شهدت القاهرة صباح أمس مشاورات سياسية بين وزير الخارجية أحمد أبوالغيط والنائب اللبناني محمد الحجار عن كتلة المستقبل. عقب اللقاء الذي استغرق نحو الساعة بمقر وزارة الخارجية قال الحجار: إن التشاور مع مصر أمر طبيعي ومطلوب في ظل الحراك الإقليمي ووسط المخاطر الإسرائيلية التي تهدد العالم العربي كله وكذلك في ظل الأخطار الناتجة عن تداعيات الملف النووي الإيراني أمريكيا وإسرائيليا وإيرانيا. وأضاف إن اللقاء تناول جميع القضايا الراهنة وإنه حرص علي الاستماع لوجهة النظر المصرية، وأشار إلي أن زيارته لمصر تستهدف التعرف علي الأفكار المصرية لدرء المخاطر عن لبنان.. وردًًا علي سؤال ل«روزاليوسف» حول أبعاد زيارة سعد الحريري لسوريا.. قال الحجار: إن الحريري يزور سوريا باعتباره رئيسًا لوزراء لبنان وهو يحاول «بصوت العقل» تحسين العلاقات مع جميع دول العالم بما فيها سوريا حفاظًا علي المصلحة اللبنانية. أضاف: نأمل أن تعيد هذه الزيارة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا وأن تتطور مستقبلاً بما فيه مصلحة الدولتين. وأكد خصوصية زيارة الحريري لسوريا وأنها تأتي في وقت لم يعد لسوريا وجود في لبنان وأيضًا بعد الانتصار الذي حققه زعيم الأكثرية ورئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري في الانتخابات النيابية التي أعادت تجديد الثقة في الأكثرية النيابية، وتأتي بعد التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا.. ولكن يبقي العديد من الملفات العالقة ومنها موضوع ترسيم الحدود والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات والمعتقلين داخل السجون السورية. وعما إذا كانت زيارة الحريري لسوريا ستؤثر علي ملف المحاكمة الدولية لقتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قال الحجار: المحكمة الدولية أمر آخر.. وخارج نطاق البحث، لأنها لدي المجتمع الدولي وهناك القرار 1757 الذي يرعي عملها، ونفي أن تكون الزيارة تراجعًا لبنانيا في ملفاتها العالقة وبالأخص المحكمة الدولية وقال: قطعًا لا.. وسعد الحريري لا يملك القرار في هذا الموضوع لأنه في إطار المجتمع الدولي. من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي أن اللقاء يأتي في إطار الحرص الذي تبديه كتلة المستقبل النيابية برئاسة سعد الحريري علي التواصل مع مصر. في سياق متصل أعلن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عن استضافة مصر في النصف الأول من العام المقبل منتدي رفيع المستوي لدول حركة عدم الانحياز. وقال في كلمته أمام الاجتماع الثالث لمبادرة مجموعة الثماني حول بناء قدرات حفظ السلام والتي ألقتها نيابة عنه السفيرة نائلة جبر مساعد الوزير لشئون العلاقات والمنظمات الدولية إن مصر تستضيف أيضا في ربيع العام المقبل اجتماعاً تنسيقياً للمنظمة الدولية: الفرانكفونية، وذلك في ضوء أن مصر أحد أكبر المساهمين لحفظ السلام وعضو في الفرانكفورنية.