تحت شعار "من أجلك.. أنت" ينطلق المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني في ختام عام عصيب مليء بالأحداث السياسية والاقتصادية المختلفة وفي بداية دورة تشريعية وعام حزبي جديد ليثير مجموعة من الأوراق والبرامج المهمة والتي ينتج عنها سياسات ترسم صورة ل "مصر جديدة" علي حد وصف جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطني، ومن هذه الأوراق التي تمس مصالح قطاعات عريضة من المواطنين قضايا الفقر والعدالة الاجتماعية وتمكين المرأة والتواصل مع المصريين في الخارج واللامركزية ومياه الشرب وقضايا الفلاحين. كيف يتحول الشعار إلي واقع تدريب الكوادر التنفيذية بالمحافظات مفتاح تطبيق "اللامركزية" لا شك أن اللامركزية من أركان ومفاهيم الدولة الحديثة ولذلك يعد تطبيقها من الأوراق المهمة المطروحة في مؤتمر الحزب الوطني هذا العام واللامركزية لا تعني فقط مجرد تفعيل دور المحليات وإن كان ذلك جزءاً أصيلاً من مفهومها ولكنها توزيع للسلطة بداية من صناعة واتخاذ القرار حتي تنفيذه بشكل يحقق توازناً دقيقاً بين الجهات والمؤسسات المركزية واللامركزية. يقول د.سمير عبدالوهاب مدير مركز الإدارة العامة والدراسات الاقتصادية لجامعة القاهرة إن اللامركزية تعني نقل جزء كبير من السلطات والمسئوليات والوظائف من المستوي القومي أو الحكومة المزكزية إلي المنظمات الحكومية التابعة وهذا لا يعني التفويض أو أن تكون سلطة أصلية وإنما بالنقل فقط وهناك أنواع لممارسة اللامركزية وهي السياسية أو الإدارية أو المالية لافتا إلي أن الحاجة للخدمات المحلية مع زيادة أعباء الحكومة المركزية من العوامل الملحة لتطبيق اللامركزية. ويضيف أن اللامركزية تحتاج إلي بيئة تشريعية تسمح بتطبيقها وكذلك قيادات وكوادر بشرية علي وعي بأهمية اللامركزية لذلك يجب تعديل قانون الإدارة المحلية بحيث يشمل علي رؤية واضحة للامركزية. أما الكوادر البشرية فلابد من إجراء دورات تدريبية لزيادة دعمهم بأهمية اللامركزية من تحقيق الشفافية والمعدل السريع لأداء الخدمات وتحقيق أقصي معدل لراحة المواطن المصري. ويؤكد عبدالوهاب أن نصيب الموظف الحكومي من الدورات التدريبية ضعيف كما أن الجهة المسئولة عن تدريب موظفي المحافظات والمحليات وهي وزارة التنمية المحلية متمثلة في مركز "سقارة" تسعي لتنظيم دورات تدريبية بالمركز فقط لكبار الموظفين والقيادات بالمحافظات ومن ثم فهي تتبع سياسة المركزية في التدريب وعلي نطاق محدود فلا يوجد لديها مراكز تدريب علي مستوي المحافظات كما لا يتم تدريب موظفي المراكز والمجالس المحلية وهم من يتعاملون بشكل مباشر مع المواطنين. من جانبه يقول اللواء سعد الدين حليم المدير السابق لمركز "سقارة" للتدريب، اللامركزية تعني تقليص دور الدولة في الإنتاج والإدارة المباشرة لمؤسساتها وفتح المجال أمام تلك المؤسسات لتتولي جزءاً من الإدارة والمسئولية بما يخدم المصلحة العامة فضلا عن إمكانية الاستعانة بمؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتحقيق ذلك وتحتل تلك الآلية النموذج السليم لتفكير الدولة بطريقة أكثر قربا من المواطن والتركيز علي المحليات وتعظيم فكرة الديمقراطية. ويشير حليم إلي أن التدريب هو أساس تطبيق اللامركزية إلا أنه يتم بشكل تقليدي ولا يلب الاحتياجات الأساسية للامركزية ويرجع هذا الضعف التمويلي والاستعانة بفئات معينة لتدريب الموظفين غير مؤهلين ولا تصلح، ككبار الموظفين دون الاستعانة بخبراء الإدارة والتنمية الإدارية والبشرية والنظر لتجارب الدول الأخري. ويشدد علي ضرورة تطوير مستوي الدورات بأن تكون تخصصية ولا تشمل عناوين عريضة فقط فهناك تخصصات دقيقة بحاجة لدورات تدريبية ولابد من عمل فروع للتدريب بكل محافظة وتلك هي مسئولية الحكومة والحزب الوطني الذي اهتم بتلك الورقة. ويضيف علي الحزب الوطني خلال مؤتمره السادس أن يوصي بتوزيع المهام لضمان تحقيقها بشكل أفضل خاصة أنه للأسف حتي الآن الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم تتم بشكل مركزي ويحرم منها أبناء المحافظات من يريد أن يعالج من أحد الأمراض الوبائية أو المزمنة فعليه المجيء لمستشفيات وزارة الصحة المركزية بمحافظة القاهرة.