"الفساد في المحليات وصل للركب" جملة حين يقولها قبل عامين رجل بوزن الدكتور زكريا عزمي النائب البرلماني المخضرم والقيادي البارز في الحزب الوطني والمسئول الأول عن ديوان رئاسة الجمهورية كان يجب أن نلتفت لها ونعمل جاهدين علي تطهير المحليات من هذا الفساد الذي ندفع حاليا ثمنه في عزبة الهجانة علي سبيل المثال لا الحصر! وحين يعلن ماهر الدربي رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس الشعب "وبرجاء التمعن جيدا في هذا المنصب" أنه من ملاك عزبة الهجانة وأن مهندس الحي طلب منه رشوة قبل عام ونصف العام لكنها رشوة مخفضة تقديرا لمكانته كشخصية برلمانية لها ثقلها.. ماذا نقول؟!.. نقول إن الفساد في المحليات تخطي الركب "وتسرطن" ولا ينفع معه لا قانون ولا نفوذ ولا سلطان"! العشوائيات تنمو وتترعرع تحت سمع وبصر المسئولين وحين تقرر الحكومة تنفيذ القانون وهدم العقارات المخالفة تجد نفسها في مأزق، وتخرج قراراتها متخبطة وأحيانا متناقضة.. فمرة تعلن وقف إزالة عقارات عزبة الهجانة علي لسان الدكتور عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية.. وفي اليوم التالي يجتمع مجلس الوزراء ويقرر مواصلة الهدم وتنفيذ القانون ثم تقرر الحكومة بعد ذلك وقف عمليات الإزالة! ما يجري في عزبة الهجانة مثال صارخ للفساد الذي استغل بشكل بات ينذر بالخطر ليس علي المواطن وحده بل علي الدولة أيضا التي تجد نفسها مضطرة دائما إلي الدخول في مواجهة مع المواطنين لتنفيذ القانون الذي كان معطلا بفعل فاعل لتحقيق مكاسب مالية طائلة وهذا ما ألمح إليه مصطفي السلاب نائب مدينة نصر الذي تقع في دائرته عزبة الهجانة حين قال: إن أصحاب هذه العقارات المخالفة ذهبوا إلي الحي قبل البناء للحصول علي تراخيص إلا أن المسئولين بالحي أخبروهم أن هذه المنطقة غير معتمدة وغير مقسمة وهنا يجد المواطن نفسه أن الحي غير مسئول عنه ويقرر البناء طالما أن العمارات تعلو علي يمينه وعلي يساره كل يوم! وهنا.. أول خيوط الفساد.. مهندس الحي يصطاد أصحاب تلك الأراضي ويساومهم مقابل غض الطرف عن عمليات البناء، وكل طابق وله تسعيرة تكاد تكون معروفة للمهتمين بهذا المجال، وتدخل أطراف أخري للاستفادة من هذه "الميغة" فتنتشر العشوائيات ويتسرطن الفساد ويتوحش! أرجو من الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة الرد علي سؤالي هذا البسيط والساذج: هل المحافظة اكتشفت فجأة أن هناك 700 عقار مخالف في عزبة الهجانة؟! ونفس السؤال بشكل آخر؟! مخالفات عزبة الهجانة مسئولية من؟! ومن يحاسب عليها.. هل المواطن البسيط الذي أعطي القانون له ظهره لتطعنه خفافيش الفساد؟! ابحثوا عن المتهم الحقيقي في هذه المنظومة؟! كلام في الهوا: يبدو أننا في كل أزماتنا لا نبحث أبدا عن المتهم الحقيقي.. ففي حادث العياط أقلنا وزير النقل المهندس محمد لطفي منصور.. ورغم ذلك حوادث القطارات لا تزال كما هي لولا ستر ربنا! مع غياب أي دوافع حقيقية للرجل الذي ضرب برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا أقول "هيه دي آخرة المشي البطال"! المتتبع لشريط رسائل المشاهدين علي الفضائيات سيدرك كم أننا شعوب عربية ساذجة!