عقد الرئيس حسني مبارك جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز, بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة, تناولت الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام. استكمالا للمشاورات التي اجراها الرئيس مبارك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤخرا وكذلك سبل الانتقال من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الي مفاوضات مباشرة بهدف التوصل الي حل الدولتين.كما تناولت المباحثات نتائج اجتماع وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية الذي عقد بقر جامعة الدول العربية يوم الخميس الماضي. وقد بدأت المباحثات بين الرئيس مبارك وبيريز بجلسة مباحثات ثنائية, أعقبها جلسة مباحثات موسعة حضرها من الجانب المصري أحمد ابو الغيط وزير الخارجية, والوزير عمر سليمان, ومن الجانب الاسرائيلي اسحاق ليفانون سفير اسرائيل لدي القاهرة, كما امتدت المباحثات علي عداء عمل حضره اعضاء الوفدين. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس مبارك أجري مشاورات مع الرئيس بيريز استغرقت ساعة ونصف ساعة أعقبها مأدبة غذاء تم خلالها استكمال التشاور حول الوضع الإقليمي فيما يتعلق بعملية السلام. وقال أن الرئيس مبارك ركز في مشاوراته علي هناك رغبة أكيدة في التوصل إلي سلام باطلاق مفاوضات مباشرة بعد أن اعطت لجنة المتابعة العربية الضوء الأخضر للرئيس أبو مازن للإنتقال من التفاوض غير المباشر إلي التفاوض المباشر وأكد الرئيس مبارك علي ضرورة أن تكون هذه المفاوضات جادة ومستمرة وذات اطار زمني محدد ومرجعيات واضحة كما أكد الرئيس مبارك علي ضرورة الأجواء المواتيه لاطلاق هذه العملية التفاوضية واشار عواد إلي أن هناك كثير من الاستحقاقات علي الأرض في اطار الاجراءات المطلوبة من إسرائيل من قبيل بناء الثقة سواء في الضفة الغربية مثل وقف الاقتحامات ورفع الحواجز وتسهيل انتقال المواطنيين وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وهناك أيضا استحقاقات بناء الثقة المطلوبة في قطاع غزة مثل ا نهاء حالة الحصار والذي يسبب معاناة لأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني هم سكان القطاع وقال عواد أن العنصر الثالث بعد المرجعيات الواضحة والاطار الزمني الواضح وبعد تهيئة الأجواء لإجراء مفاوضات جادة لبناء الثقة يتمثل في اطلاق هذه المفاوضات حيث لابد أن يتوقف الجانب الإسرائيلي عن أية مواقف استفزازية تعرقل سير المفاوضات وتهدد بفشلها. وقال عواد أن الرئيس شيمون بيريز أكد للرئيس مبارك التزام إسرائيل بالسلام و التزام الائتلاف الحاكم الحالي في إسرائيل برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالسلام واشار عواد أن الرئيس بيريز أبدي اتفاقه مع ماذكره الرئيس مبارك بشأن الركائز الثلاث المطلوبة في الوقت الحالي. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت المباحثات بين مبارك وبيريز قد تناولت ضرورة وقف المستوطنات, قال السفير سليمان عواد ان هذا الموضوع يدخل في اجراءات بناء الثقة المطلوبة, حيث ان الاستيطان كما ذكر الرئيس مبارك مرارا وراء الابواب المغلقة في مشاوراته مع القادة الدوليين والاقليميين, وكما ذكر علنا في خطاباته يلتهم الاراضي الفلسطينية ن والخوف الحالي والحقيقي هو الا يتبقي للشعب الفلسطيني من الاراض ما يقيم عليه في المستقبل دولته المستقلة. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت واشنطن ستتعامل بحيادية مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي خلال المفاوضات المباشرة اذا ما تم اطلاقها, قال السفير عواد ان الرئي الامريكي اوباما أكد مرارا منذ توليه منصبه التزامه بعملية السلام, وأكد في رسالته الي الرئيس مبارك ان هذا الالتزام لا حيدة عنه, ومواقف الادارة الامريكية داعمة للأنتقال الي التفاوض المباشر. وأشار عواد الي تجربة مصر في التفاوض المباشر, مؤكدا ان هذا التفاوض المباشر هو الطريق الصحيح, كي يجلس اي جانبين مع بعضهما البعض ويتفاوضان حول النزاع فيما بينهما. وأوضح عواد ان هناك فارق بين تجربة مصر في التفاوض المباشر وبين التجربة الفلسطينية, فمصر عندما دخلت التفاوض المباشر وتوصلت الي اتفاق كامب ديفيد ثم معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية, دخلته صفا واحدا, وتحدثت بصوت واحد وراء الرئيس الراحل انور السادات, الذي انتهج طريق السلام, ووقفت مصر معه شعبا وحكومة, الا ان الوضع مختلف فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني, فقياداته لا تتحدث بصوت واحد بسبب الانقسام المؤسف الراهن بين السلطة والفصائل, وخاصة مع فصيل حماس.. واضاف عواد أما بشأن حيادية واشنطن فهذا متروك للزمن, ودعونا نرتقب مواقف الادارة الامريكية, واكتفي بأن اقول ان الرئيس السادات, ورئيس الوزراء الاسرائيلي مناحم بيجين, لو تركا لشأنهما في كامب ديفيد, لما كانا قد توصلا ابد الي اتفاق علي الاطلاق, ونعلم ان الرئيس السادات أمر الوفد المصري انذاك بحزم حقائبه, وهدد ولوح بمغادرة كامب ديفيد ومقاطعة المحادثات, ولولا تدخل الرئيس الامريكي كارتر لما توصل الجانبان المصري والاسرائيلي الي اتفاق. وأضاف عواد أنه ينبغي علي الادارة الامريكية ان ترعي بحسن نية وجدية المفاوضات التي دعت اليها, وأن يأخذ هذا الالتزام الامريكي بالسلام نهجا يثبت علي ارض الواقع ان الولاياتالمتحدة راعية للسلام بحيدة وتجرد, لأن هذا السلام طال انتظاره ولأن القيم التي تدعو اليها الولاياتالمتحدة والعالم الحر وندعو اليها جميعا, وهي القيم التي تتمثل في الحرية والحق والعدالة, ويجب ان تصل في نهاية المطاف الي الشعب الفلسطيني. وردا علي سؤال حول ما اذا كان موقف حماس سيمثل حجر عثرة أمام انطلاق المفاوضات المباشرة, قال السفير سليمان عواد: دعوني اتحدث بصراحة, فهذا الانقسام المؤسف- كما قال الرئيس مبارك في عدة مناسبات لا يجعل المفاوض الفلسطيني يتحدث بصوت فلسطيني واحد, ولكن ان استطاع الرئيس ابو مازن بدعم عربي واقليمي ودولي ان يتوصل الي اتفاق سلام, بعد مفاوضات جادة ومستمرة يستطيع ان يذهب به الي شعبه, ويقول هذا ما استطعت ان أحصل عليه, وان كان هذا الاتفاق محققا لإستحقاقات تمليها الشرعية الدولية تنهي الاحتلال وتقيم الدولة الفلسطينية, فأعتقد ان الرئيس الفلسطيني سيحظي بتأييد كاسح من شعبه الذي طالت معاناته, ولن يستطيع أحد سواء حماس أو غيرها ان يقف امام هذا التيار الجارف المتطلع للسلام, والمتطلع لحياة كريمة في دولة فلسطينية مستقلة. وحول اذا ما كان بيريز قد طرح موعدا محددا لبدء المفاوضات المباشرة, قال عواد أنه لا يستطيع التكهن بموعد اطلاق التفاوض المباشر, مشيرا الي ان لجنة المبادرة العربية في اجتماعها الاخير, أعطت الرئيس ابو مازن الضوء الاخضر لتحديد موعد هذا التفاوض, مشيرا الي ان الرئيس ابو مازن له رؤيته في العناصر التي يجب ان تتوافر لخلق الاجواء المواتية لإطلاق هذه المفاوضات, موضحا ان اي نزاع بين اي طرفين دولين لا يحل الا بالتفاوض, والتفاوض بطبيعته مباشر, بحيث ينظر كل طرف في عين خصمه ويفاوضه بالحجة مقابل الحجة.. وان يجري هذا التفاوض بدعم اقليمي ودولي.. وأكد عواد علي ان الجانب الفلسطيني لديه كل الحق, بسبب الظروف التي واكبت النكبة واحتلال الارض, مشددا علي ان الشعب الفلسطيني يتوق الي السلام, ويجد تأييدا علي مستوي العالم, ويبقي ان نترجم هذا التأييد علي ارض الواقع, في رعاية عملية التفاوض المباشر الجاد, بما يؤدي به الي نتائج تفضي الي اتفاق سلام ينهي النزاع ويفتح الطريق لإنهاء باقي محاور النزاع العربي الاسرائيلي.