يعيش الشارع الجزائري حالة من الصدمة بسبب نداء استغاثة بعثت به المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد، أو "الشهيدة الحية" كما تعرف عربيا، تطلب فيه من الشعب الجزائري مساعدتها للعلاج بالخارج من عدة أمراض تعاني منها. وتناقلت صحف الجزائر ومواقع الإنترنت استغاثة المجاهدة الكبيرة وجري نقاش ساخن جدًا بين الجزائريين في المنتديات والمواقع التفاعلية علي شبكة الإنترنت، واتهم بعض الجزائريين السلطات في بلادهم ب"تعمد تهميش رموز الثورة وقيادات كبيرة في البلد من أمثال بوحيرد"، بينما رفض آخرون التهمة وشددوا علي أن "الرسالة غير واضحة الهدف وأن هناك من دفع المجاهدة لتقول هذا الكلام، لأنه من غير المعقول أن تكون مجاهدة كجميلة بوحيرد فقيرة لهذه الدرجة، وهي التي ساعدت كثيرين في حل مشاكلهم مع السلطات". وأحدث نداء بوحيرد هبة تضامنية كبيرة من الجزائريين، وقالت جميلة التي تبلغ من العمر 74 سنة في تصريحات لصحيفة "صوت الأحرار" الناطقة باسم الحزب الحاكم في الجزائر إن ما أنطقها اليوم هو "المرض الذي ألم بها وبدأ يحاصرها". من جانبها قالت المجاهدة فاطمة أوزقان في تصريح لصحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية إن "جميلة بوحيرد انتقلت من قبل إلي باريس للعلاج بعدما حصلت علي تكفل من الدولة، ولكن وجدت نفسها في فندق غير لائق للإقامة، وعندما اشتكت السفير الجزائري بباريس ميسوم صبيح لم تجد منه التجاوب المطلوب"، وتضيف رفيقة درب الشهيدة الحية بالقول: قررت بوحيرد بمجرد عودتها إلي الجزائر كشف المستور والحديث عما تعرضت له من إهانة. وتلقب جميلة بوحيرد ب"الشهيدة الحية" كون الكثيرين من العرب حتي الجزائريين يعتقدون أنها سقطت شهيدة في ثورة التحرير التي شاركت فيها كفدائية وواحدة من حاملات القنابل، بسبب حكم صدر ضدها بالإعدام عام 1957.