة الرقبة غارقة في دمائها، وما بين مدافع عن "الحاج هشام طلعت مصطفي" الرجل التقي الذي لايترك فرضا ويوزع الزكاة علي عمال شركاته وما بين مهاجم ل"هشام طلعت مصطفي العضو بالحزب الحاكم وعضو مجلس الشوري" نصب مولد ضخم نوقشت فيه القضية وأدلتها علي صفحات الجرائد والمجلات وفي البرامج الحوارية وقيم الحكم الصادر بالإعدام ورجح بعض المذيعين وضيوفهم إلغاءه وترافع المحامين أمام الكاميرات وفي الشاشات بعضهم يدافع عن المتهم وبعضهم يدافع عن القتيلة وبعضهم يتهم المافيا العالمية وبعضهم يتهم شيوخاً وأمراء عرباً بأنهم وراء تلك الجريمة وبعضهم اعتبر الأمر مؤامرة ضد شركات هشام طلعت مصطفي والاقتصاد المصري، ومن هناك كانت تلك القضية من أهم أحداث عام 2009 القضية التي استعرض الإعلام وقائعها وأدلتها وناقشوا الشهود والخبراء الشرعيين ونحوا القضاة جانبا وحكموا بدلاً منهم، بل وتمادي البعض والغي الحكم بمعرفته بدل محكمة النقض ووضع خطة الدفاع المستقبلية التي ستبدي أمام محكمة الجنايات بعد إلغاء حكم الاعدام وانتهي لبراءة هشام طلعت مصطفي من كل مانسب إليه، وتسلي المجتمع المصري بالقضية وانتهت النساء في محلات الكوافير وعلي ترابيزات النوادي بأن هشام بريء وأن محسن السكري بريء و"ياحرام ياحرام!!!" بل ونجح الاعلام في إدانة القتيلة باستعراض سلوكها الشخصي وتسليط الاضواء عليه إلي الحد الذي اعتبر فيه البعض أن قتلها "حلال" وأن "حرام جدع زي ده يروح في واحدة زي دي!!!" إنها قضية العام لأنها كشفت عن خواء اجتماعي رهيب وافلاس إعلامي رهيب بحيث لم يجد الجميع لمدة شهور طويلة إلا تلك القضية ليتحدثوا فيها وعنها وكأن كل مشاكل المجتمع انتهت وكل قضاياه الجادة "خلصت" ولم يعد أمامنا إلا الملابس الداخلية للقتيلة سوزان تميم وماركاتها العالمية والتساؤل عمن اشتراها وهل هو هشام طلعت مصطفي أم غيره من عشاقها الأثرياء أم أزواجها الكُثر!!!
هل هذا كل ماحدث في عام 2009 بالطبع لا، أحداث كثيرة، لم تترك في ذهننا فرحة ولم تترك في ذاكرتنا بهجة ولم تسعدنا، أحداث كثيرة، أوصلتنا جميعا لحالة من النفور من ذلك العام ورغبة في رحيله.... وتعددت الأسباب والظواهر التي تكشف عن نفور المصريين وغضبهم من عام 2009 إلي الحد الذي يتمني الكثيرون أن ينصرف ذلك العام بكل أحداثه الكئيبة متمنين أن يأتي عام 2010 إليهم بالخير والبركات ....... ولعام 2009 أقول "منك لله" ول2010 أقول "ياكريم يارب" وللمصريين أقول "كل سنة وأنتم طيبين"!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.