أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس تصميمه علي المصالحة الفلسطينية "لأنه لا مناص من إعادة اللحمة بين طرفي الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة".. متهما حركة حماس بأنها " لاتريد التوقيع علي الوثيقة المصرية لأن قرارها ليس بيدها وإنما بيد أطراف أخري تأمرها فتطيع". وأكد عباس، في كلمة له بافتتاح المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية برام الله اليوم، علي شرعية المرسوم الرئاسي الذي اصدره أمس بدعوة الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة لانتخابات رئاسية وتشريعية في 24 يناير المقبل. وقال "إن حماس تتحدث عن شرعية الرئيس ولا تلتفت إلي الوضع القانوني للحكومة القائمة في غزة". واستعرض عباس مسيرة المفاوضات التي بدأتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل والأسس التي ارتكزت عليها ، مدافعا عن ذهابه للقاء الثلاثي في نيويورك في سبتمبر الماضي الذي ضم إلي جانبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال إن اللقاءات الثنائية التي تجريها واشنطن مع الفلسطينيين من جهة والاسرائيليين من جهة أخري لم تضيق الفجوة بين الجانبين ولا يزال الموقف كما هو، مجددا مطالبته بوقف كامل للاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس وتحديد مرجعية عملية السلام بأن يكون التفاوض علي أساس أن الأرض المحتلة هي الأرض التي احتلت عام 1967. وجدد رفضه للدولة ذات الحدود المؤقتة ، مشيرا إلي ان حماس قدمت مشروعا في سويسرا تقبل فيه بتلك الدولة . كما دافع عن موقف السلطة من تأجيل تقرير جولدستون في مجلس حقوق الإنسان، مشيرا إلي أنه جاء بقرار من المجموعات الأربع العربية والإسلامية والإفريقية ودول عدم الانحياز ، متهما حماس بأنها ا تخذت التأجيل ذريعة للهجوم علي القيادة الفلسطينية والتهرب من استحقاق المصالحة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "إن الوضع الداخلي الفلسطيني جيد ومتين نستطيع أن نستند إليه ونعتمد عليه من أجل استكمال المسيرة السياسية مع إسرائيل بعد نجاح مؤتمر فتح السادس واستكمال أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير". وحول المصالحة ، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس " إن عددا من الدول العربية بادرت منذ بداية الانقسام بين الضفة وغزة لإنهاء هذا الموضوع ، لكن الذي استمر بجهده من البداية إلي النهاية كان مصر لأسباب كثيرة حرصها علي القضية والشعب الفلسطيني وأمنها القومي". وأضاف عباس "أن مصر أرسلت لنا ورقة للمصالحة وكان القرار التوقيع عليها لأنه لا يجب أن نخذل مصر بعد هذا الجهد ، كما أننا نريد المصالحة ، لكن حماس بدأت تقدم الذرائع ولا تريد التوقيع لأن قرارها ليس بيدها وإنما بيد أطراف أخري تأمرها فتطيع وحتي تجد مبررات تقدم ذرائع كثيرة". وأكد الرئيس الفلسطيني تصميمه علي المصالحة الوطنية ، قائلا "لابد أن نصل إليها لا مجال ولا مناص من إعادة الوحدة واللحمة بين الشعب الفلسطيني في طرفيه العزيزين غزة والضفة الغربية ولابد أن تنتهي هذه الإمارة الظلامية ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة و100 ألف فلسطيني يعيشون في العراء". وقال "إن مؤتمر شرم الشيخ للمانحين قرر منح 5ر4 مليار دولار لإعمار غزة ، لكن حماس تصر علي أن تتولي هي مسئولية إعادة الإعمار ، علما بأن الحركة الإسلامية لا تحظي باعتراف دولي". وأكد شرعية إصدار مرسوم الانتخابات أمس الأول قائلا " نحن مستمرون في الاستحقاق الدستوري وسنستمر في المصالحة ولا يظن أحد أننا نناور في موضوع المرسوم ونتائجه وتطبيقه".