وجهت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وهي إحدي الجميلات التي حكم عليها الجيش الاستعماري بالإعدام إبان الثورة التحريرية، رسالة إلي رئيس الجزائر عبدالعزيز بوتفليقة دعته فيها إلي زيادة معاشها ومنحة الحرب التي تتقاضاها، بما يمكنها من تجاوز الوضع الصعب الذي تعيشه ويضمن لها إتمام ما بقي من عمرها في كرامة. وكشفت بأنها صارت تقترض لتحصل علي قوت يومها، بسبب محدودية ما تتقاضاه من معاش، داعية من أراد التأكد من صدق هذه الرسالة التقرب من الدكان والجزار، اللذين تقتني منهما حاجياتها اليومية. وتابعت: أعلم أن الكثير من المجاهدين والمجاهدات الحقيقيين، يعيشون نفس الوضعية، وربما أكثر صعوبة، وهذه هي نص الرسالة التي أرسلتها بوحيرد إلي الرئيس بوتفليقة. إلي السيد رئيس جزائر: سيدي اسمح لنفسي بلفت انتباهك إلي وضعيتي الحرجة، فتقاعدي ومعاشي الضئيل الذي أتقاضاه بسبب حرب التحرير لا يسمحان لي بالعيش الكريم، وكل من البقال والجزار والمحلات التي أتسوق بها يمكن لهم أن يشهدوا علي القروض التي يمنحونها لي، ولم أتخيل يوماً أن أعزز مداخيلي بطرق غير شرعية أصبحت للأسف منتشرة في بلدي. أنا أعلم أن بعض المجاهدين الحقيقيين والمجاهدات يعيشون نفس وضعيتي، بل أسوأ منها، وأنا لم أقصد تمثيلهم بهذه الرسالة، ولكن من خلال موقعكم لا تستطيعون ولا تريدون معرفة فقرهم وحاجتهم. هؤلاء الإخوة والأخوات المعروفين بنزاهتهم لم يستفيدوا من شيء، والرواتب التي تمنح لهم لا تتجاوز المستحقات التي تمنح عامة لنواب المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، وكذا ما تتقاضونه أنتم وكل الذين يحومون حولكم. وبناء علي هذا أطلب منكم أن تتوقفوا عن اهانتنا وعليكم أن تراجعوا معاشنا الضئيل، وذلك حتي نكمل الوقت القليل المتبقي لنا في هذه الحياة بما يتناسب مع الحد الأدني من الكرامة. مع تحياتي الوطنية جميلة بوحيرد كما أرسلت بوحيرد رسالة أخري إلي الشعب الجزائري جاء نصها كالتالي: إخواني وأخواتي الجزائريين الأعزاء: إنني إذ أتوجه إليكم بهذا الخطاب اليوم، فذلك لكونكم تمثلون هذا الشعب المتنوع والدافئ والمعطاء الذي أحببته دوماً، واليوم أجدني مضطرة لطلب مساعدتكم. أسمحوا لي أولاً أن أقدم لكم نفسي: أنا جميلة بوحيرد التي حكم عليها بالإعدام في عام 1957 من طرف المحكمة العسكرية في الجزائر العاصمة. إنني أجد نفسي اليوم في وضعية حرجة، فأنا مريضة والأطباء طلبوا مني إجراء 3 عمليات جراحية خطيرة وجد مكلفة لا يمكنني التكفل بها، سواء تكاليف الإقامة في المستشفي والعمليات الجراحية والعلاج والدواء والإقامة في فندق، حيث لا يسمح لي معاشي الضئيل والمنحة التي أتقاضاها بسبب حرب التحرير بالتكفل بكل هذه النفقات، ولهذا أطلب منكم مساعدتي في حدود إمكاناتكم. وقبل أن أنهي رسالتي، أريد أن أشكر بعض أمراء الخليج العربي الذين اعتبرهم إخواني من أجل سخائهم وتفهمهم، حيث عرضوا علي بعفوية وكرم التكفل بكل النفقات العلاجية، لكنني رفضت عرضهم. مع تشكراتي لكل الأخوات والإخوة الجزائريين وحناني الأخوي جميلة بوحيرد.