تحولت حصيلة سنوات العمل والشقاء التي عاشها العمال والموظفون في القطاعين العام والخاص بالإسكندرية إلي لحظات معاناة يعيشونها شهرياً من اجل الحصول علي معاشهم بعد ان ظنوا عند بداية عملهم ان هذا المعاش سيكون بمثابة المنقذ لهم في شيخوختهم ليفاجئوا بعد الوصول لسن الستين بأنه سيكون سبباً في استمرار شقائهم في ظل تأخر صرفه والمعلامه السيئة التي يتلقونها من موظفي مكاتب البريد. "روز اليوسف" التقت بأصحاب المعاشات في الاسكندرية ورصدت معاناتهم بعد ان فشلت اصواتهم في الوصول لمسئولي هيئة التأمينات الاجتماعية. انور السيد مناع "85 عاماً" يقول انه بدأ حياته الوظيفية كعامل في احدي شركات الغزل والنسيج بالاسكندرية عام 1944م ثم أصبح عضواً بالجمعية العمومية بالنقابة العامة للعاملين بالشركة ثم سكرتيراً لها لينتخب رئيسا للنقابة في عام 1949 ويقدم خدمات كثيرة لزملائه العمال، طوال 10 سنوات استمر فيها بمنصبه ثم حصل علي دورة المعهد العالي للدراسات بالاتحاد الاشتراكي والتقي بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وأضاف "مناع" انه استمر في العمل بمصنع غزل ونسيج خاص بدون الدخول تحت مظلة التأمينات الاجتماعية ثم عمل بعد وصوله لسن الستين في مكتب خاص وقدم اوراقه لمكتب تأمينات المنشية واستمر في العمل لمدة 12 عاماً حتي اصبح لا يقوي علي عنائه بعد ان تجاوز عمره السبعين مما دفعه الي تسوية معاشه إلا انه فوجئ بمسئولي التامينات يرفضون منحه المعاش ويؤكدون عدم جواز صرف مستحقاته لانه اشترك بعد وصوله لسن الستين! ويتساءل "مناع" لماذا اقتطعت التأمينات أجزاءً من راتبه مع علم مسئوليها عند اشتراكه بعدم استحقاقه للمعاش، مشيراً الي انه تقدم بشكاوي الي هيئة التأمينات الاجتماعية ووصله خطاب من مكتب المنشية اكد ايضاً علي عدم استحقاقه للمعاش. أما فؤاد محمد "موظف" فيوضح ان معاش والدته عزيزة حسن 85 سنة عاماً كان يصلها حتي المنزل وفجأة صدر قرار يطالب اصحاب المعاشات باستلام معاشهم من مكتب بريد فليمنج الأمر الذي ادي الي معاناة والدته المسنة في ظل ازدحام المكتب وعدم استطاعتها الحصول علي المعاش في اليوم الذي يصرف فيه. ولفت "محمد" الي انه يضطر لحمل والدته وإنزالها من المنزل لنقلها الي مكتب البريد لثلاثة ايام متتالية حتي تحصل علي معاشها مطالباً بإلغاء القرار للقضاء علي معاناة كبار السن. وتضيف سهير احمد 65 عاماً انها تحاول صرف معاش زوجها من مكتب بريد اللبان منذ 4 شهور بسبب مماطلة الموظفين الذين طالبوها عندما ذهبت للمكتب بالحضور في اليوم التالي ليتكرر طلبهم في ذاك اليوم والأيام التي تلته ويتأخر صرف معاشها حتي الآن . ويقول بكر محمد "موظف": توفي ابني في العام الماضي وترك ثلاثه ابناء مما دفعني لمحاولة انهاء اجراءات المعاش لزوجته إلا انني فوجئت برفض التأمينات لصرفه وبالرغم من تكرار محاولتي إلا انني لم اصرف مستحقات زوجة نجلي حتي الآن فاستندجت بالخط الساخن الذي اعلن رئيس الهيئة بتخصيصه لتلقي الشكاوي ولكن لا اجد اية استجابة. وتشير سعاد إبراهيم "70 عاماً" الي انها تجلس علي ارصفة مكتب البريد منذ الفجر حتي تصرف معاشها مؤكدة ان الموظفين يعاملون اصحاب المعاشات بصورة سيئة للغاية ولا يرحمون كبر سنهم. من جانبه أكد فؤاد اسماعيل مدير ادارة التأمينات بحي شرق الاسكندرية ان الهيئة لم تقرر الغاء توصيل المعاشات الي منازل مستحقيها حيث يقدم صاحب كل معاش طلبا لمكتب البريد التابع له للحصول علي هذه الخدمة مشيراً الي ان شكاوي المستحقين من التاخير تعد شكاوي فردية. واضاف "إسماعيل" انه تم تخصيص مكتب بكل ادارة لتلقي شكاوي اصحاب المعاشات ومساعداتهم علي انهاء الإجراءات الخاصة بصرف مستحقاتهم او تسوية معاشاتهم بسرعة ويسر.